[align=center]
تحرير مقدمة ما كتبه الشهيد 'سالم'

مراسل 'مفكرة الإسلام' في تلعفر

قبل اغتياله بيوم واحد فقط



مفكرة الإسلام: أخي أبو [... ] أرجو أن يُنعم الله عليك بالستر والعافية، وسمعت أن معاركَ تجري عندكم هذه الأيام في [ ... ]؛ فكن حذرًا لأنك 'الدينمو' في عمل 'مفكرة الإسلام'، كما يسميك أبو [ ... ] مراسل القائم.



أخي لم يكفِ رصيدي في الهاتف لكي أكلمك عن عدة أمور أشاهدها كل ساعة هنا في المدينة، واكتفيت أن أسلمكم الأخبار المهمة والساخنة.

أخي رأيتك في مكالمة يوم الثلاثاء وأنت منزعج مني؛ لأني لم أقم بعملي على أتم وجه، وأنا أعرف أن ما نقلته من داخل المدينة ليس سوى 60% من العمليات التي تجري في تلعفر؛ لأنني لا أسيطر على جميع المدينة وتنقلي صعب للغاية، وأنت تعرف أن عملي معكم في 'مفكرة الإسلام' ليس من أجل المرتب الذي تعطيني إياه؛ وإنما لحبي الكبير لذلك الموقع الشريف، كما أنني أحسست أننا أصبحنا جزءًا من عائلة كبيرة تسمى 'مفكرة الإسلام'؛



لذا أرجو ألا تعتبر تقصيري ناجمًا عن إهمال ـ لا والله ـ إلا أنه أمر فوق طاقتي.

أخي أرسل لك مع أبي [ ... ] تقريرًا أسميته 'كلمات تحت أزيز الطائرات.. 'تلعفر' آخر زفرات الاحتلال'، أرجو أن أكون قد نقلت فيه ما شاهدته في المدينة خلال أيام المعارك، وأعتذر لسوء الخط؛ لأنك كما تعلم خطي خربشة قِطّة!!

سلامي لك، وأرجو الدعاء..

انتهت مقدمة الشهيد ـ بإذن الله ـ 'سالم الجبوري'، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وبدأ بعدها تقريره الأخير، والخاص بفريق مكتب 'مفكرة الإسلام' في بغداد، والذي يُقصد منه معرفة أحوال المدينة من أجل تحديد الأولويات في العمل، وطريقة التعامل مع الحدث، فهو ليس للنشر أصلاً، ولكن اضطررنا إلى ذلك من أجل أن يعرف الناس من هو 'سالم الجبوري' ـ رحمه الله تعالى ـ وذلك قبل أن يقوم أبناء العلقمي من 'فيلق بدر' العميل بعملية اغتياله.



[/align]