بسم الله الرحمن الرحيم
يحتاج الناس إلى بضعة فتاوى أخرى من فتاوى التسهيلات ، يمزقون عبرها ماتبقى لهم من إيمان وورع ؛ بل وحتى دين ، فإن مافقدوه من إيمان سابق وبعض ورع نسجته في القلوب لحظات قليلة من الخشوع في الصلوات ، وترطيب الفم بلا إله إلا الله ؛ وزعه أصحابه مابين رؤية المحرمات ، وسماع الملهيات ، ومجالس الغيبة والنميمة ، وقضت عليها فتاوى سابقة ، وغيرها من الرزايا التي أنكهتنا ، أسأل الله المغفرة لي ولجميع المسلمين .
أيها الأحبّة !
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - " ( أخسّ همم طالب العلم قصر همته على تتبع شواذ المسائل ومالم ينزل ولاهو واقع ، أو كانت همته معرفة الإختلاف وتتبع أقوال الناس ) أحسب أنه في الفوائد .
أنبه هنا أني لاأقصد في مقالي الذين أخذوا بقول له أصله في خلاف معيّن بصمت وهدوء ، ليس من أهدافهم إثارة الهالة حولهم ، وإنما يناقشون من يسألهم عن أخذهم بهذا القول فقط ، ولايحرصون على إثارة البلبلة ، وإنما أقصد قوما جعلوا جل حديثهم عن الخلاف ومسائله ، ويركزون على مسائل يعلمون هم حق العلم أنها ستثير البلبلة والضجيج بين الناس ، وتصبح حديث الناس في مجالسهم واجتماعاتهم : ( الإسبال ... الاستمناء ... اللحية ... الغناء ... الطبول ..... والأيام حبلى بمسائل أعظم وسترون ! ) العجب ليس من هذه المسائل ... لا ، لأن الإنسان عدو مايجهل ، ولايعني جهلي بعلم ما أو مسألة ما أنها باطلة ، وبعض الناس لو ذكرت أمامهم أحاديث صحيحة لعجبوا منها لجهلهم بها ، لكن العجب كل العجب ، والإستغراب كل الإستغراب هو التركيز على هذه المسائل بالذات دون غيرها ، والحديث عنها في كل مجلس ، والحرص على النقاش حولها في كل حين ، وكأن مسائل الخلاف بين أهل العلم اقتصرت على أربعة مسائل أو أكثر أو أقل !!
سبحان الله !!
على فرض أن الإستمناء مكروه ، واللحية يجوز تقصيرها ، والإسبال بلا خيلاء مكروه - مع العلم أن القول الصحيح هو غير ذلك كما قرره الأئمة الأعلام - على فرض أننا أقررنا هذا الأمر ، لماذا نركز عليها ورأس مالها أنها تدور حول الجواز بل والكراهة ، أنا أعرف أن الناس يدعون إلى سنّة ، إلى واجب ، إلى مستحب ، لكن يدعون إلى الجواز والكراهة ؟!!!!
ياسادة ياكرام !!
سألت نفسي سؤالا ليس بريئا فقلت : لماذا ياباحث يركز هؤلاء على تلك الفصول والمباحث ؟؟
فمالبثت حتى سمعت صوتا مجلجلا قادما من الأفق ، يقترب شيئا فشيئا ، كأنه قطار الفحم التقليدي ، فركزت بصري فإذا هي جموع من بشرية جمعاء ، اقتربوا واقتربوا حتّى مضوا من حولي يركضون ، ويزلزلون الأرض بأقدامهم ، وأنا ألتفت ببطئ حولي ، وهم يصطرخون بنبرة واحدة بطيئة : شهرة .. شهرة .. شهرة .. شهرة .. شهرة ....
أفقت من حلم اليقظة هذا فابتسمت وقلت في نفسي : الشهرة صنم يشرب حوله عُبـّاده نَخْبَ ذكرى جدهم الأول الذي بال في زمزم .
ياطلاب الشهرة !
هلم إلى مسائل الخلاف ، لُفّوا حولها ، واغرفوا منها ، ولاتفرقوا بين غثها وسمينها وصحيحها وسقيمها ، ولاتوازنوا بين أدلتها ، وخذوا منها ماهو قريب من الهوى ، ومُيسّر للشهوة ؛ فهي والله أسرع الطرق إلى الشهرة ، وأقصر المسالك إليها .
قبحكم الله .
لاأعلم لماذا تذكرت الهالكة ( سوسي ) ؛ بل أعلم ولكني أتظاهر بعدمه :
أبْـعِـدُوها ( 1 - 7 ) : السّوسة " سوسي " .... اللي في بطنه تيس يثغي !
أبْـعِـدُوها ( 2 - 7 ) : " سوسي " .... راقصة في بار الشّائعات !
أبْـعِـدُوها ( 3 - 7 ) : سوسي والشهرة ..... الجميلة والوحش !!
أبْـعِـدُوها ( 4 - 7 ) : خُطة عَمَـل " سُوسِـي !! ( هااااام جدا جدا جدا )
أبْـعِـدُوها ( 5 - 7 ) : جََوْلة فِي رُفوفِ الأقنِعة !
أبْـعِـدُوها ( 6 - 7 ) : انتَبِهُوا فـ " سُوسِي " مُسلحَة !
أبْـــــــــــــــــعِــــــــــــــدُوهـَــــــــ ــــــــا ( 7 - 7 )
وصلى الله على الحبيب وسلم .
مواقع النشر (المفضلة)