بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما كنا نسمع عندما كنا طلابا في الكلية ( وبضدها تتميز الأشياء ) ..
لم أكن أحبذ الحديث عن بعض التفاصيل إلا أن بعض المواقف يخرج المعلم بل الإنسان عن طوره ،
لقد سهرت ليلة البارحة في الاستراحة أنا وبعض زملائي المدراء والوكلاء وبعض المعلمين إلى وقت متأخر ، وكل منا يذكر معاناته التي يعاني منها ، مما دفع بعض زملائي لعقد مقارنة بين المستقبل والحاضر ، ولذا سأختصر هذه المقارنة حتى لا يتشعب الموضوع ويخرج عن المقصود،
أولا / بادئ ذي بدء لن أتكلم عن (((( أحمد فهيد )))) كسيرة ذاتية .... ولن أتكلم عن والده الشيخ فهيد خطيب قرية لينة بحسب ما نقله لي شيباننا الموجودين حتى هذه الساعة بلينة ، ولن أتكلم عن سيرة جده لأمه الشيخ صالح بن علي (( آل علي )) فهذا تجدونه بالتفصيل عند كبار السن و أهل الشعر والنسب ، ولكن الذي يعنيني بالدرجة الأولى أن أتكلم عن (( أحمد فهيد )) معلما ثم مشرفا ثم مديرا للإشراف في القطاع ، ......
ثانيا / كل من جالست من زملائي المعلمين وغيرهم من مدراء أو وكلاء يثنون على (( أحمد فهيد)) الثناء العطر ،، ومما لم أتشرف به أني لم أدرس في الفصل الذي يدرس فيه ((أحمد فهيد)) ولكن كنت أدرس في فصل ((مصطفى الكيلاني)) ،،
قال لنا أحد المديرين في الاستراحة :: ( من طلاب أحمد فهيد) كان ((أحمد فهيد)) يطبق طريقة الحوار مقرونة بالدعابة فتمضي الحصة وكأنها دقيقة واحدة ،، ومرة من المرات قال :: أنتم يا طلاب ثاني متوسط رجال وكبار فلماذا لا تخرجون بعد دوام الأربعاء إلى البر ,أنا أعينكم بما تريدون ،؟؟ فقال أحد الطلاب : ( ماكو ميزانية يا أستاذ ) ،، فما كان منه إلا أن دفع قيمة الذبيحة ثم خرج الطلاب إلى البر ، ثم لحق بهم ، يقول هذا المدير الذي كان طالبا : ((كأن أحمد فهيد)) زميل وصديق لنا وليس مدرسا ، وتصرفه هذا زرع في نفوسنا الثقة والاجتهاد في المدرسة ، ولم أجد أنا وزملائي هذا التواضع من معلم غيره ، مما جعلني أنا وكثير من زملائي نحاول تقليد هذا النهج المتميز مع أبنائنا وطلابنا ،
ثالثا / الفراسة العجيبة عنده من أعجب العجائب ، يقول أحد المعلمين كان هناك طالب مشاغب بذيء ، ولسانه فاحش فقال هذا الطالب لأحد المعلمين ........ ( كلمة نابية ) .... أمام الطلاب فبلغ هذا المعلم ((أحمد فهيد)) فجاء بالطالب فقال : هل قلت للمعلم ............. فقال الطالب نعم ، فصرخ أحمد فهيد يا .............عايد هات الكرسي فتوسط بعض المعلمين وتنازل المعلم فأبى ((أحمد فهيد )) إلا أن ينفذ العقاب وقال ستعلمون بعد زمن أني محق بعقاب هذا الطالب ، ومضى على هذه الحادثة ستة عشر عاما وإذا بهذا الطالب يصبح معلما ويقول لابني ومجموعة من زملائه الطلاب هل تريدون أن أذيقكم طعم نعلتي ألا تعلمون أن طعمها مالح ، !!!!!!!! و والله إني استحيت أن آتي وأخبر ((أحمد فهيد)) ، وهناك أمثلة كثيرة جدا ولكن المقام مقام اختصار لا إسهاب،
رابعا / المساواة والعدل لدى (أحمد فهيد) شيء يستغرب منه ، وكذلك عدم التدخل في شئون الغير ، يقول أحد الوكلاء لنا في الاستراحة : اتصل ولي أمر طالب قريب ((لأحمد فهيد)) عندما كان مديرا فقال : ابني رسب في النصوص في الفصل الثاني وبقي له ست درجات فقط ، ونريد فزعتك ،، فقال له ((أحمد فهيد)) : إذا نبي نفزع بتنجيح ولدك فإننا سنفزع لكل الطلاب الراسبين في أي مادة وينقصهم ست درجات ، ولكن احرص على الولد يجتهد ويدخل الدور الثاني مثل بقية زملائه ونتمنى له التوفيق ، .......
أحد معلمي مدرستنا يتكلم فيقول : كنت أدرس في متوسطة رفحاء ونجتمع على الفطور وكان الفطور سندويشات يأتي بها الأستاذ أحمد الأحمد ومرة من المرات تأخر أحمد فهيد عن الفطور لمتابعة الطلاب ، فلما دخل علي وجدني آكل سندوشة فقال أنا ما أشتهي الفطور اليوم ، ولكن أنت يا أستاذ ..... كم أكلت اليوم ؟ فقلت أكلت واحدة وهذه الثانية،،،، فما كان من ((أحمد فهيد)) إلا أن طرحني على الأرض وكتفني وأخذ السندويشة وقال بسم الله ما هي على كيفك تاكل ثنتين وحنا ما نلقى شيء ، يواصل حديثه هذا المعلم ويقول : ومع هذه الدعابة والمرح من هذا المدير إلا أني لا أذكر أني غبت يوما أو تأخرت في تحضير أو دخول فصل احتراما وحياء منه ، وإني مازلت متعجبا !! كيف جمع هذا المدير النابغة بين المرح والحزم ، وبين اللين وتسيير الأمور ؟؟!!!!!!!
رابعا وأخيرا // لا يظن القارئ الكريم أني أدعي الكمال لأستاذي الجليل ........ أبدا ولكن أحسب وأعتقد أنه أكمل من مر برفحاء أستاذا ومشرفا ومديرا للإشراف ،
ثم إني أدعو القارئ الكريم باختصار أن يقارن بين هذا الجبل الأشم وبين بعض المشرفين الذين يزوروننا كل يوم في مدارسنا ،
1/ يقول المعلم 1/ اتصل أحد المشرفين بالمدرسة وقال لا بد أن تعيدوا النظر في أسئلة المادة الفلانية ( لحاجة في النفس ) والجدير بالذكر أن المشرف غير متخصص في المادة ،
2/ يقول المعلم 2/ أحد المشرفين كان يمر علينا في مدرستنا ولا يسلم حتى السلام ... كبر وإعجاب وغيرها .... فلما جاءت ترشيحات المجلس البلدي وإذا به يزورنا في المدرسة ويضحك ويسلم وينكت وبعدين (( يسوي دعاية لنفسه )))) ..
3/ يقول أحد منسوبي التعليم كان المشرف الفلاني شديد علي ويدقق على كل صغيرة وكبيرة ( على غير سنع ) فما كان مني إلا أن ذكرت أمام المشرف الأراضي والتجارة والعقار وغيره وإذا به يتغير ويصبح ( أليفا ) حبيبا وسجل رقم جوالي عنده وعزم واستعزم .............
4/ يقول المدير4/ زارني أحد المشرفين وتناقشنا نقاشا وديا فقال المشرف : اسمع أنا أقدر أرفع فيك وأقدر أسعى لتحويلك معلما !!!!!!!!!!! ( نظرة فوقية ) ...
ختاما // كل الوسط التعليمي......... الإشراف والتدريس والطلاب وغيره (( عليهم دين لأحمد فهيد ))......
ومن ثم قارنوا بين سيرة (( أحمد فهيد )) التعليمية وبين تصرفات رعناء تصدر من جهلاء وستجدون أني صادق عندما قلت لكم ((( وبضدها تتميز الأشياء ))) وللحديث بقية بقلوب نقية ...
محبكم سنعوس رفحاء 82.......