بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأولياء والمرسلين ، أما بعد :

إن من العجب العجاب أن ترى إنسانا عاقلا - فضلا عن كونه مسلما - ومتعلما يجعل من نفسه أنموذج للعاصي لله بحيث يستمر على معصيته ليلا ونهارا سرا وجهارا ، وربما مات فجأة وهو على حاله تلك ، فما بالك بمن تجتمع عليه عدة معاصي تستمر عليه سنين عديدة ؟؟!! وإني سأذكر بعضها ، لكي ننظر إلى حالنا ونفكر تفكير المقبلين إلى ربهم الراغبين بطاعته واجتناب معصيته ، وإليكم بعضها :

1- حلق اللحية والأخذ منها ( واللحية واجبة وليست سنة كما يدعي البعض ) .
2- إسبال الثوب .
3- سماع الغناء والموسيقى.
4- النظر إلى الحرام ( في الواقع أو التلفاز والأنترنت والجرائد والمجلات وغيرها ) .
5- الغيبة :
وهي من أكبر الكبائر والعياذ بالله ، وللأسف هي الآن فاكهة مجالس الناس ، وإذا نصحت أحدهم قال لك : أنا ماقلت شيء ، أنا نقلت الذي حدث ، أو وصفت الرجل كما هو ..إلخ ، ومايعلم المسكين أن الغيبةهي ذكرك أخاك بما فيه وهو يكره ، فإن كان فلان من الناس بخيل أو متكبر فلا يحق لك أن تتكلم عليه ولو وصفته بما فيه من البخل والتكبر .
6-شرب الدخان .
7- ترك الصلاة أو التهاون بها .
8- الكذب .
9- شراء الدش واقتنائه وإبقائه في البيت .
10- الشتم واللعن والكلام البذيء .

فلننظر جميعا إلى المعاصي التي ذكرتها ، والله أن القلب ليحزن لما يرى بعض شبابنا تجتمع هذه المعاصي كلها فيه وكل يوم ، والبعض مات وهذه المعاصي زاحمته في يومه.....والله المستعان .

البعض يقول : بعضها ليست كبائر .والرد عليه : لاتنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر من عصيت ... انظر من عصيت .. انظر من عصيت ، قال صلى الله عليه وسلم : "إياكم ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالب " وقال صلى الله عليه وسلم : " إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يُهْلِكْنَه " رواه أحمد . وقال صلى الله عليه وسلم : " إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد ، فجاء ذا بعود ، وجاء ذا بعود ، حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم " رواه أحمد .و ذكر أهل العلم أن الصغيرة قد يقترن بها من قلة الحياء وترك الخوف من الله مع الاستهانة بها ما يلحقها بالكبائر بل يجعلها في رتبتها ، ولأجل ذلك قال أهل العلم :
لا صغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار .

والبعض يقول : الله غفور رحيم . والرد عليه : كما تؤمن بقوله تعالى:( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ) عليك أن تؤمن بقوله تعالى : ( وأن عذابي هو العذاب الأليم ) الحجر 49/50 .

والبعض يقول : الصلاح في القلب. والرد عليه : قوله صلى الله عليه وسلم : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " رواه البخاري و مسلم ، فلو صلح باطنك صلح ظاهرك ، فعلامك تحتج بطلاح ظاهرك على أن الصلاح في الباطن ، لو صلح باطنك لرأيناك تبقي اللحية وتقصر الثوب وتحف الشنب ، ويستغرب الإنسان لما يقول أني أعرف إنسان فيه خير كثير يأخذ من لحيته وثوبه طويل ، نقول : جزاه الله خيرا ، وليته يكمل ذلك الخير الكثير بخير كثير فيصلح ظاهره .

أخيرا :

كم مر على بعضنا أيام وشهور وسنين وتجد أن هناك العديد من المعاصية مستمرة عليه كالتي ذكرناها ، كيف تجعل من نفسك نموذج للمعصية ؟؟ إلى متى وهذه المعاصي مجتمعة عليك؟؟ أحتى يأتيك الموت...لا ياأخي ، تذكر أن في تلك الساعة ينقطع الصوت ويفوت الفوت ....

قال تعالى : ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم )

وصلى الله على الحبيب وسلم