اهلا بك اخي العزيز رفحاوي
شرّفني ان اقرأ ردّك , ولا بأس ان نختلف فكما تعلم انه ورد في الأثر النبوي الشريف ( اختلاف امّتي رحمة ) لأننا بأختلافنا سيكون في وسعنا تعميق الموضوع وتوسيع افقه ..
اتفق معك يا اخي العزيز في بعض ما ذهبت اليه واختلف في بعضه الآخر .. فالرجل اسم جنس يشتمل على المؤمن والكافر واننا نحن من نعمد الى التمييز بتوكيدها , وهذا مما يميّز لغتنا الشريفة , فالرجل كالماء اسم جنس فيه العذب الفرات كما يشتمل على الملح الأجاج ,,

ان بغداد ليست اكرم على الله من ملايين المؤمنين الذين عاث صدام بهم وبذويهم شرّ فساد .. فهل من الرجولة في شيء ان نرى الى كرامة المؤمنين تُسحق سحقا وبأعراضهم تُنتهك انتهاكا من قبل هذا الطاغية ؟؟
وهل ان سكوت الجميع على جرائمه , بل ومحاولة تبريرها تحت ذرائع واهية من الرجولة ؟؟
انت تعلم ان صدام لا يسقط ويُزال جبروته بصيحات ابناء جلدتي الذين تقطّعت انفاسهم خلف السعي على كسرة الخبز ..
ولا يُزال وسيف الترهيب مازال يلوّح به على رؤوس الناس المفجوعين
ولا يُزال بدعم اقليمي لأن العرب تخشى سطوته وجبروته وتريد ان تغمض عينيها على جرائمه حفظا لماء وجوهها وعروشها ,,
فماذا بقي للخلاص؟؟
لقد ارهقنا القهر اليومي والسعي خلف احلاف ووعود كاذبة ما انزل الله بها من سلطان ,وبغداد ماعادت دار الأسلام وبيضته وحصنه بل دار الأستعباد والخوف من المجهول والخشية من سلطانها الجائر , ولو تعرف كيف نشعر بالوجل ونحن نريد السفر الى بغداد , لم نكن نحسبها ارضا عراقية , بل ارضا بعثية نجد العيون فيها تتطلّع الينا بأحتقار وشماتة , وهذا هو السبب الذي جعل الجميع ينفضّوا عنها واعني الأنفضاض عنها كرمز ..
لم يكن يمرّ يوم دون ان نجد ان الألوف تعرّضوا للفتك في اقبية سجونها الرهيبة , لذا ليس من الغريب ان ينظر الناس الى الأمريكان كمخلّصين ,,

ان الكافر اذا انتهك عشرين من ابناء جلدتك خير من ابن بلدك اذا انتهك الفا منهم .. ومن المؤلم حقا ان تكون المعادلة في دار الأسلام على هذا النحو في ظلّ غياب المساندة والدعم العربي والأسلامي ..
اكثر من خمس وثلاثين سنة ونحن نفتقد الى من يقف في وجه صدام بعد ان فشلت عشرات الأنتفاضات ومحاولات النيل منه التي قمنا بها ليقول له : كفاك تدوس على كرامة المسلمين ورجولتهم واذلال المؤمنين وقهرهم , افلا تسمّي المؤمنين الذين عفّر صدام بكرامتهم الأرض رجالا ؟
الذي سقط هو الطغيان
الذي سقط هو السلبية العربية والأسلامية التي خشيت على عروشها فأضمرت الحق واظهرت الباطل
الذي سقط هم اشباه الرجال , لا الرجال ,
بغداد باقية , وحسبها انها قهرت الرجل الذي اذلّها بتخلّيها عنه وتركه يكابد ما جنته يداه , وستقهر كل من يحاول المساس بها , واقصد بمفردة بغداد : النساء والرجال على حدّ سواء , وليس المدينة , فهي محض احجار لا تضرّ ولا تنفع

دمت لأخيك صلاح