![]()
للكاتب : أ.الخفاش الأسود
لامس الدقة هذه المرة بشكلٍ مثيرٍ وهو يقول لسعادة المذيع : إنني لا أرى إقحام القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة في المعمعة القائمة داخل الحياض اللبناني، خوفاً عليها من الهجمات الإرهابية للجماعات التكفيرية وتنظيم القاعدة ! قلت لنفسي : امش يا ولد استر عليه، ثم أردفت تعليقي الساخر بالدعاء الحار والصادق له بأن يحفظه الله للأمة كمحلولٍ ملحي يساهم في رفع الضغط المنخفض للمريض المحتضر، كان رائعاً بحقٍ، ووقحاً للغاية وهو يقول : إن الجماعات التي قامت وتقوم بتكفير الشيعة هم من القلة المتطرفة المنتسبة إلى التيار القطبي !
تنحنحت وقلت : سبحان الله، سيد قطب محسوب على الإخوان المسلمين يا أستاذ كوفي عنان، والإخوان المسلمون لا يكفرون الرافضة في الجملة، بل إن الأمة أجمعت أو أوشكت على توجيه أصابع الاتهام في تكفير الشيعة إلى جميع المنتسبين لما يعرف بالدعوة الوهابية المباركة، لكنه كان خبيثاً كعادته وهو يراوغ الجميع بصوته الثقيل المتزن، الذي يشبه صوت المذيع اللامع الرحال ماجد سرحان مايسترو القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية ال BBC، معلقاً مصائب الأمة وتكفير الشيعة على مشجب الإخوان المسلمين ! خوفاً على نفسه بطبيعة الحال من مقصلة الوهابية التي ترعاها وتباركها الدولة السعودية، والتي تحالفت مع محمد بن عبد الوهاب يرحمه الله، ولم يكتفي بهذه التحف والهدايا الفريدة، بل شن هجومه على الشيخ الإمام الدكتور عبد الله بن جبرين قائلاً : لا يعرف له سلف في مسألة تكفير الرافضة !؟
همهمت بيني وبين نفسي بالآية الكريمة ( سبحانك هذا بهتان عظيم ) ثم قلت لنفسي ماذا عن إمام الأئمة مالك بن أنس يرحمه الله، ومذهبه يلقى رواجاً منقطع النظير بين الأشاعرة ومختلف الطوائف الصوفية !؟ ألم ينقل عنه يرحمه الله قوله : الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ليس لهم اسم أو قال نصيباُ في الإسلام !؟ بل إنه انتزع من آخر سورة الفتح تكفير منتقصي صحابة نبي الله عليه الصلاة والسلام، وأثنى القرطبي والحافظ ابن كثيرٍ على تأويله الموفق للصواب .
عجبت لموقف المذيع اللبناني وهو يلتمس للمكفّرين من أهل السنة العذر، بأن تكفيرهم للرافضة قد يكون من باب رداّت الفعل لما يطرح في منتديات الرافضة ضد أهل السنة، غير أن صاحبنا كان له رأي مخالف حيث قال : هؤلاء القطبيون يثيرون الطائفية بين مختلف المذاهب الإسلامية ! وأنا كتبت محذراً أكثر من مرةٍ من تصرفات غير العقلاء من أهل السنة، أو من رداّت الفعل الطائشة لبعض الشيعة غير الحذاق !! ضحكت لهذه المفارقات الطريفة، إذ جعل الرفض مذهباً إسلامياً، سلفه في ذلك شيخ الأزهر الغابر شلتوت، ثانياً : وصم أصحاب المواقف السليمة من أهل السنة بغير العقلاء، بينما وصف خصومهم من الرافضة بغير الحذاق لأسأل نفسي هل المتحدث هو عينه الأستاذ كوفي آل عبد العزيز، أم روح مستنسخة لعبد الله بن سبأ اليهودي !؟ وكان شؤم ختامه في تلك الجلسة الثناء العاطر على دولة الرئيس نبيه بري، رئيس ما يعرف بمجلس النواب، سفاح مخيمي برج البراجنة وعين الحلوة، قائد فرق الموت التابعة لمليشيات أمل .
طلب المذيع منه كلمةً أخيرةً حيال هذه الأحداث المدلهمة : تنحنح صاحبنا موسى ليشدو بصوته محذراً من سطوة القطبيين الذين إذا دخلوا قريةً أفسدوها، وجعلوا أعزة أهلها أذلةً وكذلك يفعلون، ثم قال : ما الذي حققه القطبيون لهذه الأمة ؟ في أفغانستان أسقطوا طالبان، وفي مصر أوقدوا الفتنة التي أطفأها ولاة الأمر، وفي فلسطين لم تصل حماس إلى السلطة إلا عبر ضرب السلطة الشرعية لأبي مازن ! قاطعه المذيع : ولكن عفواً لقد حصلوا في الانتخابات على أعظم نسبةٍ، قال : على العكس من ذلك، إنهم أفشلوا مشروع السلام، ووأدوا الحمامة في بالوعة التطرف والحزبية، وقضوا على مليشيات أمل !؟ حمدت الله أنه لم يحلق فوق سفوح الجزائر، ليلعن جبهة الإنقاذ الإسلامية بحجة استعداء الجيش على الأمة ! غير أنني تذكرت أن الذين كفروا من النصارى واليهود كانوا أعدل منه وأرحم، اعترف جورج بوش بفوز حماسٍ لكنه قال : إنه لن يتعامل معها إلا إذا أسقطت خيار المقاومة ورفع السلاح ضد الدولة العبرية .
أما أولمرت رئيس وزراء دولة العدو فقد قال : لقد اختار الفلسطينيون سلطتهم، لكنني لن أمد يدي إلا لأبي مازن !
تميز الشيخ أو الأستاذ كوفي آل عبد العزيز هذه المرة ببياضٍ ناصعٍ لأسنانه التي حازت على إعجابي ورضاي الشخصي، راودتني نفسي الأمارة بالخير إن شاء الله بأن سبب هذا البياض المثير، زياراته المكوكية للبنان كضيفٍ رائعٍ على مارونيات ال LBC وأن هذه الزيارات المتكررة آتت أكلها، ونجحت عمليات تبييض الأسنان بالبلازما وأشعة الليزر وبودرة الهروين النقي .
إنني أدعو الجميع هنا إلى الحفاظ على هذا الإرث الإنساني القيم، ومتابعة أطروحاته وتقييدها في الدفتر، وتقييد صاحبها بالحبال، الشيخ كوفي آل عبد العزيز والشهير بشعبولا، سائق الباص رقم 75 خط الرياض المزاحمية، حدثني رجل أثق به وهو من كتاب الساحة العربية وكنا في مجلسٍ يضم لفيفاً من الأصدقاء والزملاء : أن المطربة عتاب أجلكم الله زارت حديقة الحيوان يوماً ما، وتوقفت أمام قفص القرود طويلاً للتأمل والفرجة، قاطعه أحد الحضور بقوله : عفواً يا سيدي، مين جالس يتفرج على مين ؟ الفنانة عتاب على القرد، أم الأستاذ القرد على الفنانة الموقرة !؟
دارت أحداث هذا اللقاء على قناة الحرة الصليبية صباح هذا اليوم ( أي يوم كتابة هذا المقال في 30 / 7 / 2006 )
***********************************************
قلت : قبح الله هذا المسخ ، فله من البلاوي والمطمات ماأجزم به أنه مدسوس .
مواقع النشر (المفضلة)