[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي أعضاء المنتدى

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

تحية طيبة وبعد :

.. الهدف ،، وحدة ،، الصف ..[/align]


[align=justify]الدين للجميع .. فليس لأحد أن يفرض رأيه على أحد إلا بدليل واضح وبرهان لا غبش فيه ، وعلى المرء أن يتأمل ما قيل له ويبحث عن الحق بنظرة ثاقبة قد زالت معها كل حظوظ النفس ، والاجتهاد فيما يسوغ فيه الاجتهاد حق للعموم ليس حكرا على طائفة دون أخرى أو فرد دون آخر ، وفي النهاية المرجع الذي لا يُختلف عليه والمعين الصافي الذي لا يشوبه أي كدر هو الوحي والشرع الذي يتمثل في نص القرآن الكريم وما ثبت وصح رفعه وسنده من سنة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام قال الشاعر :
العلم قال الله قال رسولــــــــــــــــــه .. قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة .. بين الرسول وبين قول فقيه
وعندما نقول فيما يسوغ فيه الاجتهاد يخرج به النص القطعي محكم الدلالة من صريح الكتاب والسنة فليس لأحد أن يقابل النص برأيه وعقله وما زلت أقدام وضلت أفهام إلا بعد تلك المصادمة ، فالشرع لله وهو الحَكَم سبحانه ونحن في النهاية عبيد مأمورون بالاتباع قال الله ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) ويقول سبحانه ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله أن يقولوا سمعنا وأطعنا ) وهذا تمام الانقياد لأمر الله ورسوله ولعله هو المحك والفيصل بين القرون الماضية والقرون اللاحقة ، وليس كل خلاف قابل للاجتهاد كمن يشكك في مسلّمات الدين كتحريم شرب الخمر أو أكل لحم الخنزير قال الشاعر :
فليس كل خلاف جاء معتبرا .. إلا خلاف له حظ من النظر
وعندما نفول له حظ من النظر .. فيقصد به الخلاف القوي بين العلماء سواء من المتأخرين أو المتقدمين فكل له دليله وكل له حجته القوية التي تجعلك لا تميل لأحد منها ، هذا الخلاف المبني على تلك الأسس هو الذي يسوغ فيه الاجتهاد والكل له الحق في أن يبحث عن الحق والذي يدين الله تعالى به ، وبالمقابل ليس لأحد أن يفرض رأيه على أحد فيه وكذلك من أخذ بقول ومال إليه ليس له أن يشنع ويتهم من أخذ بالقول المقابل فأنت حين اقتنعت بقول علماء أجلاء فأخوك أيضا أقتنع بقول علماء أجلاء أيضا ، وفي المحصلة أن الجميع يريد الحق بعيدا عن التشنجات والمهاترات .. والأفهام تختلف والصحابة الذين هم أفضل من عرفتهم البشرية علما وديانة اختلفوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي بين أظهرهم فبعد عزوة الخندق ولما خان بنو قريضة قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه ( لا يصلين أحدكم العصر إلا في نبي قريضة ) ففهم بعض الصحابة أنه يريد الإسراع وفهم بعضهم أنه يريد ذات الصلاة فاختلفوا فمن فهم الفهم الأول صلى في الطريق حين حضرته الصلاة ومن فهم الفهم الآخر صلى العصر في بني قريضة بعد خروج وقتها فلم يثرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحد من الطرفين كما ذكر ذلك ابن حجر في الفتح ، وكما أنه ليس كل مجتهد مصيب ــ كما قرره الأصوليون ــ كذلك فإن كل مجتهد مأجور قال عليه الصلاة والسلام ( إذا اجتهد الحاكم فأصاب له أجران وإن اجتهد فأخطأ له أجر واحد والخطأ مغفور ) ، والمسلم يتعبد الله بنص الكتاب والسنة لا برأي فلان وفلان ولهذا عتب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما على من كانوا على هذا الفهم الضيق فقال ( يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول : قال رسول الله وتقولون قال : أبو بكر وعمر ) ، والرجال تعرف بالحق لا الحق يعرف بالرجال .. وليست القضية هي البحث عن الشدة أو اللين بقدر ما هي اتباع للحق المستنبط من الدليل . ودام أن الأمر كذلك فلنبحث عن الحق من أصوله ولننبذ التطرف والتعصب الذي هو في أحيان كثيرة مع الأسف يكون للأشخاص ولا يثرب أخ على أخيه بل كل يعرض قوله ورأيه وأدلته ويكون النقاش الذي يراد منه الوصول إلى الحق لا غير فإن اقتنع أحدهما برأي الآخر كان به وإلا كل يعمل بما يراه ويبقى الود والأخوة الإيمانية والصف الواحد الذي لا ينبغي أن يهتز أو يتخلخل بسبب الاختلاف على مسألة هل لحم الجزور ينقض الوضوء أم لا ؟ قال الله تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ..... ) وقبل أن أختم رسالتي هذه أذكر الإخوة عموما بهذه القصة الذي ذكرها أحمد الراشد في العوائق عندما اختلف ابن السماك رحمه الله مع رجل في مسألة فقال له الرجل : غدا عند الملك نتعاتب !! فأمسك ابن السماك بيد الرجل وقال : ولم لا تقول غدا عند الملك نتغافر ؟؟ غفر الله للجميع وأصلح الأحوال ، والحمد له سبحانه على ما منّ به علينا من جود وإفضال ..[/align]