



-
01 Apr 2006, 08:50 PM
#12
عضو متميز جدا
الوقفة التاسعة: ثقافة الخمور والمسكرات.
لقد أتحفتنا الكاتبة بفائدة نفيسة كم كنا غافلين عنها، وهي: ثقافة بنات الرياض – اللاتي قدمتهن للعالم متمثلات في صديقاتها - بالخمور والمسكرات: أنواعها وألوانها.
تقول ص 26: "تشاركت لميس مع ميشيل تلك الليلة في شرب زجاجة الشامبين الغالية التي أخذتها الأخيرة من خزانة والدها للمشروبات الخاصة بالمناسبات الهامة. زفاف قمرة كان جديراً بزجاجة من الدون بيرنيو. كانت ميشيل تعرف الكثير عن البراندي والفودكا والواين وغيرها من أنواع الكحول. علمها والدها كيف تقدم له النبيذ الأحمر مع اللحوم، والأبيض مع الأطباق الأخرى، لكنها لم تكن تشاركه الشرب إلا في المناسبات".
وتقول ص186 في وصف رحلة مشاعل مع ابن خالتها ماتي: "في مزرعة ويليام أو بيلي كما يناديه الجميع، تذوقت أفضل أنواع المربى الطازجة واللحوم المشوية والمعكرونة المحضرة من قمح المزرعة، إلى جانب أفخر أنواع النبيذ من الشاردونيه والكابرنيه سوفنيو".
الوقفة العاشرة : تشويه صورة بنات الرياض، وتعميم هذه السخافات على بنات المجتمع.
وهذا من جرأة الكاتبة العجيبة في زمن العجائب، فهاهي تقول ص206: "أنا لا أكتب شيئاً عجيباً أو مستنكراً كل ما أقوله تعرفه البنات جيداً في مجتمعي أو في محيطي، والدليل أن كل واحدة منهن الآن تقرأ إيميلي كل أسبوع وتقول هذه أنا".
ثم تصف أعمال شلة البنات التي قدمتها مثالاً على بنات الرياض فتقول ص23: "أعدت الشلة ترتيباتها الخاصة قبل حفلة العرس لعمل ما يشبهالباتشلوريت بارتي التي يقيمونها للعروس في الغرب قبل زفافها. لم يردن إقامةحفل دي جي كما جرت عليه العادة مؤخراً، حيث تقوم صديقات العروس بعمل الحفلالراقص الضخم والذي قد يشتمل أحياناً على وجود مطربة (طقاقة)، ودعوة جميعالصديقات القريبات والمعارف بدون علم العروس (أو في الغالب بعلمها مع ادعاءالعكس)، وتتكفل الشلة التي تقيم الحفلة بجميع التكاليف التي لا تقل عن بضعةآلاف من الريالات. أرادت الفتيات شيئاً جديداً هذه المرة، صرعة من اختراعهنلتقلدهن الأخريات فيما بعد. وصلت قمرة محمرة الوجه والجسم بعد الحمام المغربيوفتلة الوجه والحلاوة. كان الاجتماع في منزل ميشيل التي ارتدت بنطالاً فضفاضاًبه الكثير من الجيوب مع سترة ضخمة لتخفي معالم الأنوثة منها، وطاقية "بندانة"خبأت تحتها شعرها، ونظارة شمسية ملونة لتبدو كمراهق أفلت من رقابة والديه.وارتدت لميس ثوباً أبيض رجالياً مع شماغ وعقال فبدت لطولها وجسمها الرياضيشاباً وسيماً ناعماً بعض الشيء. أما بقية الفتيات فارتدين العباءات المخصرةوالمطرزة مع لثمات تغطي ما بين الأنف والنحر، وتبرز جمال أعينهن المكحلة وعدساتهن الملونة ونظاراتهن الغريبة. تولت ميشيل التي تحمل رخصة قيادة دوليةقيادة جيب الإكس فايف ذي النوافذ المعتمة كلياً، والذي تدبرت استئجاره من أحدمعارض تأجير السيارات باسم السائق الحبشي. اتخذت لميس مكانها إلى جانب ميشيلبينما تراصت بقية الفتيات وهن خمس في المقاعد الخلفية، وارتفع صوت المسجلمصحوباً بغناء الفتيات ورقصهن. كان محل القهوة الشهير في شارع التحلية أول محطةتوقفن عندها، ومن الزجاج المظلل أدرك الشبان بفراستهم أن في الإكس فايف صيداًثميناً، فأحاطوا بالسيارة من كل جانب! بدأ الموكب يسير نحو المجمع التجاري الكبيرفي شارع العليا والذي كان محطتهن الثانية. دونت الفتيات ما تيسر لهن من أرقامالهواتف التي جاد بها الشباب، إما بترديد المميز منها، أو باللوحات المعدةمسبقاً لتعليقها خلف نوافذ السيارة بحيث تراها الفتيات في السيارات المجاورةبوضوح، أو بالبطاقات الشخصية التي يمد الجريئون من الفتيان أيديهم بها عبرالنوافذ لتلتقطها الجريئات من الفتيات أيضاً. عند مدخل السوق، نزلت الفتياتتتبعهن مجموعة لا يستهان بها من الشبان، الذين وقفوا حائرين أمام رجل الأمن "السيكيورتي" الذي لا يسمح بدخول العزاب إلى السوق بعد صلاة العشاء. انصرفالمستضعفون ولم يتبق سوى شاب واحد، تجرأ وتقدم نحو ميشيل التي بدا واضحاً لهولغيره من المطاردين منذ البداية – لجمال وجهها ونعومة تقاطيعه التي عجزت عنإخفائها – أنها ولميس فتاتان جريئتان تبحثان عن المغامرة، وطلب منها أن تسمحله بالدخول معهن كفرد من العائلة مقابل ألف ريال. ذهلت ميشيل لجرأته إلا أنهاوافقت سريعاً، وسارت وبقية صديقاتها إلى جانبه وكأنه فرد من المجموعة".
وتقول ص58: "كان حلم الاختلاط بالشباب حلماً كبيراً بالنسبة إلى كثير من الطالبات والطلاب، ودافعاً للبعض ممن ليست لهم أي ميول طبية للالتحاق بتلك الكليات التي قد توفر لهم مساحة أكبر من الحرية".
وتقول ص 25 بعد أن وصفت خروج الصديقات إلى أحد أسواق الرياض: "بعد السوق وكمية مناسبة من المغازلات البريئة وغير البريئة، اتجهت الفتيات نحو أحد المطاعم الراقية لتناول العشاء، ومن ثم توجهن إلى محل صغير لبيع الشيشة والجراك والمعسل واشترين شيشاً بعددهن واختارت كل منهن مذاق المعسل الذي تفضله".
وفي ص104 تصف عزم ميشيل على دعوة عشيقها فيصل إلى منزل (أم نوير) المطلقة فتقول: "عندما أخبرتها ميشيل عن عزمها على دعوة فيصل إلى منزلها (في غياب أبويها) بعد أن ملت لقاءه في المقاهي والمطاعم التي يندسان خلف ستائرها كل مرة كهاربين من العدالة، وطلبت منها الإذن بأن تخبر أبويها أنها ستمضي السهرة في منزلها، عندها فتحت أم نوير باب منزلها في وجه المحبين الحائرين حماية لحبهما من نفسيهما، وحماية لعلاقتهما البريئة من التحول إلى ما هو أكبر من ذلك".
الوقفة الحادية عشرة: إثارة النعرات والتذمر من السعوديين.
تقول الكاتبة ص161: "لاول مرة تجد في الرياض اضطهاداً لفئة من المواطنين أكثر من اضطهادهم لأهل الحجاز".
وفي ص122 تقول على لسان سديم وهي في لندن: "أزعجتني وبس؟ إلا قول فقعت مرارتي معذور. هماك سعودي، أنا الأسعد، باي. باي. عادت سديم إلى شقتها وهي تلعن حظها بعد أن اكتشفت أن صديق طاهر سعودي، راحت تسترجع في ذهنها جميع الأحداث التي جرت في المرة التي رأت فيها فراس في البيانو بار قبل أسبوع. هل ارتكبت أياً من التجاوزات التي لا يفترض أن يراها شاب سعودي من ابنة بلده؟ هل صدر منها أي تعليق جريء؟ هل كان ما ترتديه لائقاً؟ الله يقلعه وش جايبه؟ حتى هنا ماني قادرة آخذ راحتي وأتصرف على طبيعتي؟ هالسعوديين وراي وراي".
الوقفة الثانية عشرة: المخالفات الأخلاقية.
وهذه منثورة في صفحات الكتاب، وفيما سبق إشارة وأمثلة على تلك المخالفات، وأزيد هنا بعض الأمثلة:
تقول ص186: " أخذها في لاس فيغاس إلى عرض راقص لفرقة لورد أوف ذا دانس الشهيرة، كما فاجأها بتذكرتين لحضور العرض المائي الباهر (ذي أو شو) للسيرك دو سوليه، أما في لوس آنجليس فقد كانت هي قائدة الرحلة بحكم زيارتها لها من قبل. أخذته إلى الروديو داريف في السنسيت بوليفارد لتمارس أولاً وقبل كل شيء هوايتها في التسوق رغم تذمره، ثم أمضيا السهرة في تدخين الشيشة في جبسي كافيه. أما في اليوم التالي فاستمتعا بالسير في البالم بيتش قبل أن يسهرا في مطعم بيبلوس الذي لاحظت تواجد السعوديين فيه بكثرة بصحبة صديقات هنديات وإيرانيات".
وفي ص37: "بعد مرور بضع دقائق خرج والدها من الغرفة مفسحاً المجال لها للحديث والتعارف بحرية. لاحظت سديم إعجاب وليد بجمالها من خلال نظراته لها عند دخولها عليه. رغم أنها لم ترفع رأسها طويلاً لكنها لمحته وهو يتفحص قوامها حتى كادت تتعثر في مشيتها".
وفي ص191-194 كلام سخيف في العلاقة بين سديم وفراس أعتذر عن نقله.
وتقول ص314 وهي تصف لقاء سديم مع ابن خالتها طارق: "كانت سديم ترتدي تنورة بنية من الشامواه تصل إلى الركبة مع قميص حريري بلون الزهر الفاتح بلا أكمام، وفي قدميها التي تتزين أحداهما بخلخال فضي كانت ترتدي كعبين زهريين يكشفان عن أصابعها لتبدو أظافرها المقصوصة بعناية والمصبوغة أطرافها على طريقة الفرينش مانيكير". ثم تتابع فتقول بعد ذلك ص 316: "دخلت عليه وهي تحمل صينية عليها كأسان من عصير الفيمتو المخفف بالكثير من الماء حتى أصبح لونه أحمر مثل الشربات. رفع رأسه إليها فوجدها مطأطئة رأسها وهي تبتسم بخجل مصطنع كما في أفلام الأبيض والأسود. وضعت الشربات أمامه وهو مستغرق في الضحك، وراح هو يقبل يديها والهاتف الذي تمسك به وهو يردد فرحاً: ليتك داق من زمان يا شيخ".
وتنقل ص 152 حواراً بين سديم ولميس تقول فيه الأولى:
" - افرضي إنك تزوجتي وطلع زوجك ناقصه شي، بتدورين على اللي ناقصه عند غيره؟
- يمكن، ولو ما عاجبو خليه يكمل الناقص ويريح نفسه ويريحني معاه".
وقبل أن أرفع القلم أنوه بالنقاط الآتية:
1. لقد تجرأت الكاتبة بنشر ما حدث لصديقاتها من انحراف أخلاقي وخروج عن حدود الشرع وقيم المجتمع، بل جعلت عنوان رسائلها الإليكترونية ـ التي هي أصل الكتاب ـ "سيرة وانفضحت"، بل أقرت على نفسها فقالت ص140: "أنا كل واحدة من صديقاتي، وقصتي هي قصصهن".
وأقول: إذا بليتم فاستتروا.
والمضحك المبكي أن تقول ص139: "ما أجمل هذا التفاعل الذي يدفعني للاستمرار في سلسلتي الفضائحية الهادفة".
2. دهشت كثيراً من ثناء البعض على هذه الرواية، وكيل المديح جزافاً، حتى يخيل إليك أنك أمام عمل من إنتاج الجاحظ أو أبي حيان التوحيدي، فما الذي حوته الرواية؟
أهو المضمون الذي يدعو إلى الفساد والانحلال الأخلاقي ؟
أم البهتان الذي قدمت به بنات الرياض للعالم؟
أم لغة الكتاب الذي حوى خليطاً من اللغات واللهجات؟
أم الأسلوب الذي تصفه الكاتبة نفسها بأنه "مصرقع" و"مرجوج" - ص52-53- ؟.
3. لقد جنت الكاتبة جناية عظيمة بهذه الرواية حيث شوهت صورة بنات الرياض أمام العالم، وأظهرت أن لا هم لهن سوى الغناء والفسق، والبحث عن الشباب لإقامة العلاقات معهم، وتبادل ما يسمى بـ "الحب" والغزل، ولمز المجتمع وما هو عليه.
(كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً)
بنات الرياض... نعرفهن قبل أن تولد الكاتبة بالدين والحياء والعفاف والحجاب والحشمة والستر.
أين الكاتبة عن الآلاف من بنات الرياض ممن أمضوا أوقاتهن في حفظ القرآن وطلب العلم الشرعي في دور الذكر؟
أين الكاتبة عن عشرات الآلاف من بنات الرياض من العفيفات المحصنات الغافلات؟
كم في بنات الرياض من عابدات قانتات يراوحن أقدامهن صلاة لله رب العالمين، ومن يمضين النهار صياما أو تلاوة لكلام الله تعالى.
هل جهلت ذلك الكاتبة أم تجاهلته؟
4. يلاحظ القارئ الكريم في الوقفات السابقة أني لم أعلق على تلك النقول إلا في حدود ضيقة، والسبب ـ باختصار ووضوح-: أن الأمر لا يحتاج إلى تعليق.
وفي الختام أرفع برقية إلى أمير الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وهو الغيور الحريص على أبناء الرياض وبنات الرياض أن يقف وقفة حزم ـ كما عهدنا منه ـ أمام هذه الرواية التي نالت من زوجاتنا وأخواتنا وبناتنا: بنات الرياض.
لقد أكبر المجتمع من الأمير -وفقه الله- وقفته الحازمة حينما تطاول ثلة من الشباب المراهق على بنت واحدة أو بنتين من بنات الرياض، وأولى الأمر اهتمامه ووجه كافة الجهات الأمنية بمتابعة الموضوع بكل قوة وحزم حتى قبض على الجناة، وصدرت بحقهم الأحكام الرادعة.
أقول: إذا كان هذا فيمن تجرأ على واحدة أو اثنتين من بنات الرياض فما رأيكم فيمن تطاول على بنات الرياض ؟
اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشيداً يعز فيه أهل الطاعة ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر... يا سميع الدعاء.
ألا هل بلغت... اللهم فاشهد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من العضو .. زهاب في الساحة العربية .. نقلاً عن عبدالعزيز الباتلي ..
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)