"أتراح وليالي ملاح"

صالح محمد الشيحي
هكذا مع كل مصيبة، يزداد يقيني أن أغلب الشعراء والكتّاب العرب، على اختلاف شرائحهم وأطيافهم، كاذبون.. يجيدون تصنّع الحزن وذرف الدموع.. يتباكون ويوقّعون البيانات ويثرثرون في الصحف والفضائيات فيما هم ينتظرون انطفاء العدسات وانفضاض السامر حتى يعودوا لحياتهم وصخبهم وسكرتهم.
ـ يرددون في النهار: " إذا ألمت بوادي النيل نازلة.. باتت لها ربوع الشام تضطربُ.. وإن دعا في ثرى الأهرام ذو ألم.. أجابه في ذرا لبنان منتحبُ"..
ـ ومع حلول الظلام: "رقصني يا جدع"!
ـ إنهم يبيعون الوهم ويروّجون الكذب، ولو صدّقت الشعوب المغلوبة على أمرها ما يردده هؤلاء لباتت حزينةً كئيبة أبد الدهر؛ سيّما وأنه للعرب مع الذل والهوان والهزيمة مسيرة طويلة تتجاوز نصف قرن.. وبالتالي فليس ثمة بارقة إذن لإطلالة مواكب الفرح.
مؤمن تماماً أنه ليس من المقبول أن تتوقف الحياة وتقفل أبواب الفرح لأن زلزالاً وقع في دولة عربية أو عدواناً تعرضت له أخرى.. الحياة لا تتوقف بموت أحد ولا بمرض أحد ولا باعتداء على أحد..
ولذلك فإذا أردت أن تعرف حجم الكذب الذي يمارسه الكتّاب والشعراء العرب نهارا في الصحف والمقاهي والفضائيات والمنصّات والديوانيات والمجالس والأندية يجب عليك أن ترصد تحركاتهم، أو تتجول في الفنادق والشاليهات بعد منتصف الليل إن استطعت.. لترى العجب العجاب..
ـ أحياناً يخيّل إليّ لو أن المعارك العربية ضد إسرائيل قادتها كتائب الكذب هذه، لانتصر العرب انتصارا لم يشهد له التاريخ مثيلاً.
ـ الخلاصة: المثقفون العرب أصبحوا أكذب من بعض الحكام.
يقول أحدهم: (فاشهدوا يوم التّنادي أنّنا.. نملأ الكون لهيباً وضراما) ـ ليته استبدل الميم بحرف (آخر) في كلمة القافية.


http://www.alwatan.com.sa/daily/2006.../writers10.htm



جربوا حرف الطاء وإذا ما نفع رجعوا الميم .. ولا أحد يقول لي جرب الباء ..