حدث معي


صالح الشيحي :

هذه الحادثة حدثت معي.. وقد تحدث مع أي واحد منكم.
الوقت فجر أمس الاثنين، عندما فوجئنا بانقلاب سيّارة أمامنا على الطريق الذي يربط منطقة حائل بالحدود الشمالية ـ ما يقرب من 20 كيلومترا جنوب محافظة رفحاء ـ توقفنا وانطلقنا بسرعة نحو السيّارة لنجد صاحبها يخرج منها سالماً. وقعنا في ورطة. فقط كانت السيّارة مقلوبة بالكامل في منتصف الطريق تماما. الظلام يلف المكان وبقاء السيارة بهذا الشكل وسط الطريق يعني كارثة قد تلد كارثة، قد تلد كارثة أخرى؛ فقد كان الطريق مأهولاً ومزدحماً بالسيّارات..طلبت من أحد الأصدقاء أن يتصل بشرطة رفحاء. فردّوا عليه هذه مسؤولية المرور!
اتصل بمرور رفحاء وأبلغهم.. تأخروا، فطلبت منه معاودة الاتصال.. اتصل بهم مرتين ولا أحد يرد؟!
ـ كنا خلال هذا الوقت نتقافز ذات اليمين وذات الشمال لتنبيه السيّارات المسرعة القادمة بأخذ الحذر والنزول إلى جانب الطريق ومن ثم مواصلة المسير.. كان بعض العابرين يساعدوننا في ذلك ـ كنت أضع يدي على قلبي متوقعاً حدوث كارثة في هذا الليل البهيم.
تناولت الجوّال واتصلت بـ(مرور رفحاء) فردوا علي بأنهم مشغولون بحادث على الطريق الدولي وليس لديهم دوريّة!
ـ قررت الاتصال بشرطة رفحاء وأخبرتهم بالأمر فطلبوا مني أن اتصل بالمرور فأخبرتهم برد المرور، فقالوا لي بالحرف الواحد: "ما هو شغلنا"!
ـ قررت الاتصال بـ(أمن الطرق) في رفحاء أيضاً، وأخبرتهم بأن كارثة قد تحدث الآن، ولابد من حضورهم لمساعدتنا في تنبيه السيّارات فقط، حتى يأتي المرور.. فرفضوا!
قلت لهم إنني أتحدث معكم الآن من جانب إنساني.. بعيدا عن كون هذا مرورا وهذا أمن طرق.. فقال لي الموظف معك حق ( فعلا الأمر إنساني) لكن (أنا عندي تعليمات)!
ـ كان الخيط الأبيض قد تبيّن من الخيط الأسود عندما قدمت إلينا دورية مرور يتيمة..
ـ ركبنا سيّارتنا وغادرنا.. تذكرت رد المرور بأنه لا يوجد لديهم سوى دورية واحدة.. مررت وأنا في الطريق لمنزلي على مبنى المرور فوجدت 15 سيّارة دورية متوقفة!!
ـ أسوق هذه القصة إلى مدير الأمن العام، ومدير عام المرور، ومدير عام أمن الطرق.. يقيناً مني بعدم قبولهم ورضاهم إطلاقاً عمّا حدث.. وثقةً بأنهم سيتخذون إجراءات سريعة حاسمة رادعة بعيدة عن لغة الإنذارات الشفهية تلك التي سئمنا منه
ا.

صحيفة الوطن ليوم الثلاثاء 29 رمضان 1426هـ الموافق 1 نوفمبر 2005م العدد (1859) السنة السادسة