ا(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون)ا



:يقول الله تعالى
ا" و لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار
مهطعين مقنعي رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء."ا

آية تهديد ووعيد ولكن ما أعظم ما فيها من شفاء لقلوب المظلومين
و تسلية لخواطر المكلومين ، فكم ترتاح نفس المظلوم ويهدأ خاطره
حينما يسمع هذه الآية ويعلم علم اليقين أن حقه لن يضيع
وأنه سوف يقتص له ممن ظلمه ولو بعد حين

وأنه مهما أفلت الظالم من العقوبة في الدنيا فإن جرائمه
مسجله عند من لاتخفى عليه خافيه ولايغفل عن شئ
و الموعد يوم الجزاء والحساب، يوم العدالة، يوم يؤخذ للمظلوم من الظالم
ويقتص للمقتول من القاتل
ا" اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لاظلم اليوم"ا

ولكن الله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته
ا" إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار"ا
أي تبقى أبصارهم مفتوحة مبهوته لا تتحرك الأجفان من الفزع والهلع
ولا تطرف العين من هول ما ترى
ا"مهطعين مقنعي رؤوسهم رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء"ا

أي مسرعين لا يلتفتون إلى شئ ممن حولهم
وقد رفعوا رؤوسهم في ذل وخشوع لايطرفون بأعينهم من الخوف والجزع
وقلوبهم خاوية خالية من كل خاطر من هول الموقف

ما أعظم بلاغة القرآن
وما أروع تصويره للمواقف حتى كأنك ترى المشهد ماثلاً أمامك

أخوتي الأفاضل

تخيلوا وأنتم تقرأون هذه الآية مصير الطغاة الظلمة
ممن انتهكوا أعراض المسلمات وسفكوا دماء الأبرياء وقتلوا الأطفاء وشردوا النساء

وهدموا المساجد والمنازل تذكر من عاثوا بأرض البوسنة والهرسك والشيشان
الفساد ومن أذاقوا أخواننا في فلسطين والعراق صنوف العذاب والقهر والظلم
وتذكر الطغاة الذين يعذبون الدعاة في السجون و يسيمونهم سوء العذاب
من أجل أنهم قالوا ربنا الله

تذكر أن الله فوقهم وأنه سوف يقتص منهم وسيرينا فيهم مايثلج صدورنا إن شاء الله
ويتحقق لنا موعود ربنا تبارك


:وتعالى إذ يقول
ا" فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون، على الآرائك ينظرون ،هل ثوب الكفار ماكانوا يفعلون"ا

اللهم اغفر ذنوبنا ويسر أمورنا واستر عيوبنا وآمن روعاتنا واغفر زلاتنا
وانصرنا على أعدائنا، وثبتنا على دينك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم