اللبرالية : هي( باختصار )حركة قومية علمانية أول ماظهرت بالغرب تحديا لهيمنة الكنيسة ورجال الدين النصارى ،

ثم تلقفها ( كما هي عادتنا التقليد ) مثقفونا خلال فترة الإستعمار ، فقامت الثورات والدعوات الى القومية العربية

وووحدة العرق العربي الأصيل ( والمضحك أن غالبيتنا ليسوا عربا أصلا ولا حتى فصلا )

فقامت دول ثورية عربية اشتراكية وانتشرت الأحزاب حتى صارت الاشتراكية والشيوعية والعلمانية فخر يتمنى كل

مثقف أن ينسب لها ، وفى المقابل غيب وهمش الدين وأضحى رمزا للرجعية والتخلف وحصر في المسجد كما

حصر مثقفوا الغرب الدين في الكنيسة .

ولكن تبين لمقفينا خاصة ولعموم الناس الذين أدركوا زيف شعارات

اللبراليين أن هذا الدين متين الأساس ولا يمكن حصره ولاقهره فعادت الجماهير والشعوب إليه فأدركت الحكومات

ذلك سريعا فمالت إليه لتستميل الشعوب فأظهرت التدين والعودة الى الدين كما فعل حزب البعث العراقي

الاشتراكي فكتب على شعار الدولة( الله أكبر ) رغم التناقض بين ذلك الشعار وأسس الحزب وما فعلوا ذلك الا أنهم

أدركوا أن الشعب يريد ذلك وهذا مثال والأمثلة كثر . فأسقط في أيدي اللبراليين وحشروا الى الزاوية لانهم فقدوا

التأييد الجماهيري ، فانبروا الى الهمز واللمز وتحين الفرص ، وأي فرصة أفضل من فرصة الارهــــاب وما يحدث

الآن فعلى نباحهم في الفضائيات وجلجل صفير أقلامهم في الصحف والمجلات محاولين كما هي عادتهم ربط

الأسلام بالارهاب حتى نادوا بإغلاق كليات الشريعة لأنها تدرس الارهاب وغير ذلك كثير ودافعهم الوطنية والحرية

بزعمهم .

وبرغم ذلك النباح المدوي لم تلتفت لهم الحكومات ولم يسمعهم أحد إلا شرذمة قليلون ، ولعلك أخي القاري تلاحظ

معي عندما يكتب أحدهم مقال في أحدى الصحف أو يظهر في أحد الفضائيات لايجرأ الى الدعوة الى ما يضمر

وفي ثنايا حديثه تجد عبارات اليأس والتأسف كما أن الشيب والصلع قد غزاه وعباراته قديمة مستهلكة وإن كان

مدير تحرير وكأن حاله تقول قريبا سينقرض هذا الرأس وما في داخله ... والزمن هوشاهد العيان .

عذرا للإطالة

لأن الطرح يستحق صرح .

تحياتي : أبـــــو حــــــاتـــــم