الوحوش البشرية


ظاهرة من جملة الظواهر التي ما سلمت مجتمعاتنا منها ولا زلنا نقاسي آلامها ونتجرع غصصها ألا وهي لوثة الحسد, وهي من الطباع المركوزة في البشر إن الحسود شخص آكل بلا أنياب وممزق بلا مخالب, استعر قلبه وامتلأت نفسه بالحقد على الناس وتمني زوال النعمة عنهم إن النفس البشرية يعتريها الغبش والدخل والحصيف العاقل من يستغل هذا في تقويم نفسه وتعديل شخصيته فما خلا جسد من حسد لكن الكريم يخفيه ويسعى جاهداً في إزالته واللئيم يبديه سواء بكلامه أو أفعاله أو حتى في إشاراته وليعلم الحسود أنه على شفا جرف من ذهاب الحسنات فإنه كما أخبر عليه السلام ( أن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) وفي حقده وحسده اعتراض على قضاء الله وقدره
ألا قل لمن كان لي حاسداً أتدري على من أسأت الأدب
أسأت مع الله في فعلــــــه لأنك لم ترضى لي ما وهـب
وأول ما يجني الحسود على نفسه من زيادة همه وارتفاع غمه واحتراق قلبه
فلله در الحسد ما أعدله بدأ بصــاحبــه فقتلــه