[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي أعضاء المنتدى الكرام ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

تحية طيبة وبعد :

مرارة الحرمان .. في .. هجر الخلاّن[/align]

[align=justify]أمرّ شئ على الإنسان ، هجر الأحبة والخلان ، الحياة بعدهم كئيبة ، والنفس ببعدهم شحيبة ، كيف لا .. وقد كانوا سلوة الفؤاد ، وربيع العمر وأهل الوداد ، إن غبتُ فعن حالي سألوا ، أو تأخرتُ فعن شخصي بحثوا ، ترجموا الحب إلى واقع من التطبيق ، فلا مكان معهم للهم أو الضيق ، زورق الوفاء من شاطئهم يُبحر ، وورد الإخاء في روضهم يُزهر ، إذا رأيتُهم زال عني البلاء ، وتجدد الأمل وكان الرجاء ، لا أنام حتى أسعد بلقياهم ، ولا أرتاح حتى أطرب بذكراهم ، عشنا على هذا سنوات ، كانت وربي أجمل الأوقات ، واليوم لا أدري ما قد حصل ؟ تاهت الحروف مني والجُمل ، غاب نجم الصداقة وخبا ، وعثر جواد المودة وكبا ، إذا أقبلت عليهم صدوا عني ، وإن تحدثت إليهم تأففوا مني ، لا يطيقون مجالستي ، ويكرهون مخالطتي ، قلت لأحدهم : ما بال إخواني هجروني ، وفي دهاليز العذاب رموني ، وإلى ليل الضياع أسلموني ، فرد عليّ بوجهٍ كله غضب ، أُغرب يا هذا فأنت السبب ، ثم أعرض عني وراح ، بعد أن صوّب في جسدي الرماح ، فسقطت .. لم أستطع مقاومة الجراح ، كيف كنتُ أنا السبب ؟ هذا أمر يدعوا للعجب ! هل أنا لأحبتي خنت ؟ لا .. بل لحقوقهم صنت ، هل لصروح المودة تنكرت ؟ لا .. بل لقلعة الحب صيّرت ، دمعي على خدي سكيب ، هل لسؤالي من مجيب ؟ انتظرت وانتظرت ، حتى مللت وسئمت، رحتُ على وجهي أهيم ، ونفسي تُصلى بنار وجحيم ، إلى أين أغدو وأذهب ، فالكل عني تحجّب ، وأنا الآن في داري وحيد ، مشرّد وتائه طريد ، لكني لست ممن نسي الجميل ، فما زلت في حبكم أميل ، وكل ما أود أن أقول : قد رام الحساد الوصول ، ولم أخسر أي شئ ، فأنتم في الشمس وأنا في الفيء ، كتبت ذكرياتكم في قلبي ، ونقشت تضحياتكم على صدري ، وأغلقت عليها بلحمي وعظمي ، حتى إذا متّ ستكون معي في قبري ، وعذراً على التقصير ، قد عزمت على فراقكم و المسير ..[/align]