[align=center]عندما ينزل المطر !!!!!!!!!

أيها السادة الكرام

في منتدانا الطيب
بعد السلام

وفائق الاحترام

مساء الخير

ثم أما بعد :

الكل يستبشر بنزول الأمطار ، الرجال والنساء ، االأطفال الصغار ، السيوخ والكبار ، بل حتى الأرض إذا نظرت

عند نزول المطر بدا لك وكأنها تضحك سرورا .

مارأينا أحد عند نزول المطر ، إلا والبشر يعلو وجهه ، والفرحة تغمر فؤاده ، والسرور يبدو على محياه ، بل بما استقبل

بعض الناس ماء المطر بماء العين وبما بكى الإنسان من السرور :

طفح السرور علي حتى إنه ............... من عظم ماقد سرني أبكاني

وليس ذلك عجيبا ولا غريبا فقد أخبر الله عن هذه الحال فقال : ( فإذا أصاب به من يشاء من عباد إذا هم يستبشرون ،

وإن كانوا من قبل أن ينزل علهم من قبل لمبلسين ، فانظر إلى آثار رحمة الله ......... ) إنه أثر من آثار رحمة الله : ( قل

بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ...... )

المطر نعمة من نعم الله على عبادة ( وما بكم من نعمة فمن الله ) وعلى الناس أن يقابلوا هذه النعمة بالشكر فإن النعم

إذا شكرت دامت وإذ ا كفرت زالت ، على المسلم عند نزول المطر من السماء ألا يغفل عن مصير أقوام أهلكهم الله

بالماء عندما عصوا رب السماء .

لقد كذبت قوم نوح عليه السلام نبيهم ، وعصوا رسول ربهم ، وكفروا بخالقهم وبارزوه بالمعاصي ، فانتصر الله لنبيه

وأنزل علهم بأسه ، أنزل عليهم الغيث لكنه لم يكن مغيثا ، وأرسل عيهم الماء لكنه لم يكن ريا بل كان عذابا شديدا

هلكوا فيه عن آخرهم ( كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر ، ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ،

وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على امر قد قدر )

وتلك عاد جحدوا بآيات رهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد ، فاتهموا نبيهم هودا عليه السلام بالجنون والسفه

فأمسك الله عنهم المطر ثلاث سنين حتى جهدهم ذلك ، وأصابهم من تأخر نزول المطر مشقة فدعوا الله أن يسقيهم فأنشأ

الله سحابة سوداء فلما رأوها استبشروا وظنوه سحابا سيمطر عليهم و( قالوا هذا عارض ممطرنا ) قال الله : ( بل هو

ماستعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بإذن ربها ........ ) ظنوه رحمة فإذا هو نقمه ورجوا فيه الخير

فنالوا منه غاية الشر كما يقول ابن كثير رحمه الله .

ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأى غيما يقبل ويدبر ويدخل ويخرج مخافة أن يكون فيه عذاب فإذا أمطر سرّي

عنه كماقالت عائشة رضي الله عنها

وبما نزل المطر وامتلأت الأودية والشعاب وتسامع الناس بأخبار السيول في كل مكان فماذا ينفع الماء إذا منع الله الأرض من

الانبات فإن الجدب ليس ألا تمطروا ولكن الجدب أن تمطروا فلا تنبت الأرض اشجارها وعشبها أو تنبت لكنه يكون داء

فعلى المسلم ألا يغفل عن الدعاء وسؤال الله أن يجعل هذا الغيث مباركا نافعا ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند

نزول الغيث ويقول : ( الله صيبا نافعا )

ثم ان المسلم لايغفل عن سنن تفعل عند نزول المطر فمن ذلك الدعاء السابق وكان عليه الصلاة والسلام يحسر عن ثوبه عند

نزول المطر حتى يصيبه منه فيقال له لم صنعت هذا فيقول : ( أنه حديث عهد بربه ) والدعاء عند نزول الغيث مستجاب

وكان عبدالله بن الزبير رضي الله عنه يقول عند سماع الرعد : ( سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته )

نسأل الله أن يبارك في هذا الغيث وان يتبع له

وتقبلوا تحيات نفح الطيب [/align]