@ الإيدز .. و50% من ضحاياه نساء @



يودي مرض الإيدز بالمزيد من أرواح النساء وخاصة في جنوب الصحراء الإفريقية. وفي جنوب إفريقيا مثلا يوجد واحد من كل عشرة مواطنين مصابا بالمرض، وسيتحول حوالي مليوني طفل إلى أيتام يجوبون الشوارع بسبب موت والديهم من جراء المرض خلال خمس سنوات.

كذلك يستنزف المرض قدرة القارة السوداء على زراعة المحاصيل، توظيف رجال للشرطة، وتزويد المناطق المختلفة بالمدرسين والممرضين والممرضات.

وفي الصين أنفق مزارع يبلغ السادسة والستين من عمره نصف مدخراته في البحث عن علاج لمرض الإيدز. وتعيش زوجته في منزل متواضع من الطوب شرقي البلاد حيث مات والدها الأكبر بسبب المرض قبل ثلاثة شهور ولا يزال ولدها الثاني يصارع الموت وهو يعاني من ارتفاع درجة الحرارة والإسهال الشديد (بعض مضاعفات المرض).

أصيب الابن الثاني بالعدوى حين باع دمه إلى تاجر في إحدى العيادات الحكومية بسبب تلوث الحقنة ولكن دون الاكتراث من أحد. ويقوم عدد كبير من الشبان في الصين. ببيع دمهم من أجل الحصول على المال. وتشير الأرقام التي صدرت حديثاً إلى أن مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز، يستمر بجلب الدمار للدول النامية.

ويذكر أخر تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن 38 مليون شخص في العلام مصابون حاليا بعدوى المرض وأن 19.2 مليون منهم من النساء لأول مرة في التاريخ.

وتشكل النساء أيضاً مليوني حالة من الـ 4.2 مليون حالة التي اكتشفت هذا العام و 1.2 مليون حالة وفاة من بين الـ 2.5 مليون حالة وفاة بين البالغين الذين لقوا حقنهم في نفس الفترة.

كذلك يوجد حوالي 3.2 مليون طفل تحت سن الخامسة عشرة يحملون الفيروس بالإضافة إلى 610000 منهم لاقوا حتفهم.
قال الدكتور بيتر بيوت، مدير تنفيذي في برنامج الأمم المتحدة للإيدز UNAIDS، "يستمر نمط المرض في التغير حيث يصيب المزيد من النساء وخاصة في المناطق الواقعة جنوب الصحراء الإفريقية حيث أن 60% من المصابين هم من النساء".

وتعنى ديناميكية المرض المتغيرة أن المزيد من الأطفال يصابون بالعدوى عن طريق أمهاتهم. وبالإضافة إلى ذلك فإن النساء اللواتي يقمن بالعناية بعائلاتهن أصبحن فريسة للمرض الذي أصاب أزواجهن وآبائهن وإخوانهن.

وفي الوقت الذي ينتشر فيه المرض في جنوب الصحراء الإفريقية فإنه يسبب تدميراً لقطاعات الاقتصاد مسبباً العدوى للشبان والشابات بشكل متزايد وهم الأكثر إنتاجية في المجتمع. ولذا فإن الإيدز يضعف قدرات هذه البلدان على زراعة المحاصيل الزراعية وتوظيف الإعداد اللازمة من رجال الشرطة لمكافحة الجريمة بالإضافة إلى عدم القدرة المالية على توظيف الممرضات والممرضين للعناية بالمرضى.

الوكيل دومينغوا ليرا، 31 عاماً، من القوات الانغولية الخاصة مثال واحد على الجنود المصابين بمرض الإيدز. وبسبب نشر الجنود أمثال ليرا في مناطق بعيدة عن أوطانهم حل هؤلاء مكان المومسات وسائقي الشاحنات كحاملين للمرض في إفريقيا. ولهؤلاء الجنود زوجات في أوطانهم ولكنهم يقيمون علاقات جنسية مع نساء محليات بسبب طول المدة التي يمضونها بعيداً عن أوطانهم.

يقول الجندي الأنغولي لصحيفة النيويورك تايمز، "لا أستطيع الكذب عليكم، اذهب إلى العديد من الأماكن"، والأمل الوحيد للجندي الآن إنهاء خدماته من الجيش والعودة إلى زوجته وأطفاله وهو لا يزال يملك بعض القوة.
لا يوجد مكان في العالم يواجه أزمة المرض مثل جنوب إفريقيا حيث يدمر كافة مناحي الحياة الطبيعية فيها.

وينتشر المرض بشكل واسع في الجيش بحيث لا تستطيع المؤسسة العسكرية تجنيد حاجتها من الجنود لنشرهم كما أن الشرطة بسبب قلة عددهم لا يستطيعون التحقيق في الجرائم بشكل مناسب وكذلك سيتشرد مليونا طفل في الشوارع في الخمس سنوات المقبلة.
كذلك فإن المؤسسات التعليمية تسودها الفوضى بسبب موت المدرسين، وفي السجون، يستخدموا السجناء المرض كنوع من العقاب لأعدائهم.

توفي الناطق الصحفي باسم رئيس جمهورية جنوب أفريقيا متأثراً بالإيدز في الوقت الذي يرفض رئيسة بعناد الاعتراف بأن فيروس HIV يسبب مرض الإيدز.

وتشير الإحصاءات الصادرة إلى واقع بائس حيث أن 4.7 مليون نسمة من جنود أفريقيا وحدها يحملون المرض وهو رقم أعلى من أي بلد آخر في العالم…
من مجوع السكان الذي يبلغ 43 مليوناً، مما يعني أن وحداً من بين كل عشرة مصاب بالمرض أما في المناطق الريفية فإن الناجين من المرض هم فقط الأحفاد والأجداد حيث هاجر الشبان إلى العاصمة جوهانسبيرغ أو إلى مدينتي دير بان أو الكاب تاون في بحث عن العمل.

وبدلا من الحصول على العمل يصاب هؤلاء بالمرض ويموتون مما يهدد بتدمير النسيج الاجتماعي للبلاد بأكملها. فالأجداد سيموتون قريباً وعندها يصبح على الأحفاد وقاية أنفسهم.

وعلى الرغم من أن المرض يسير من سيئ إلى أسوا، يستمر رئيس جمهورية جنوب إفريقيا بالشك في الصلة بين مرض الإيدز وفيروس HIV مشيراً إلى أن العلم لم يثبت بعد بشكل قاطع أن الفيروس مسؤول عن العديد من حالات الوفاة. كما أن الرئيس قاوم المحاولة لتزويد الأمهات بأدوية رخيصة الثمن يمكن أن تحمي أطفالهن من المرض.

كذلك أخذ الوباء ينتشر في بلدان كانت في السابق تعتبر موبوءة بشكل قليل وذلك بسبب سواء استخدام حقن المخدرات. ففي إندونيسيا حيث كانت حقن المخدرات غير معروفة تقريباً قبل عشر سنوات، يعتقد بوجود 196000 حالة عدوى بالفيروس بين متعاطي المخدرات في جاكرتا العاصمة مرتفعاً عن الصفر في عام 1998م، وفي الصين يقدر عدد المصابين بالفيروس بحوالي المليون نسمة ويمكن أن تصب العدوى عشرة ملايين آخرين بحلول عام 2010 ويوجد ارتفاع شديد لحالات العدوى بالمرض في أوروبا الشرقية حالياً .

منقول
تقبلوا خالص تحياتي