عقوق الوالدين

[الدب الهزيل]

ماأكثر الكتابات التي نقرأها هنا وهناك أو نسمعها وسرعان ماتطويها آفة النسيان ولكن هناك البعض منها تحتفظ به الذاكرة لسنوات أوبالأحرى طوال العمر لما تحويه من خاصية ما ،،،، ولقد قرأت موضوعا للكاتب الصحفي بجريدة الرياض محمد الأحيدب عن عمق حب الوالدين لأبنائهم نقله من شريط للشيخ ابراهيم الحارثي (حب يتدفق)ويتحدث مضمونه عن أمية الكناني وهو رجل من سادات قومه وكان له ابن اسمه كلاب هاجر إلى المدينة ثم طلب من الخليفة عمربن الخطاب أن يذهب للجهاد فأرسله عمر في جيش إلى بلاد الفرس فلما علم أبوه تعلق به وقال لاتدع أباك وأمك شيخين ضعيفين ربياك صغيراحتى إذا احتاجا إليك تركتهما فقال أترككما لما هو خير لي ثم خرج غازيابعد أن أرضى أباه فأبطأ في الغزو وتأخر وكان أبوه وأمه يجلسان في ظل نخل لهم وإذا حمامة تدعو فرخهاالصغير وتلهو معه فرآها الشيخ فبكى فرأته العجوز يبكي فبكت ثم أصاب الشيخ ضعف في بصره فلما تأخر ولده كثيرا ذهب إلى عمر فقال والله ياابن الخطاب لئن لم ترد علي ولدي لأدعون عليك في عرفات فكتب عمررضي الله عنه برد ولده إليه،،،فلما قدم ودخل عليه قال له عمر:مابلغ من برك بأبيك قال كنت أوثره وأكفيه أمره وكنت إن أردت أن أحلب له لبنا أجئ إلى أغزر ناقة فأريحهاوأتركها حتى تستقر ثم أغسل أخلافهاحتى تبرد ثم أحلب له فأسقيه فبعث عمر إلى الرجل فدخل على عمر وهو يتهاوى وقد ضعف بصره وانحنى ظهره فقال له عمر كيف أنت ياأبا كلاب ؟ قال كما ترى ياأمير المؤمنين ,,فقال ماأحب الأشياء إليك اليوم ؟قال ماأحب اليوم شيئا ماأفرح بخير ولايسوؤني شر فقال عمرفلاشئ آخر؟قال بلىأحب أن كلاباولدي عندي فأشمه شمة وأضمه ضمة قبل أن أموت فبكى عمر رضي الله عنه ثم أمر كلابا أن يخرج ويحلب لأبيه ناقة كما كان يفعل ويبعث بلبنها إليه ففعل ثم جاء وناول الإناء إلى عمر فأخذه رضي الله عنه وقال اشرب ياأبا كلاب فلما تناول الإناءليشرب وقربه من فمه قال والله ياأمير المؤمنين إني لأشم رائحة يدي كلاب،،فبكى عمر وقال له هذا كلاب عندك وقد جئناك به فوثب إلى ابنه وأخذ يضمه إليه ويعانقه وهو يبكي فجعل عمر والحاضرون يبكون ثم قال يابني الزم أبويك فجاهد فيهما مابقيا ،،،،،،،،،وأخيرا أرجو أن يحوز الموضوع على إعجاب من يقرأه