تابع للمقال السابق

أخي القارئ الكريم :

نحن لا ننكر أن لحزب الله دور في المقاومة ولكن يجب أن تأخذ إطارها الإعلامي الصحيح دون تضخيم ولا ننسى أن للبنانيين الآخرين مقاومة وكذلك الفلسطينيين المقيمين في لبنان، والسبب في عدم اشتهارهم هو عدم وجود حزب يمثلهم.

إنه حتى لبعض المسيحيين و الدروز مقاومة.

بل يحق للجيوش العربية أن تدعي أنها قاومت ، ألم يقاوم الجيش العراقي في عام 48 ؟ ألم يتصد للقوات الإسرائيلية وهي تحاول احتلال دمشق عام 73 ...؟ ومثله الجيش المصري ... و ما ذنب الجيوش العربية إذا كان قادتها قد أخطئوا تقدير الأمور ...؟ وهل نقارن الأرض التي يدعي الحزب انه حررها بأرض سيناء ...؟.

إليك هذه الأسئلة والإجابة عليها :

هل الحزب يهدف إلى تحرير كامل التراب الفلسطيني ؟

باختصار ... لا ... بل فلسطين ليست من أهدافه ... إنه يستهدف لبنان فحسب وهذا جيد لولا أنه أدعى مسبقاً أنه سيحرر القدس ،فبعد الانسحاب الإسرائيلي لم يقم بعمليات اختطاف أو إسقاط طائرات أو هجوم على مواقع دفاعية بل هو دُكت مواقعه ..إذاً المسالة ضجيج إعلامي ،وفي مقابلة مع قناة الجزيرة سُئل حسن نصر الله متى ينزع سلاح المقاومة هل بعد تحرير مزارع شبعا أم هضبة الجولان أم فلسطين كلها ..؟ فقال: لن نكشف كل الأوراق ... لنترك هذا للمستقبل ... ،ولقد قال نصر الله في تجمع حضره مائة ألف في الجنوب بعد الانسحاب : إننا لسنا مسئولين عن فلسطين ... كما ذكرت ذلك صحيفة النهار اللبنانية .

وفي الجزيرة أيضاً سُئل ( نواف الموسوي ) مسئول العلاقات الدولية في الحزب : عن مدى استعداد الحزب للحوار مع الولايات المتحدة ؟ وذلك بعد استقبال الحزب لعدد من المسئولين السابقين في بريطانيا وأمريكا فلم يعترض على مبدأ الحوار وتحفظ على الإدارة الأمريكية الحالية وهذا رغم محاولات اللف والدوران .... وأترك للقارئ التعليق .

هل الحزب يعمل لمصالح إيران وسوريا ؟

هذا واضح من تصريحات المسئولين في كل الأطراف ... والمعطيات على الأرض تدل على ذلك و أشرنا سابقاً إلى الدلائل المتعلقة بالموضوع ولكن يبقى أن يعلم القراء الفضلاء .. أن إيران لم تدعم الحزب من أجل فلسطين كما تدعي وإنما من أجل التوافق المذهبي وليكون لها موطئ قدم في العالم العربي.

لقد قام المرشد خامنئي بتعيين ( محمد يزبك )عضواً شورياً في الحزب بل ذكرت بعض المصادر أن نصر الله نفسه عُين من إيران،ولا أدل على ذلك من ضغط إيران على الحزب ليفرج عن الرهائن الغربيين [ لاحظ أن معظم الرهائن من الغربيين وليسوا من الإسرائيليين ] لتحقيق مصالحها في التقارب مع الغرب كما في عملية اعتقال ( عبد الكريم عبيد ) .

أليس من المستغرب بأن أغلب العمليات المنسوبة للحزب والتي سقط فيها العشرات من القتلى والجرحى كانت موجهة ضد أهداف غربية وليست إسرائيلية ؟،كما نجد أن الحزب أثار الحكومة السورية ضد المقاتلين القادمين من العراق لتعتقلهم وذلك بسبب انتقادهم لرموز الحزب في العراق ، ولقد صرح السفير السوري في واشنطن حينها ( وليد المعلم ) : أن الحزب إنما هو للمقاومة ولكنه لن يقف عقبة في طريق السلام .

من يفسر لنا بعض المواقف والتصريحات التي تثير أكثر من علامة استفهام ؟

- في عملية تبادل الأسرى ومنهم ( سمير القنطار ) والتي حدثت في العام الماضي كان من شروطها منع المقاومة الفلسطينية من اتخاذ جنوب لبنان مركزاً لها ،والمفرج عنهم استثني منهم العسكريون والأردنيون والمقدسيون وسكان أراض 48 وأهالي الجولان وأصحاب الأحكام العالية .. ولم يفرج إلا عن من لا تتعدى أحكامهم سنتين ومن قاربت محكوماتهم على الانتهاء .. ومن هم تحت لواء الحزب،وحتى بعض العمليات التي قد تحصل على قلتها وضعفها تثير الشك من ناحية التوقيت [ كأوراق ضغط سياسية بيد إيران وسوريا ] .

يقول ( سلطان أبو العينين ) أمين سر حركة فتح في لبنان : لقد أحبط حزب الله أربع عمليات للفلسطينيين خلال أسبوع وقدمهم للمحاكمة،ويتابع: نعيش جحيم منذ ثلاث سنوات ومللنا الشعارات والجعجعة ويضيف: أن هناك اتفاق أمني بين الحزب وإسرائيل بعدم إطلاق النار وذلك بعد عملية الانسحاب و أن هناك احتكار للمقاومة، وقد أكدت ذلك وكالات الأنباء .

ويرى الطفيلي أن المقاومة الفعلية انتهت مابين عامي 94 و 96 بعد أن تم إبرام صفقات تفاهم .

ولنقف مع تصريحات من الوزن الثقيل للطفيلي :

- فقد اعترف في مقابلة مع الشرق الأوسط بأن هناك تواطؤا بين إيران وإسرائيل عن طريق حزب الله لمنع تسلل الفدائيين وحراسة الحدود وتحويل الحــزب إلى حزب سياسي .

- وفي مقابلة مع إخبارية العربية قال: إن الحزب هو الذي يحرس المستوطنات اليهودية .


لقد وضعت أمامك أخي القارئ العزيز جزء أعرفه من كُل لا أعرفه .. أضع أمامك بعض ما أطلعت عليه من قرابة 2 كتابة وبحث كان من أبرزها كتابات الشيخ محمد سرور في مجلة السنة وكتابات (عبد المنعم شفيق) وبالذات كتابه [ حقيقة المقاومة ].

فأرجو المعذرة إن حصل تقصير .