يقول أحدهم :

لم أفكر أن أتبرع للباكستان!!

ليست المشكلة في عدم التبرع ولكن المشكلة في مصادرة الفكرة جملة وتفصيلا.

وباكستان تحتاج إلى تفكير ، وتأمل وإتعاظ

وزلزال باكستان قسما بالله نذير للبشر ، وتحذير للأمم ، وتذكير بأن الأرض لله يحركها متى شاء في أي وقت يشاء في أي مكان يشاء وما أمره سوى كن فيكون


وباكستان إختبار للأمة الواحدة والجسد الواحد والإنسانية الواحدة


ورقي الأمم وجدارتها بالحياة واستحقاقها للقيادة يقاس بالخير والبر والرحمة
وبهذا المقياس تخلد حضارات الأمم وآثارها

وهل عرفت البشريه أمة أرقى وأجدر وأحق بالقيادة من أمة الإسلام؟؟؟


ما أظنها عرفت ولا أظنها تعرف

ولست أقول ذلك عنصرية أو تحيزا للأمة التي شرفني الله سبحانه وتعالى بأن أكون واحداً منها ولكنها الشمس في رابعة النهار.

فمن الأمم من يقذف بالطعام من علو الطائرات ويتبعها بالمتفجرات فلا حياة أبقى ولا أرضاً أصلح.!!!!!!!!!

ومن الأمم من يغذي الجسد ويقتل الروح وما حملات التنصير إلا حملات قتل ولكنه قتل للروح .!!!!!!!!!!!!


أما أمة الإسلام فلا تعرف سوى قوله تعالى

( وما تنقفوا من خير فلأنفسكم)

وقوله تعالى

( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسنا فيضاعفه له أضعافاً كثيرة)
قال صحابي يسمى أبا الدحداح : أو يستقرض الله من عبده يارسول الله ؟!
قال : نعم
فقال: أمدد يا رسول الله يدك ، فأشهده أنه تصدق ببستانه الذي لا يملك غيره وكان فيه سبعمائة نخله
مثمره ثم عاد إلى زوجته ، وكانت تقيم هي وأولادها في هذا البستان فـأخبرها بما صنع ، وغاردت هي وأولادها البستان تقول له

ربح بيعك يا أبا الدحداح


أو يعرف التاريخ من غير قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً مثل أبا الدحداح؟

خذ رجلاً آخر

لما نزل قوله تعالى ( لن تنالوا البر حتى تنقوا مما تحبون)

قال أبو طلحة الأنصاري : يارسول الله: إن أحب أموالي إلى بير حاء بئر طيبة الماء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله تبارك وتعالى ، فضعها يارسول الله حيث أراك الله، فقال عليه الصلاة والسلام ( بخ بخ ، ذلك مال رابح ، ذاك مال رابح حبس الأصل وسبل الثمرة) وكانت هذه الصدقة أول وقف في الإسلام


كان الوقف الحجر الأساسي الذي قامت عليه كل المؤسسات الخيرية في تاريخ حضارتنا ، والرسول صلى الله عليه وسلم ضرب المثل الأعلى لأمته في ذلك ، فأوقف سبع بساتين كان أوصى بها بعض المحاربين حين مات أن يترك أمرها للرسول صلى الله عليه وسلم يتصرف بها كيف يشاء.
ثم تبعه عمر بن الخطاب فأوقف أرضه بخيبر
ثم تبعه أبو بكر
وعثمان
وعلي
والزبير
ومعاذ

وغيرهم
حتى لم يبقى صحابي إلا أوقف من أمواله

يقول جابر بن عبدالله رضي الله عنه

فما أعلم أحداً ذا مقدرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار إلا حبس مالاً من ماله صدقة موقوفة لا تشترى ولا تورث ولا توهب .
ثم تتابع المسلمون بعد ذلك جيلاً بعد جيل ، يوقفون الأراضي والبساتين والدور والغلات لأعمال البر ، مما ملاً المجتمع الإسلامي بالمؤسسات التي بلغت حداً كبيرا

وحسبنا أن نعلم أن صلاح الدين الأيوبي أنفق أمواله كلها على جهات البر وملأ البلاد الشامية والمصرية بالمؤسسات الخيرية


والمختصر المفيد
إذا رأيت الأمة الإسلامية يسود فيها التواصل والتعاون والشعور بالجسد الواحد والإنفاق مما تحبه النفس وتشتهيه فأعلم أنها أمة رائدة في زمانها

ولم يبقى لنا اليوم إلا سبيل التكاتف والتضامن
اللهم إنه سبيل الخلود تفردنا به وحدنا يوم كانت الدنيا كلها ظلام وجهل وغفله وتأخر
اللهم إنه سبيل الخلود كشفنا به عن الإنسانية المعذبة آلامها ومتاعبها

فما هو سبيلنا اليوم؟
يد تمسح عبرة اليتيم ، وتأسو جراح الكليم


وبعد هذا يا أخي
ألا تفكر بأن تتبرع لباكستان؟