أ مـــــــة محمد خير أمة أخرجت للناس. هذا كلام ربنا في وحي يتلى وخبر لايتخلف أمة وسط شهيدة على الناس فهي خير الأمم وأعزها وهي القائد الرائد لجميع الأمم لما تمتلك من المقومات ولأسباب التي تؤهلها لهذه المكانة العالية والتي اختصها الله بها من بين الأمم حيث أنزل الله علها شرف عظيم ونهج قويم متى ما قامت به خيرقيام وطبقته في حياتها نالت هذه المكانة الرفيعة و أخذت بزمام الأمور كما حصل لها ذلك في صدرها . أما في الواقع المعاصر فقد عرف العدو سر القوة و مصدر العزة فعمل عمله في الغزو الفكري وكرس جهده في قلب المفاهيم وإفساد التصورات فختلف الحال وختل الميزان فوجد في المسلين من يشك في صلاحيه إلاسلام عقيدة وشريعة فيهم من يوالي أعداء الله وعداء رسوله الموالاة الممنوعة يعتقد الخير والسعادة في غيردين الله وفي غير حكم رسول الله أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ولايعلمون الكتاب إلا أماني . فلا غرابة للوضع الذي تعيشه الأمة في هذا العصر فهو نتيجة لهذ الغزوالذي نجحو فيه .والله المستعان .
إن التخلي عن هذه الدين والتشكك فيه والانفصال عن دوحته المباركة والتخلف عن ركاب محمد صلى الله عليه وسلم خسارة مابعدها خسارة .إنها القاصمة والحالقة .لايعوض عنها لباقة او كياسة ولايجدي بعدها حذق في رطانة او براعة في تقليد . إنه التلاشي والاضمحلال ثم الهلاك والفناء لن ينال الشرف بغير هذا الدين ولن يرتقى إلى العز بغيره سلما . لقد خرج الدعاة الفاتحون مرقعي الأقمصة ومخصوفي النعال حكموا العالم بحسن سيرتهم وصدق سريرتهم ( رصي الله عنهم ورضوا عنه ) إن الدين في حقيقته سيطرة على النفس وبواعثها و غاياتها وتوجيه للمجتمع في معاملاته ونظمه وهيمنة على الحياة في شتى ميادينها وأنشطتها . إنه الحياة الحقيقية وليست الحياة صورة اللحم والدم وامتلاء العضلات قوة و فتوة .. فتلك حياة يشترك فيها البشر مع السباع والدواب والزواحف بل حظوظ الأنعام فيها أوفر .
إن الحياة والعزة والقوة في الصلة بالله والسير على نور من الله والانقياد لأوامر الله والاستجابة لندائه :(ربنا إننا شمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ) إسلام لوجه الله وسعى في مناكب الأرض إبتغاء من فضل الله محكوم بحدود الحلال والحرام والثواب والعقاب (أو من كان ميتا فحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ) إن نورالإيمان المشع في جنبات المؤمن يميز به الخير من الشر والنفع من الضرو المعروف من المنكر(ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ) المقطوعون عن الله لاتتجاوز نظرتهم الحياة الدنيئة بمتعها ولايرقى تطلعهم حدود مآربهم الشخصية بل لايتورعون عن قتل وختل وإفك وغش
وشاهدكم على ذلك حضارة هذا العصر ببهارجها وزينتها تمسك بالقشور والماديات وستغراق في الشهوات والملذات لقد ملأها أصحابها ظلما وجورا وفسادا وخلاعة .أهانوا كل من سواهم ولعبوا في مقدرات الرجال والدول وسلطوا بعضهم على بعض وإن التقدم الملموس في مجال التقنيات والآليات والعلوم التجريبية لم يغن شيئا فالعالم يموج بفلسفات الشرق والغرب إيمانا بالماديات البحتة وإنكارا للقيم العلية والحقائق الغيبية والأخلاق النبيلة تقاتل على مصالح الخاصة والأنانيات المتحكمة وصراع على مقدرات الشعوب وويل للمستضعفين حروب تستشرى وأمراض تتنوع وتتجدد لم تكن في الأسلاف الإنسانية تزداد كآبة وتحسرا شحت الموارد ونزعب البركات ويسعون في الأرض فسادا الله لايحب المفسدين فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ماكانوا به يستهزءون
وإذا كان الأمر كذلك فإن المسلمين اليوم أحوج مايكونون إلى مايرد عليهم اعتزازهم بإيمانهم وثقتهم بأنفسهم ورجاءهم في مستقبل مشرق تكون فيه كلمة الله هي العليا ودينه هو الظاهر وكلمة الذين كفروا السفلى وجب على المسلمين أن يستشعروا مسؤليتهم وريادتهم إن عليهم هداية هذه القطعان الضالة هدايتها إلى الدين القويم والصراط المستقيم تقودها إلى الفضيلة والتقوى تحول بينها وبين جهنم . وأول مايجب أن يتوجه إليه الاصلاح :تصحيح العقائد وتنقيتها من المفاهيم المغلوطة والتصورات الفاسدة .. تميز الخبيث من الطيب وحينئذ تتقد جذوة الإيمان فتنبت العزة من غير كبر وتتولد الثقة من غير غرور وتحصل الطمأنينة من غير تواكل والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون .