أثر مر السنين على بدنه المنهك وجهه شاحب ترتعش يداه وقد احدودب ظهره
ألجأته الحاجة إلى أن يكون واحدا من العشرات الذين يقتاتون على صدقات المحسنين مما يقسم له من الجمعية بعد فترة وأخرى
تراه واقفا عند نافذة المراجعين إن كان في البرد ففي البرد وان كان في الحر ففي الحر
تراه وقد وضع يديه على عصاه تحت سرته ينتظر الدور ليصل إلى الموظف الذي يخاطبه من داخل المكتب المكيف ويدقق الأوراق التي غالبا ما تكون ناقصة ولا بد طبعا من إكمالها حينئذ
بصراحة لا أدري ما يدور في ذهن هذا الشيخ الهرم أو العجوز الأرملة أو أم الأيتام وهم يغادرون النافذة حسب توجيه الموظف المختص
لكن من يشاهد الموقف أمامه يقول في نفسه إلا يوجد أفضل من هذه الطريقة التقليدية
ألا يمكن أن تصرف الجمعية الإعانات النقدية عن طريق حساب المستفيد في البنك
وتوصل الإعانات العينية إلى منازل المحتاجين ويمكن أن يكون ذلك عن طريق متطوعين لكل عشرين أسرة متطوع يكون حلقة وصل بينهم وبين الجمعية عمله لا يستغرق ساعة واحدة في كل شهر
لو جعلت الجمعية من أولوياتها احترام المستفيد وتكريمه لتمكنت من أن يجلس المستفيد بجوار الموظف بدون أي تبعات ويخاطبه بأدب واحترام يأخذ بيد الشيخ الكبير إذا قام ويمسح على رأس اليتيم ويبتسم في وجهه ولما لجأت أم الأيتام إلى جارها أو غيره ليوصلها للجمعية
ينبغي أن يكون للموظف صلاحيات يتمكن بها من تقديم أفضل ما يمكن تقديمه فالشاهد يرى ما لايرى الغائب
يجب أن تزول الحواجب أمام المستفيدين
يجب على الجمعية أن تبحث عن الفقير لا تنتظره حتى يأتي إليها فكم طوى التعفف الكثيرين من مراجعة الجمعية
يجب أن يكون للجمعية طريقه في القبول تتعرف من خلالها على الفقير ويمكن للفقير أن يصل للجمعية بدون إحراج وبطريقة سهلة
اعرف أن الشيخ صالح لديه الكثير والكثير في سبيل تطوير العمل الخيري في المحافظة لكن ربما كثرة مشاغله حالت دون ذلك
فلذلك لابد من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب واختيار الموظف يجب أن يخضع لضوابط أهمها الحس في العمل الخيري
والله الموفق
مواقع النشر (المفضلة)