آخر المشاركات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 15 من 20

العرض المتطور

  1. #1
    عضو جديد

    ابن زيدون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    21
    إمرأة وصلت إلى مشارف "القوامة"!
    حصة إبراهيم الجربوع




    وكان ياما كان في سالف العصر والأوان ......
    كان فيه بنت لديها من الطموح والرغبة في العمل لتحقيق ذاتها ما يفوق الوصف وقدر لها أن تلتحق بالكلية وتتخرج معلمة.
    وعلى طريقة جدتي، الزبدة، سارت بها الحياة لتجد نفسها في مواقع وظيفية متعددة تحملت أعباءها بكل أمانة ومسؤولية حينًا، وبكل أمانة وبشيء من التذمر أحياناً أخرى، كما تحملت أوزارها بالصبر والاحتساب. ولما تشعبت بها ظروف الحياة وجدت نفسها كما هي مسؤولة عن وظيفة تتطلب منها الكثير، وأسرة ترقب دخولها وخروجها، وتأمل أن تقتنص من الوقت ما يكفي لتمنح هذه الأسرة ذلك الدفء الذي لطالما حدثت به نفسها أن تمنحه لها لو قدر أن تكون لها أسرة ... وكانت الأسرة.
    وعلى نهج جدتي في سرد القصة.
    كان للبنت صديقة لها الأحلام والطموحات نفسها، وحصلت على المؤهل نفسه لكن تعيينها في إحدى المدن الكبيرة لم يتح لها التدرج في الوظائف، وبقيت قانعة دون بديل أن تبقى معلمة بالمرحلة الابتدائية.
    وذات يوم حدث في أسرة البنت ما جعلها تعيد التفكير في كثير من الأمور!
    فحدثت نفسها وأثقلت!
    لم عليّ أن أبقى في عملي متأخرة عن زميلاتي بأكثر من ساعة ونصف الساعة ؟ لم علىّ أن أكون آخر من يبقى في العمل وأول من يباشر وصديقتي أول من تتمتع بالإجازة وآخر من يباشر! ما الفرق؟
    هي تعمل أقل، تتعرض لضغوط أقل، تسعد بها أسرتها أكثر، وتعطي أسرتها من اهتمامها بقدر أكبر! هي مستقرة من البيت إلى المدرسة ومن المدرسة إلى البيت! وأنا يتعين علىّ أن أكون كل يوم في مكان، مع ما تمثله بعض الأماكن من خطورة الطريق ومشاكل التأخر، وكلنا في ميزان واحد!!
    يا إلهي لماذا أفكر بهذه الطريقة؟ ما كنت يومًا أشغل نفسي بالمقارنات، وما كنت يومًا أحسد أحدًا على ما فيه من الخير، إنها الوساوس!!
    أعوذ بالله من الوسواس الخناس ، لا إنها الغبطة، بالتأكيد إنها الغبطة، ولا غيرها لم لا أكون مثلها؟ يوم أن شج رأس ابنتي كان علىّ أن أوقظها من نومها كل ساعتين، كما أمر الطبيب، وكان علىّ الذهاب إلى عملي، ذهبت وتركتها في رعاية الخادمة.
    وكانت صديقتي ومثلها الكثير تنعم بالوجود في بيتها تحتضن أطفالها في ذلك الوقت، كيف أعتذر لصغيرتي وهذا اختياري؟! وكيف أوضح لها أني لو كنت في مكان آخر لكنت بجوارها وما كنت أدعها تزدرد العبرات، وكنت قد تعذبت بتلك النظرات التي تتوسلني وما استطعت!!
    وبين الاستقالة، والحاجة، وبين الطموح وحب العمل، والعودة إلى البداية، ثم بين الأمومة، والوظيفة!
    كنت !!!
    ككل النساء امرأة تنوء بأعباء كثيرة وصلت بها إلى مشارف القوامة، لو صحت!!
    وبلا شك كنت ولا مناص، المرأة العاملة المظلومة!! أو المرأة العاملة في المكان الخاطئ .
    هكذا قالت ـ وهكذا هي الحقيقة ـ ولكن من يفتح النوافذ لتدخل الشمس إلى الزوايا المظلمة في حياتنا.
    قامت وكأني أرقبها تفتح النافذة، وتنظر إلى الأفق البعيد، وفي نفسها شيء من حتى.



    هذه أيضاً كتبت في مجلة المعرفة

  2. #2
    عضو جديد

    ابن زيدون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    21
    عندما.. يتساوى الحزن والفرح
    حصة إبراهيم الجربوع / رفحاء



    عندما تنوء ظهورنا بأعباء الحياة وأخطائنا.. ويتساوى الفرح والحزن، تختفي مباهج الحياة تصبح الروح كالهشيم تذروها الرياح.. بل تعصف بها إلى حيث تريد بلا مقاومة أو رغبة ولو في التشبث بخيوط آمال أتعبت الأجساد من ملاحقتها أزماناً وبات الاستسلام خيارها الوحيد والاستسلام والهزيمة وجهان للحظ العاثر وإذا حط أي منهما في نفوسنا حل الشقاء وبات الحديث عن المعاناة حديث لا يمل.. نجتر الحزن والألم ونتلذذ بالعذاب وكأنما للحياة وجه واحد حزين كئيب.
    في هذه الحالة ليس لك إلا مكان واحد يعيد إلى نفسك معنى وجودها ويعطيك الفرصة لتكون أنت كما تريد أنت.. كائن بشري سعيد وحر يعرف أن للحزن طعماً واحداً وأن للسعادة ألف طعم.. هذا المكان بمجرد دخولك إليه يعيد إليك صياغة نفسك من جديد!!! ففيه لحظات ميلاد جديدة وأنفاس من الإيمان تملأ الصدور اطمئناناً وسكينة لو احتضنك الكون كله لن تجد الطمأنينة كما في هذا المكان أنه حرم الله الآمن يا لهذا المكان العظيم!! أنه بيت الله.
    بالتأكيد كلنا نعرف ذلك ولكن هل كلنا نستشعر ذلك؟ تخيل ذلك وقل في نفسك أنا في جوار بيت الله.. انظر إلى الكعبة الشريفة مجرد حجر أسود لكن تكتسيه هيبة وشرف تعجز أن تكتسيها قصور العالم؟ بيت الله العتيق يدعونا إليه ربنا بلا شروط أو قيود أو حجز أو موعد، يقبلنا فيه بهمومنا وأحزاننا بأفراحنا بذنبوبنا وخطايانا.. فيه يتبدل الخوف أمناً والشقاء سعادة.
    فيه تصغر الهموم وتكبر الهمم ويصبح للحياة معنى وللوجود غاية.. والله لو عرف العالم ما فيه من الخير لأتوه حبواً.. فإلى متى لندن وباريس حيث يتساوى الفرح والحزن وتبقى الحياة قبلهما وبعدهما عبئاً كبيراً والموت عبئاً أكبر.. إلى متى؟.
    هي... والدموع
    لا أراها إلا باكية لدرجة إنني بت على يقين إنها لم تستخدم عينيها كما استخدمتهما في البكاء كانت الدموع تنساب من عينيها وتتناثر كحبات المطر بزخمها وتسارعها وحجمها.. قلت لما البكاء والاستمرار عليه.. ألا يكفي البكاء.. ألم تذهب الأحزان؟؟ ألم تتعودي الألم؟؟ ألم يجدِ الصبر.؟؟ ألم.. ألم..؟؟
    قالت إني صابرة ولكني لا أملك إلا أن أبكي؟؟ سأبكي حزني وأسفي على نفسي حتى تبيض عيني سكت ولم أعقب وتركتها والآية الكريمة تصدح في أذني {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} (84) سورة يوسف.
    تغريبة الشرق والغرب
    عندما يسافر الشرق إلى الغرب نقول تغريبة وهذا صحيح فهي غربة ويا غريب كن أديباً؟.. ولكن عندما يسافر الغرب إلى الشرق هل نقول تشريقة - ولو مجازاً - نعم فقد يشرق بالإسلام وقد يشرق بدماء الأبرياء..؟؟.




    نشرت المقاله في جريدة الجزيرة يوم الجمعة 03 رجب 1427 هـ 28 يوليو 2006 م العدد 12356
    التعديل الأخير تم بواسطة ابن زيدون ; 28 Jul 2006 الساعة 01:39 PM

  3. #3
    عضو جديد

    ابن زيدون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    21


    يا وزارة الخدمة المدنية.. تحجّر اللبن في صدور الأمهات

    حصة إبراهيم الجربوع ـ رفحاء




    شدني مقال في العدد (130) بعنوان «يا وزارة التربية.. اعتبرونا بشرًا» للأخت فاطمة السهيمي هذه الرائعة التي ما فتئت تنعش ذائقتنا بكتاباتها الجميلة. الأمر الذي دعاني إلى الكتابة حول الموضوع نفسه.
    حينما أصدرت الخدمة المدنية لائحة الإجازات الجديدة حددت إجازة الوضع أربعين يومًا، وقد تمتد إلى تسعين يومًا (بعد موافقة الطبيب) إذا احتاجت الأم أو الطفل، ثم يحق للموظفة الحصول على ما يسمى بـ«رعاية المولود» بحد أدنى ثلاث سنوات بربع الراتب.
    التساؤل: من الذي أصدر هذه اللائحة وقرر الأربعين يومًا هل هم رجال أم نساء؟ ذلك ما يدور حوله النقاش بين الموظفات، لدرجة أن إحداهن قالت: «يا ناس ماذا أفعل وقد خلقني الله امرأة؟! حتى أمر حملي وولادتي ونفاسي ورعاية مولودي يتحكم فيها ويقررها الرجال؟!».
    إن الغضب والعتب يكاد يصيبنا بالإحباط. إنه يقتلنا. كيف أعمل وكيف أعطي وقد وهبني الله عامين وسلبني إياهما الرجل؟! هكذا ببساطة!
    إننا حينما ننادي بحقوق المرأة لا تنحصر مطالبنا في قيادة السيارة أو استخراج بطاقة.. تلك أمور هامشية لا نراها ضمن سلم الأولويات، وإنما نطالب أن يكون شأن المرأة للمرأة.
    هل هذا من الصعوبة بحيث لا تستطيع المرأة تحقيقه؟! ثم من الذي يقرر صلاحية المرأة بالتصدي لسن اللوائح والأنظمة التي تخصها؟ نعود ونقول: «الرجل» وإلى متى؟!
    أين الرجال الذين أصدروا هذه اللائحة من قول الصادق الأمين ـ بأبي وأمي هو ـ عليه الصلاة والسلام واصفًا حق الأم :«ولو بطلقة واحدة». إنها عبارة اختزلت كل الكلمات وجميع العبارات التي من الممكن أن تصف ذلك النصب الذي تحسه المرأة عند الولادة وما يترتب عليها.
    لقد تعاملت اللائحة مع إجازة الوضع كما تعاملت مع بقية الإجازات، فقد طالها مقص الرقيب!
    وكأنما إجازة الوضع رحلة استجمام للأم يجب ضبطها والحد منها. فإذا ما أرادت الأم أن تطول هذه الإجازة فهي وشطارتها!
    ثم إن اللائحة حاولت أن تحمل المرأة المسؤولية وكأنها تقول: «والله أنا لا دخل لي إذا خائفة على نفسك أو طفلك فأحضري تقريرًا طبيًا من هنا أو هناك ومددي إجازتك إلى تسعين يومًا براتب كامل... وإذا كنت تحبين طفلك وحريصة عليه أكثر فمددي الإجازة إلى ثلاث سنوات بربع الراتب»! يا له من تملص غريب.. حتى من استشعار المسؤولية!
    لكن اللائحة لم تخبر الموظفات اللاتي يتحملن مسؤولية الإنفاق على عوائلهن كيف يمكنهن الوفاء بمتطلبات هذه العوائل بربع الراتب؟! هل علينا أن نقول ما لا نريد قوله حتى يقتنع واضعو اللائحة ومقرروها أننا بحاجة على الأقل إلى شهرين حتى نعود تدريجيًا للعمل كما ينبغي؟! لما لا تتحمل وزارة التربية والتعليم مسؤولياتها في هذا الموضوع وتقوم باستطلاع آراء الموظفات حول اللائحة؟! كيف ترتضي الظلم الواقع على منسوباتها؟! من يعالج النفسيات المتعبة جراء هذا الغبن؟!
    ثم لماذا يحرم أطفالنا من الرضاعة الطبيعية على إثر تعميم وزارة التربية والتعليم؟!
    بعد كل هذا لا تسألوا عن هشاشة عظام الأطفال وتسوس أسنانهم فلقد تحجر اللبن في صدور الأمهات ومعه تحجرت القلوب!




    كتبت في مجلة المعرفة

  4. #4
    عضو جديد

    ابن زيدون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    21


    أبي .. مضت بك الحياة
    حصة إبراهيم الجربوع


    أبي ....
    الآن
    وقد تعبت؟
    مضت بك الحياة...
    إلى دروب لا تبغيها... ومتاهات من الآهات
    لم تألفها....!!
    كنت... تمسك جاهداً بتلابيب العزم..
    متوكلاً..... جازماً.. أن تكون... القوي..
    كم؟؟؟ تمقت الركون إلى الدعة..
    لم أرك يوماً...
    متأبّطاً عباءتك...
    جالساً في (المشراق)
    مع أصدقائك... الذين مضت بهم
    الأيام... والآلام...
    ينتظرون الظهر..... حتى يأتي...
    ثم ينتظرون
    العصر...
    ثم ينتظرون ...
    الليل!!!
    وإذا جاء الليل.. لم يناموا!!
    انتظاراً للنهار؟؟
    كان يومك... عملاً..
    وغدك...أملا....
    وليلك... استغفاراً...
    اليوم.. وقد تعبت..
    وترجّلت..
    كفارس... أضناه التعب...
    لا تحزن...
    لا تيأس....
    فمثلك...
    أبي.....
    جدير أن يفخر..... يصبر... يحتسب
    ولو لم تفعل شيئاً في الدنيا...
    لكفاك بياض قلبك..... وعفّة لسانك
    أما وقد تعبت... وصبرت..
    بقي.... أمر.... نظرتك
    أرجوك.. أبي...
    لا ترمقني بتلك النظرة المثقلة..
    بالعتاب.. والعبارات!!!!
    فما من سبيل...
    رحل.. بلا وداع..
    وأخذ معه....
    الأمل....
    وأبقى....
    الغصة؟
    والذكريات.....
    اعتبره ... يا... أبي
    يوماً جميلاً..
    ومضى... ك كل الأيام الجميلة التي رحلت؟
    اعتبره حلماً
    راودك... ك كل الحالمين...
    و..... تلاشى...
    أرجوك أبي.....
    آه .... يا أبي إنّ نظرتك... قالت ما يخفي قلبك الطيب....
    وما.. عجز أن يقوله لسانك....
    أبي.... أبي..
    لا تنظر للخلف...
    تذكّر... {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} (46)سورة الكهف




    نشرت في جريدة الجزيرة يوم الجمعة 24 صفر 1427 هـ 24 مارس 2006 م العدد 12230

  5. #5
    عضو جديد

    ابن زيدون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    21

    أطياف.. نساء
    حصة إبراهيم الجربوع/ رفحاء





    * قطر الندى.. لولو
    هبة الله لي.. الذي وهب وأجزل..
    رفيقة دربي.. مضى العمر برفقتها.. كأنه لحظات..
    صغنا أحلامنا معا.. ورسمنا طريقنا معا.. وطوينا همومنا معا..
    حمدا لك رب.. أن جعلتها أختي..
    * الصغيرة.. نانا..
    تظلين صغيرة في عيني كطفلة تتمسك بطرفي ثوبي خوفا من أن ينتزعها أحد.. وإن كبرت..
    بقلب كبير يتسع ولا يضيق..
    يا طفلتي الصغيرة.. احتويتك زمنا.. وها أنت تحتويني عمرا..
    كفاك.. فضلا لا يجاري.. كفاك..
    * غادة الشمس.. زينة الحياة الدنيا
    بريق عينيها يختزل معاني الحياة..
    صرت أما.. بقدومها إلى الدنيا..
    فكانت المطر الذي سقي يباب قلبي..
    وأزهر مشاعر من الحب والأمل..
    فليحفظك الله.. رواء لقلبي ومدادا لقلمي.
    * العطاء بلا حدود.. عقيلة..
    فتاة بألف رجل.. مذهب صلاح.. وقلب من ذهب.. حينما نمل ونستكين وحينما نكون غير قادرين على العطاء تكون عقيلة.. تسهل بين يديها عظام الأمور فتمنح القوة وتعطي الدافعية بقلب يملؤه الخير..
    عندما نراها نرى المناهل العذبة النقية.. ومعها لا نتردد في أن نشرب العذب الصافي..
    يا لهذا القلب الكبير أما آن لك تستريح.. وحق لك الراحة.
    * الصوت المبحوح.. أماني..
    .. فتاة مفعمة بالحب والحياة.. قادرة على أن تصوغ من الحروف المبعثرة شعرا ومن الكلمات المتقاطعة نثرا.. تحمل بين أضلعها هموما تؤرقها ليس بينها ذاتها.. كلما ألتقيها أجد أن للخير ألف عنوان وأن للعطاء صورا وألوانا.. تؤمن أن الفرد قادر على أن يؤثر في القليل والقليل في الكثير وصولا إلى الوطن والأمة..
    حينما نحبط تكون الأماني وعندما نتعثر نجد أماني حقيقة تحول الواقع إلى أمل يبشر بغد أفضل وبعزيمة أقوى.






    نشرت المقاله في جريدة الجزيرة يوم السبت 05 جمادىالآخرة 1427 هـ 01 يوليو 2006 م العدد 12329

  6. #6
    عضو جديد

    ابن زيدون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    21
    لغز «ابن عجلان»
    حصة الجربوع - رفحاء



    لم يكن يدور في خلدنا نحن المتدربات (مساعدات مكاتب الإشراف) أن للإشراف التربوي وجوهًا أخرى غير تلك التي ألفناها وألفتنا خلال السنوات الماضية، إلى أن التحقنا ببرنامج الإشراف الفعال الذي نظم بمركز التدريب بالدمام.
    لقد كان التدريب حدثًا بارزًا وجديدًا للأغلبية منا، ونحن اللاتي هجرن مقاعد الدراسة منذ مدد متفاوتة لا تقل في المتوسط عن سبع سنوات! لذا حاولنا التمشي مع البرنامج وكأننا لا نزال في بدايات التخرج بلا أدنى خبرة.
    لقد رأت مجموعة منا أنه لا يمكن التسليم بما جاء في البرنامج باعتباره حلمًا قد يتحقق يوماً ولكن ليس على أيديهن في ظل ما تراه من تداخل في مهام الإشراف التربوي وطغيان الجانب الإداري على العمل الفني. في حين رأى البعض الآخر أن التدريب ضرورة ملحة، وأن التدريب بعد التطبيق أكثر إلحاحًا لكن البرنامج عجز عن الوفاء بمطالبها، حيث دعا كثير من المشرفات إلى إصدار التعاميم التي تدعم تطبيق كل ما مر في البرنامج (وكان المدرب يعي ذلك ويتهرب منه بذكاء).
    انتهى البرنامج وظل السؤال الذي غص في حلوقنا: هل نستطيع تطبيق كل ما تعلمناه في البرنامج ومواجهة عواقب ذلك؟
    في تصوري أن الإجابة عن هذا السؤال هي التي تضع البرامج التدريبية الحالية والمستقبلية على المحك.. فإذا سلمنا بأن التدريب مهم بل ومهم جدًا فإن تطبيق ما تم التدريب عليه لا يقل أهمية، وذلك أمر يشغل بال المدربين والمتدربين. وإلا ما الفائدة من التوسع في التدريب إذا كان المتدرب يتعلم شيئًا، ثم بعد التدريب عليه أن يطبق في عمله شيئًا آخر مضادًا له في الاتجاه؟!
    على أن ذلك لم يقف عقبة أمام البعض الذين يحاولون إيجاد الثغرات والمسوغات التي تجعلهم في حل أمام الرقابة في حال طبقوا البرامج التدريبية التي تعلموها.
    الرقابة التي ترى أن المشرف (أو المشرفة) عليه أن يلتزم بالتوجيهات والتعليمات مهما كانت ما لم يأت ما ينسخها بتعميم.
    وحال التدريب بهذا الشكل يذكرني بلغز «ابن عجلان» لـ«وضحاء» حينما أعطاها كيسًا من المال واشترط عليها أن تنفق منه وهو «مسكّر» ومختوم!
    فالتدريب بلاشك كنز، ولكنه بالتأكيد ليس لغزًا يحتم على المتدربة أو المتدرب أن يستنزف الوقت والجهد ليوجد الثغرات والمسوغات حتى يطبق ما تدرب عليه.
    لقد كان التدريب بحق فرصة رائعة للتعلم عن استراتيجيات الإشراف وطرق التفكير، كما كان فرصة للالتقاء بالقيادات من مختلف المناطق. ولكون الفئة المستهدفة بالتدريب هي «مساعدات مراكز ومكاتب الإشراف التربوي»، حيث تشابهت الهموم والصعوبات ووجدتني وأنا القادمة من مدن الصحراء ألتقي زميلاتي في مدن الساحل لنتحدث ونتناقش في هموم مشتركة تواجه طبيعة عملنا. فلقد اتفقنا دون تخطيط أو بنود مكتوبة على أن الإشراف التربوي ظل بمعزل عن التوصيف الحقيقي، حيث مارس الدور الرقابي أكثر من الدور الفني المهني! وظلت التعاميم واللوائح تكبل المشرفات التربويات وتحد من حماسهن. وبمرور الوقت ألزمت هذه التعاميم واللوائح المشرفات التربويات الكراسي أو ساهمت في تسربهن من الإشراف التربوي!
    لقد أجمعت الأخوات على أن الإشراف التربوي بشكله ومضمونه الحالي لا يؤمن الرضا الوظيفي للمشرفات وخاصة المتميزات اللاتي تعودن العمل الجاد والمثمر. على أن أخطر ما يواجهه الإشراف التربوي في نظرنا هو إجبار المشرفات التربويات على البقاء في الإشراف التربوي دون رغبتهن!
    لذا رأى بعضنا أن التدوير في وظائف المشرفات التربويات مهم جدًا فمعه تتجدد الدماء والطاقات، ويضاف للإشراف التربوي طاقات جديدة قادرة على الإبداع والتميز.
    ومما تعلمنا في البرنامج أن السيرة الذاتية للشخص الناجح لابد أن تتغير على الأقل مرة كل عام بإضافة إنجاز. ولو طبقنا ذلك على الإشراف التربوي بمجمله، وقلنا ماذا تتضمن السيرة الذاتية للإشراف التربوي بالمملكة؟ كم كتابًا في التربية والاستراتيجيات (وليس الإحصاء) تولى الإشراف التربوي طباعته؟ كم عدد المشرفات التربويات التي تم إيفادهن للحصول على الماجستير والدكتوراه؟ كم مرة تم تجديد دليل العمل في الإشراف التربوي منذ تأليفه 1419هـ؟ كم دورة تدريبية نفذها الإشراف التربوي للمشرفات التربويات ولمديرات المراكز والمكاتب على أيدي الخبيرات والمختصات، وليس على أيدي بعضهن بعضًا؟ كم بحثًا إجرائيًا واستطلاع رأي تم للمشرفات التربويات يخص طبيعة عمل المشرفة الفني؟
    لقد بات من الضروري أن تتحسن السيرة الذاتية للإشراف التربوي كيما تتحسن السيرة الذاتية للمشرفات التربويات والقيادات التربوية.



    نشرت في مجلة المعرفة

  7. #7
    عضو نشيط

    كـــــر فـــــر غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    المشاركات
    93
    [grade="00BFFF 4169E1 0000FF 00BFFF"]
    روعه .............خيال ...........جمال............ أبداع [/grade]




    ماهذا يا حصـــــــة
    [align=center][/align]

  8. #8
    عضو جديد

    ابن زيدون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    21

    Thumbs up جديد للاستاذة/حصة الجربوع ......مقال يشخص شئ من الواقع المر

    مقالة جديدة نشرت في العدد الاخير من مجلة المعرفة (شهر شعبان ) 1427هـ
    المتفرقات.. ريا وسكينة


    حصة إبراهيم الجربوع/ رفحاء

    تعينت قبل عشر سنوات في مدرسة بعيدة إلى حد ما عن بيتي, سعيت بعد مرور سنة على أن أنتقل من هذه المدرسة إلى أخرى قريبة من بيتي.
    وفعلًا انتقلت على أن ذكرياتي في هذه المدرسة وما تعلمته فيها أثر لاحقًا على بقية سنوات عمري في مهنة التدريس... فهذه المدرسة كانت مزيجًا بين جيلين من كافة النواحي فمديرة المدرسة من الرعيل الأول والمساعدة من الجيل الجديد والمعلمات مزيج من الفتيات التي انضممن إلى المهنة حديثًا وبين معلماتهن الأوائل اللائي في عمر أمهاتهن بل إن اثنتين منهن الآن جدات.
    وكان التعليم فيها يترنح بين النظم والأساليب القديمة وبين الإطلالة على استحياء على الواقع الجديد بتطوره وأساليبه الحديثة هذا المزيج البشري والإداري هو الذي أعطى لهذه المدرسة هذا التأثير الكبير علي!!
    بطبيعة الحال كمعلمة جديدة كنت مندفعة ومتحمسة إلى الحد الذي لو أعطتني مديرة المدرسة النصاب الكامل لقبلت حتى لو زدت عن جميع المعلمات المهم أن أدرس وأشرح وأعلم الطالبات.
    لقد كانت فكرة كون الطالبات تستمد مني المعلومات تستهويني أو بتعبير أدق ترضي طموحي و( غروري) وهذه – حقيقة - فعندما تعلم وتحس أنك الأول والوحيد الذي أوصل للطالبة المعلومة فهذا يعطيك إحساسًا رائعًا...
    لكن وجدت في هذه المدرسة من تمكن من - فرملة - هذا الاندفاع فبعد الاجتماع الأول للمعلمات مع مديرة المدرسة يبدو أن اندفاعي وحماسي اتضح للجميع من خلال مناقشة المديرة في كل ما تقوله. وكنت كلما طرح موضوع ووقف الجميع عنده اعتراضًا كنت أتدخل كقوة حفظ السلام وأوقف المناقشة ببيان رغبتي في تحمل موضوع الخلاف سواء مقرر مادة ما وريادة فصل ما أو الإشراف على نشاط جمعية ما والحمد لله أن المواضيع المطروحة لم يكن فيها اختلاف كبير.
    كنت وقتها أدرس جميع الفصول وأشرف على جميع الأنشطة وأتولى مسؤولية ريادة الصفوف كلها... وقد لاحظت همهمة بين المعلمات كلما تكلمت ولا أعلم لماذا.
    ويبدو أن الحماس قد سد أذني كما شل تفكيري... المهم انتهى الاجتماع وأخذت زيادة في نصيبي من الحصص كما أسند لي ريادة فصل والإشراف على نشاط إحدى الجمعيات.
    ولما عدت إلى غرفة المعلمات كانت المعلمتان الجدتان باستقبالي حيث أشارتا إليّ بالجلوس بينهن ولم هممت بسحب كرسي لأجلس أمامهن رفضن فوسعن لي مكانًا بينهن وحشرنني فيه وكانت أنفسهن تكاد تصم أذني وبعيون جاحظة كأنما لف عليهما حبل المشنقة وللحظات تخيلت نفسي (بين ريا وسكينة)!!! وقلت لهن نعم.
    فردت المعلمة الجدة الأولى نعم الله عليك ثم أردفت المعلمة الجدة الثانية.. شوفي يا حبيبتي نحن اعتدنا على نظام معين في المدرسة واعتادته مديرتنا من عشرين سنة وأنت للتو خرجت من البيضة تسعين لتغييره.
    واندهشت وقلت وماذا فعلت قالت المعلمة الجدة الأولى يوم تناقشنا مع المديرة حول موضوع الحصص لما تدخلت وقلتي أنا أخذ الحصص الزائدة وأبديت استعدادًا لتحمل المزيد.
    قلت وما في ذلك؟
    قالت المعلمة الجدة الثانية فيها النون وما يعلمون لقد أخللت بنظام المدرسة، فالحصص التي تحملتها كانت تجمع لنا وتعطى لنا باعتبارها من المتفرقات وهي لا تحتاج إلى شرح - بتاتًا البتة -وسبق أن حفظناها وحضرناها كتابيًا لمدة عشرين عامًا واليوم حينما تحملت جزءًا منها نقص نصابنا وأعطتنا المديرة مقررات للصفوف العليا لا نعرف كيف نفهمها فضلًا عن أن ندرسها!!!!!!!
    عليك الذهاب الآن للمديرة وتقولين لها أريد نصابي من الحصص كبقية زميلاتي وحبذا الصفوف العليا وإلا يصير لك كما يصير لزميلتك تلك؟ اذهبي واسأليها.
    سحبت نفسي من بينهن وأنا أحس أني كمولودة خرجت إلى الحياة أريد نفسًا عميقًا وأريد أن أصرخ بأعلى صوتي فقد كتمتا علي نفسي وكدت أختنق!
    خرجت من الغرفة وذهبت إلى برادة الماء وشربت وغسلت وجهي واستعذت من الشيطان على أن عبارة (بتاتًا البتة) لاتزال تترد على لساني وكيف لا تحتاج إلى شرح؟
    وعندما نويت العودة التقيت زميلتي المشار علي بسؤالها واستأذنتها بالحديث وسألتها عما حدث لها فقالت قبل أن أكمل حديثي افعلي ما قالتا لك وإلا سترين ما لا يسرك وقد يمضي عامك بالنكد بدلًا من الفرح، فهاتان المعلمتان أغلب المعلمات صويحباتهن وإذا اتفقتا على معادتك سيعملن المستحيل لمضايقتك... سيعطلن إنجازك ويحقرن عطاءك ويصادرن تفوقك ويبخسن حقك, وستضطرين إلى حمل حقيبتك معك وستضطرين إلى الاستراحة في فصلك! لما؟ الأمر لا يستحق؟إلا إذا؟ قلت إلا إذا.... ماذا؟
    إذا كان لك نفس طويل على المقاومة والوقوف في وجه الطوفان... فإن قليلاً من المعلمات صمدن وتحملن وتمكن من اكتساب احترامنا واكتسبن اعتدادًا كبيرًا بأنفسهن!
    قلت سأكون منهن، وإني والله قادرة ليس لأن يقال قوية ! ولكن لأغير ثوابت وضعت ساهمت في بقاء هذه المدرسة تدار وتدرس الطالبات فيها بأثر رجعي.....
    ويعلم الله كم كانت سنة شاقة حرب خفية ومعلنة ولكني تمكنت من الصمود واقتربت ولا أقول انضممت إلى مجموعة من المعلمات، ولأول مرة في المدرسة وضعت لوحة إعلانات في غرفة المعلمات كنت أضع فيها ما أقتبسه من بعض الكتب وأكتب مقالات وعبارات في التربية وطرق التدريس الحديثة، ومن خلالها أوصل رسائل في أهمية العمل وإبراز قيم الأمانة والصبر والحق والعدل، وكنت مثابرة على هذه الطريقة في الحوار مع الأصدقاء حتى و هي تمزق بين الفترة والأخرى ...
    لقد كان لعملي في المدرسة صدى حتى لدى الطالبات وكنت على وشك إحداث تغيير بنهاية العام ولكن انقضى العام وكنت قد وضعت البذرة وتحتاج إلى من يرويها... صدر نقلي وانتقلت إلى مدرسة، و قد صقلت في مدرستي القديمة فكنت كمن أمضى عقدًا من الزمن في التعليم لا سنتين... استمر حماسي وقل اندفاعي فحصلت على فرص وظيفية متعددة آخرها مشرفة تربوية للإدارة المدرسية وذلك بعد مرور عشر سنوات على تعييني وكان علي الإشراف على عدة مدارس من بينهن مدرستي القديمة.
    ولما دخلت المدرسة وأنا أمشي في طريقي إلى غرفة الإدارة وإذا بصوت إحدى المعلمات الجدات يصدح بصوت عال والطالبات يرددن كما كانت تفعل قبل عشر سنوات (الله رب الخلق أمدنا بالرزق) التفت فإذا هي جالسة وتتدلى بشحمها ولحمها وقد ألقت جسدها على كرسي الطالبة الصغير الذي تفضل الجلوس عليه كما كانت قبل عشر سنوات.
    وعرفت أن البذرة لم يسقها أحد وأن المتفرقات هي المفرقات والمفارقات في هذه المدرسة.

  9. #9
    الصورة الرمزية ابونايف

    مشرف


    ابونايف غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    الجر يبــا
    المشاركات
    9,693
    يعطيكم العافيه جميعآ مواضيع ممتازه جدآ متمنين للجميع التوفيق !!


    وللجميع تحياتي !

+ الرد على الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك