أبي .. مضت بك الحياة
حصة إبراهيم الجربوع
أبي ....
الآن
وقد تعبت؟
مضت بك الحياة...
إلى دروب لا تبغيها... ومتاهات من الآهات
لم تألفها....!!
كنت... تمسك جاهداً بتلابيب العزم..
متوكلاً..... جازماً.. أن تكون... القوي..
كم؟؟؟ تمقت الركون إلى الدعة..
لم أرك يوماً...
متأبّطاً عباءتك...
جالساً في (المشراق)
مع أصدقائك... الذين مضت بهم
الأيام... والآلام...
ينتظرون الظهر..... حتى يأتي...
ثم ينتظرون
العصر...
ثم ينتظرون ...
الليل!!!
وإذا جاء الليل.. لم يناموا!!
انتظاراً للنهار؟؟
كان يومك... عملاً..
وغدك...أملا....
وليلك... استغفاراً...
اليوم.. وقد تعبت..
وترجّلت..
كفارس... أضناه التعب...
لا تحزن...
لا تيأس....
فمثلك...
أبي.....
جدير أن يفخر..... يصبر... يحتسب
ولو لم تفعل شيئاً في الدنيا...
لكفاك بياض قلبك..... وعفّة لسانك
أما وقد تعبت... وصبرت..
بقي.... أمر.... نظرتك
أرجوك.. أبي...
لا ترمقني بتلك النظرة المثقلة..
بالعتاب.. والعبارات!!!!
فما من سبيل...
رحل.. بلا وداع..
وأخذ معه....
الأمل....
وأبقى....
الغصة؟
والذكريات.....
اعتبره ... يا... أبي
يوماً جميلاً..
ومضى... ك كل الأيام الجميلة التي رحلت؟
اعتبره حلماً
راودك... ك كل الحالمين...
و..... تلاشى...
أرجوك أبي.....
آه .... يا أبي إنّ نظرتك... قالت ما يخفي قلبك الطيب....
وما.. عجز أن يقوله لسانك....
أبي.... أبي..
لا تنظر للخلف...
تذكّر... {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} (46)سورة الكهف
نشرت في جريدة الجزيرة يوم الجمعة 24 صفر 1427 هـ 24 مارس 2006 م العدد 12230
مواقع النشر (المفضلة)