اعلان الداعية السعودي الدكتور عايض القرني اعتزال العمل الدعوي خطوة غير مسبوقة شكلا أو مضمونا، فمن حيث الشكل لم يلتق الشيخ عائض بتلاميذه أو محبيه أو زملائه من كبار الدعاة ليبلغهم بقراره، ربما لأنه يعتبر ذلك قرارا شخصيا يخصه وحده لأسباب معينة، لكن الوسيلة التي اعلن بها ذلك كانت جديدة ومبتكرة ومثيرة للجدل.

اعتزال القرني للعمل الدعوي، جاء في قصيدة حملت اسم "القرار الأخير" حمل فيها حسب ما نشرته الشرق الأوسط 4/12/2005 المجتمع بتياراته الدينية والحداثية حتى السياسية مسؤولية التردي في العلاقة بين الدعويين والمجتمع.

يعرف القرني بفارس تراجعات شيوخ التكفير الثلاثة علي الخضير وناصر الفهد وأحمد الخالدي عندما كان مقبوضا عليهم في السجن، وقد بث التليفزيون السعودي هذه المقابلات.

لهذا الداعية أراء جريئة يراها البعض مغايرة لرؤى علماء الدين السعوديين، فهو يؤيد الانتخابات ويجعلها وسيلة للاصلاح ويرى في الديمقراطية وسيلة لاظهار المواهب والقدرات والاذكياء.

له أكثر من 80 كتابا في الامور الشرعية والأدب والشعر، ويتأسى بغزارة التأليف عنده بعلماء مثل الجوزي والطنطاوي والسيوطي، والغريب أنه في اعتزاله العمل الدعوي تأسى بنفس هؤلاء حيث وصف خطوته التي اقدم عليها بقوله: "ليست جديدة، وإن كانت مفاجئة فقد مر بها كبار العلماء أمثال ابن الجوزي والطنطاوي والسيوطي".

وقال القرني لـ«الشرق الأوسط» "تلقيت اتهامات عديدة فالحداثيون يعتبروننا خوارج، والتكفيريون يشنعون علينا بأننا علماء سلطة، بينما لا يزال بعض السياسيين مرتابين منا.
وفي جانب آخر أقرّ القرني بوجود مضايقات تعرض لها من زملاء المهنة، (عدوك صاحب مهنتك)».

إلا أن القرني وفق تصريحات نسبت إليه اعتبر نفسه في فترة اعتكاف في منزله لمدة شهر يتخذ بعدها قراره عن مستقبل حياته في الدعوة ومشروعاته الأخرى، وأنه خلال هذا الشهر لن يخرج من منزله إلا لأداء الصلاة في المسجد، وسيعتذر عن استقبال زائرين خلاله، حيث سيجلس في مكتبته بين أكثر من عشرة آلاف كتاب لكبار علماء الأمة.