.
[align=center]اسمحوا لي أيها السادة أن أقول رأيي في هذا الموضوع وهو رأي خاص انطلق فيه من رؤية خاصة ونظرة متأنية متهما نفسي بالخطأ وهي الأمارة بالسوء لكني اجتهدت ورأيي في نظري صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب كما قال الشافعي رحمه الله
لكن دعوني قبل تبيين وجهة نظري أذكر بما يلي :
ـ شيء طيب أن يطرح الواحد منا رأيه الذي اقتنع به بصراحة وأن يبين وجهة نظره تجاه قضية ما لكن عليه مع ذلك أن يتهم نفسه وأن يتوقع منها الخطأ وأن يتنبه لمداخل الشيطان على النفس وألا تأخذه العزة بالاثم بل عليه أن ينقاد الى الحق اذا ظهر له من دون تردد .
ـ مراعاة أدب الاختلاف والحوار والتحلي بالأخلاق الفاضلة واختيار الكلمات الطيبة عند مناقشة الآراء وعرض الرأي لأن هذا أدعى لبقاء الأخوة ودوام الألفة .
ـ اذا بينت رأيي ولم يقتنع به أخي وكذلك بين هو رأيه ولم أقتنع به فليعذر كل منا صاحبه ويبقى بيننا الإخاء والود والصفاء .
ـ علينا مراعاة قدر العلماء وحفظ مواقفهم وتقدير سابقتهم وجهادهم عند عرض آرائهم ومناقشتها فإن أعلاما كالشيخ سلمان والشيخ القرضاوي وغيرهم سبقونا في الدعوة وفاقونا في العلم ويكبروننا في السن ولكل منهم من المواقف والتضحيات في سبيل الدين والدعوة والجهاد في سبيل الحق والصدع به ماليس لواحد منا رفع الله قدرهم وأعلى ذكرهم وكتب ذلك في موازين حسناتهم ، لاأعني بذلك أنهم معصومون من الخطأ كلا ولا أعني أننا ملزمون برأي فلان منهم كلا ولكن لنأخذ من الأقوال والآراء مانعتقد أنه الصواب دون انتقاص من أقدراهم ، وليعلم كل من فعل غير ذلك أنه كالذي يعير نفسه ويضرب بالجبل العالي رأسه .
ـ أن هذه القضية أعني الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم ينبغي ألا يزايد عليها أحد من الناس برمي فلان أو فلان خصوصا أهل العلم الأخيار بأنهم نكصوا أو تقاعسوا معاذ الله .
وأما رأيي في هذه القضية فإني أرى أن ماذهب اليه الشيخ سلمان هو الحق وعين المصلحة
ودعوني أناقش أخي أبا عبدالعزيز الشيخ سامي فيما قاله :
ـ يقول أبو عبدالعزيز وفقه الله : (أن مقاطعتنا للدنمارك مستمرة ولن تنقطع حتى يظهر الجميع الاعتذار علنا ) وأقول : وهل جميع الدنمركيين سبوا النبي صلى الله عليه وسلم ثم كيف تعلم وما هي الطريقة التي تستطيع بها معرفة أنهم جميعا اعتذروا ، ودعني أقول لك ياأبا عبدالعزيز شيئا : لو كان عندنا في السعودية رجل دنماركي وله محل وعندما حصل ماحصل أنكره وتبرأ منه ومدح النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين فهل من العدل أن نشركه مع ذلك الشقي ونقاطع محله ؟؟؟ أليس اليهود كانوا يقولون : ( يد الله مغلولة ) ويقولون : ( ان الله فقير ونحن أغنياء ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع أفرادهم ويبيع ويشتري منهم ، أليس الله نهى عن الظلم وأنزل في كتابه : ( ألا تزر وازرة وزر أخرى ) .
ـ يقول أبو عبدالعزيز : (وهذا الأمر مما ليس للرأي فيه مجال أو نصيب لأنه متعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نسمح لأحد أن يساوم على عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما بلغ ) وأقول : كيف يا أخي لا يكون في هذا الأمر للرأي مجال وقد اختلف العلماء في هذه المسألة ، هؤلاء يا أخي قوم كفار لايؤمنون بنبيك ثم ليس كلهم سبوه عليه الصلاة والسلام ثم من هو المسلم الذي يساوم على عرض رسول الله ؟؟؟
ـ يقول أخي وفقه الله : (كل من قرأ التاريخ يعلم كيف اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم قريشا ناقضة للعهد ، حيث قام رجل من بكر ( حلفاء قريش ) ، بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فضربه رجل من خزاعة حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم فشجه فأعانت قريش بني بكر بالسلاح والدواب ، فانطلق عمرو بن سالم من خزاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره ) وأقول : ليس في هذه الحادثة دليل على هذه القاضية فإن في هذه الحادثة عهدا قد نقض وحربا من بني بكر بتشجيع ومعونة من قريش وليس بين الدنمرك عهد ولا ميثاق .
ـ يقول أبو عبدالعزيز : (هل طلب النبي صلى الله عليه وسلم من بن بكر أو قريش الاعتذار عن إساءتهم ، أم غزاهم وفتح مكة الفتح المبين ) وأقول : كيف يطلب منهم النبي ذلك وقد نقضوا العهد وهو قادر على حرهم والأمر مختلف تماما فيما بين القضيتين .
ـ يقول حبيبي وفقه الله : (وإذا كان المؤتمر لا يمثل إلا نفسه كما تزعمون فكيف تفسرون لنا رفع الحظر عن هذه الشركات من قبل التجار الذي أخذوا برأيكم ، ؟؟ ) وأقول : هم لم يلزموا أحدا وإذا كان الناس أحبوا الشيخ سلمان ووثقوا به وأخذوا برأيه فلا لوم عليه في هذا .
ـ يقول أبو عبدالعزيز : (هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو من سبه أو استهزأ به إلى الاعتذار؟؟!! أم كان يقول صلى الله عليه وسلم : من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله ؟؟!! فقام بقتله اثنان من الصحابة محمد بن مسلمة وأبونائلة ) وأقول : يا أخي هذا رجل واحد عامله الرسول الكريم بخطئه ولم يعاقب اليهود في المدينة على كثرتهم بهذا الخطأ ولم يطلب منهم الاعتذار عن خطيء ابن الأشرف والدنمركيون لم يسبوا النبي صلى الله عليه وسلم كلهم ولو فرض ذلك واعتذر أحدهم عن نفسه وتبرأ من فعل قومه كما فعلت الشركة المذكورة أليس من العدل قبول عذره وعدم مؤاخذته بجريرة غيره ؟؟
ـ يقول أبو عبدالعزيز : (وقال د العودة أيضاً ـ إن المؤتمر قد حضره أئمة من الدانمارك وهم أعلم وبينوا وجهة نظرهم وقال ـ إنهم يتعرضون للضغوط في دولة الدانمارك وقد أقيمت الحملات ضدهم وأصبحت البرامج التلفزيونيه تركز عليهم ـ مما سبب ضيق وحرج عليهم .
وأقول إذا كانوا أعلم فلماذا لا يبـيّـنون لنا هذا العلم الذي عندهم أهو من شرع الله أم من الفتاوى التي تتبلور بتغير الزمان ومكانه ؟؟!!! ثم قد ( قال النبي صلى الله عليه وسلم أنا بريء من كل مسلم أقام بين ظهراني المشركين ، ..) وأقول : إن الله عز وجل نهى عن سب آلهة المشركين حتى لا يسبوا الله كما قال تعالى : ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) وأذن الله لعمار أن يقول الكفر عندما ناله من الأذى ما ناله .
وأما الإقامة بين ظهراني المشركين فللعلماء فيها كلام طويل لا أظنه يخفى عليك وآمل منك أن تحمد ربك على نعمة الأمن والإقامة في بلد الإسلام فكم من مسلم طريد وشريد حيل بينه وبين أهل ووطنه وصار مقيما بين قوم يبغضهم لكن نكد الدنيا أجبره على البقاء بينهم :
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ......... عدوا له مامن صداقته بد
وأما تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان فهو أمر مقرر عند أهل العلم ولا نكير فيه
ـ يقول أخي وفقه الله : ( وأقول هنا تناقض بين هذا الكلام مع الكلام السابق مما يدل على أنه غير مبني على علم ) وأقول : ليس في هذا تناقض هم قبلوا عذر من اعتذر معاملة له بالعدل وطلبوا بقاء المقاطعة لمن لم يعتذر أو ساند من أساء وهذا نظر ثاقب وتوجيه سليم للمقاطعة حتى لا تذهب سدى واستثمار لها فيما ينفع الأمة .
ـ يقول أخي : (عن الشركة آرلا المنظمة للمؤتمر !!! سبحان الله العظيم !!!!!!!!!!!!!!! ) وأقول : هذا يحتاج الى دليل وفيه طعن في حق هؤلاء العلماء ينبغي أن نبتعد عنه وأن ننأى بعلماء فضلاء عنه فضلا عن تصديقه ، ليست الشركة هي التي نظمت المؤتمر بل الذي نظمه ودعا اليه هم هؤلاء الدعاة .
ـ يقول وفقه الله : (وإذا كان المؤتمر لا يمثل إلا نفسه فكيف تفسرون لنا اجتهاد شركة آرلا بالإعلان عن هذا المؤتمر والدعاية له في أكثر من خمسين صحيفة ؟؟؟!!!!!!!! ) وأقول : ما ذنب هؤلاء عندما اعلنت الشركة من تلقاء نفسها بل ان هذا يؤكد صحة نظرة هؤلاء الدعاة وصدق هذه الشركة عندما اعتذرت .
أعلم أني أطلت مع أني حاولت الاختصار وقد قصدت الحق وتبيين ما أراه في هذه القضية دون حمل أحد على رأيي وعذري لمن خالف هذا الرأي .
وتقبلوا تحيات نفح الطيب [/align].
مواقع النشر (المفضلة)