[align=center]رسالة إلى مدرسي حلقات تحفيظ القرآن !!!!!!!!!!!

أيها السادة الكرام

في منتدانا الطيب
بعد السلام

وفائق الاحترام

مساء الخير

ثم أما بعد :


جمعتني إحدى الليالي القريبة الماضية بخل وفي تجاذبت معه أطراف الحديث دون تكلف أو تحفظ

فأخبرني أنه بحث في أوراق قديمة كانت عنده فوجد من بينها رسالة كنت كتبتها منذ زمن بعيد

بعنوان ( رسالة إلى مدرسي الحلقات ) والحقيقة أنني فرحت بما قال لأنني فقدت هذه الأوراق

فطلبت منه أن يحضرها ففعل مشكورا وها أنا ذا أضعها بين يديكم بشيء من الاختصار للفائدة

فأقول :

لاشك أن تعلم القرآن وتعليمه من العبادات الجليلة والقرب العظيمة التي يتقرب بها العبد الى ربه

تبارك وتعالى ، ولو لم يرد في الدلالة على ذلك الا قوله عليه الصلاة والسلام : ( خيركم من تعلم

القرآن وعلمه ) لكفى ، فكيف وقد استفاضت النصوص من الكتاب والسنة ، على فضل حافظ القرآن

وقارئه ومعلمه .

وإنه لمن النعم العظيمة التي تستحق الشكر إنشاء هذه الجمعيات لتحفيظ القرآن في المدن والقرى

والهجر حتى لا تكاد يخلو منها مسجد ، ثم إنه من تمام الشكر أن يهتم بهذه الحلق وتعقد لأجلها

الندوات وتألف لأجلها الكتب التي تبين سبل الاستفادة ليستفيد منها من انتدب نفسه للقيام بهذه المهمة

العظيمة ( تعليم كتاب الله ) .

وفيما يلي بعض الاقتراحات والتنبيهات أقدمها لإخواني من مدرسي الحلقات رغبة مني في المشاركة

وطمعا في الأجر وتحصيل أقصى ما يمكن تحصيله من الفائدة :

أنت نشء وكلامي شــــعل .......... علّ شدوي مضرم فيك حريقا

ليـس في قـلـبي إلا أن أرى .......... قطرة فيك غـدت بحرا عميقا

لا عرى الروح هـدوء ولتكن .......... بحياة الجـــد والكدح خليقا

1 ـ سيدي مدرس الحلقة هناك سؤال يطرح بل ويفرض نفسه ونحن في البداية نعلم من خلال

إجابتك عليه هل انت ممن يعنيه ما نقول أم لا ؟ وتعلم أنت من خلاله هل أنت رفيق لنا في هذا

الطريق أم لا ؟

والسؤال هو :

ماهو الدافع لك على هذه المهمة ( تعليم كتاب الله ) ؟؟؟؟

فإن كنت إنما علمت القرآن لأجل هذه الدراهم القليلة التي تأخذها فإن حديثي ليس موجها إليك

والأمر الذي نتكلم فيه لا يعنيك لأننا في واد وانت في واد

سارت مشرقة وسرت مغربا .......... شتان بين مشـرق ومغرب

والاقتراح الذي يمكن أن نقدمه لك هو : لو طلبت الدنيا من غير هذا الطريق لكان أسلم لك فإن الله
تعالى يقول : ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون *
أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ماصنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )

وإن كنت إنما علمت القرآن طلبا للأجر فحياك الله وإن حديثي موجه إليك يا من تقر برؤيتك عين

الإسلام .

2 ـ سيدي مدرس الحلقة : إنه لمن الخطأ أن تتعامل مع طلاب حلقتك بطريقة واحدة ، فإن أعمار

طلاب الحلقة تتفاوت ، وقدراتهم تتفاوت ، وإذا عاملتهم بطريقة واحدة فإنها ربما ناسبت بعضهم

لكنها لن تناسبهم حميعا ، والمطلوب منك أن تتعامل مع كل فرد منهم بطريقة خاصة تناسب سنه

ومقدرته ، ولا تفهم مما سبق أني ادعوك للاهتمام ببعض الطلاب دون بعض أو أن تميز بعضهم

على بعض فإن هذا من الأخطاء التي يقع فيها كثير من مدرسي الحلق ، فترى أحدهم يهتم بمجموعة

ويهمل الآخرين ويشعر بعض طلاب الحلقة أن المدرس غير مهتم بهم وأنه يعامل أقرانهم معاملة

متميزة فينشيء ذلك في قلوبهم من الحسد والبغض الشيء الكثير .

3 ـ سيدي مدرس الحلقة : إنه ينبغي لك أن توطد العلاقة مع طلاب حلقتك فلا تكون بالنسبة لهم

مقرئا فقط بل ينبغي أن تكون لهم أبا وأخا وصديقا يأنسون بالجلوس معك ولا تسألن كيف هذا ؟ فإن

هذا راجع إليك أنت إلا أنني أذكرك بأن للإخلاص والصدق والبشاشة وحسن المعاملة والشدة في

مكانها أثرا عظيما في ذلك .

4 ـ سيدي مدرس الحلقة : ينبغي أن تشعر طلاب حلقتك أن هذا المسجد الذي يدرسون فيه إنما هو

صورة حية لنشاط حلقتهم ، فتحثهم على الاهتمام به ، وعلى نظافته ، وليس هناك ما يمنع من

قيامهم بتنظيفه معك في يوم من الأيام لتؤكد لهم أهمية ذلك ، وإن مسجدا فيه حلقة ثم يكون خاليا من

نشاطها لا أثر لطلابها فيه لهو دليل على كسل طلاب تلك الحلقة وكسل مدرسهم .

5 ـ سيدي مدرس الحلقة : ينبغي أن تكون الحلقة هي القلب النابض للحي الذي هي فيه فيتحدث

أهل الحي أن في مسجدهم حلقة نشيطة ويحس أهل الحي أنهم استفادوا من هذه الحلقة فائدة عظيمة .

6 ـ سيدي مدرس الحلقة : إنه ينبغي لك أن تتصور هذا الحي الذي تدرس حلقة مسجده كالجسم

المضمخ بالجراح وأنت كالطبيب الذي يريد معالجة هذا الجسم والمقصود بالجراح هي تلك المنكرات

التي غزت كثيرا من بيوت المسلمين حتى لا يكاد يخلو بيت من منكر وإن هؤلاء الطلاب الذين بين

يديك هم سفراؤك إلى بيوتهم تعرف منهم الداء وترسل معهم الدواء .

7 ـ سيدي مدرس الحلقة : إنه لشيء مهم أن تكون لك علاقة بآباء طلاب حلقتك فتزورهم في

بيوتهم وتتحدث معهم وتبحث معهم مستوى أبنائهم وتخبرهم بعيوبهم حتى يكونوا لك عونا على

التربية وحتى تطمئن نفوسهم إليك ومن ثم يرتضونك مدرسا لأبنائهم ويسلمونك فلذات أكبادهم .

8 ـ سيدي مدرس الحلقة : سبق وأن أشرنا عليك أنه ينبغي لك أن تكون لهؤلاء الطلاب شيخا وأبا

وأخا وصديقا ومربيا نعم هذه كلها وإنك لقادر على ذلك بإذن الله تعالى وإن منصور ذلك :

ا ـ أن تصحب طلاب حلقتك في رحلة الى البر ويكون لهذه الرحلة برنامج خاص يقدمه أفراد

الحلقة بإشراف منك أيها المدرس وتكون معهم في هذه الرحلة :

كالأب في شفقته على أبنائه ..........

وكالمربي في تربيته لطــلابه ..........

وكالأخ في مداعبته لإخـــــوانه ..........

وكالصديق في ممازحته لأصـــــدقائه ............

تتعــامل معـــــهم هــــــــكذا ..............

لتدخل إلى قلب كل واحد منهم من أرحب أبوابه

ب ـ ومن صور ذلك أيضا أن تسأل عن مستويات طلاب حلقتك الدراسية وليس هناك مايمنع من

أن تذهب إلى مدارسهم فتسأل عن مستوياتهم في المدرسة وعن مدى التزامهم بالأدب والأخلاق

فيها فتشيد بمن كان في دروسه ممتازا وتشجعه وإنه غير عسير عليك ان تخرج من جيبك نقودا

فتشتري له هدية ولك كانت صغيرة وإن له في قلبه وقعا عظيما ، وتوبخ من كان على العكس من

ذلك توبيخا مصحوبا بالشفقة مشوبا بالعتاب .

لا تستغرب ذلك أيها السيد العزيز فإني أخبرتك في البداية أن حديثي هذا موجه إلى من كان عنده

إحساس بالمسئولية وكان الدافع له على تعليم كتاب الله حق الإسلام عليه والغيرة على أبناء

المسلمين ، ولذا فإني أراك قادرا على ذلك واكبر منه وليس ما قلته لك سوى أشياء بسيطة

واقتراحات سهلة أرى أنها مفيدة وإن المؤمل فيك أن تكون صاحب ابتكارات ، مشاركا في صناعة

الحياة .

وتقبلوا تحيات نفح الطيب [/align]