اللص يفكر وهو يرمق أحد الأدراج بجانب فراش الدكتور ثم يشير إلى الدكتور بطرف مسدسه أن يفتح الدرج
الدكتور يتصبب عرقا ويقول في رجاءٍ وألمٍ وحرقة : أرجوك هنا أوراق خاصة وعالية السرية اطلب ما تشاء لكن اترك هذا الدرج ، الأوراق التي يحتويها لا تقدم ولا تؤخر أوراق أكاديمية خاصة !!!
اللص : أقول الظاهر انك ناسي أن الذي يحمل سلاحاً هنا هو أنا ، وأن الذي يلقي الأوامر هو أنا ، وأن الذي يتلقى الأوامر وينفذ دون نقاشٍ هو أنت
افتح الدرج قبل أن أزين جمجمتك القبيحة بطلقةٍ بين عينيك وبعدين لا تنسى كلمة أستاذي
الدكتور : يزدرد لعابه بصعوبةٍ بالغة ويفتح الدرج بكل هدوء وروية ويحاول أن يساوم قائلاً : خذ الفلوس وتوكل على الله ........ يا أستاذي
اللص : انطم وقفل فمك ثم يمد يديه إلى داخل الدرج ويعبث بتلك الأوراق بحركةٍ فوضوية وأثناء عبثه وتقليبه للأوراق المبعثرة تقع عينيه على مجموعة صورٍ شخصيةٍ للدكتور
يتناولها اللص ويقاطعه الدكتور قائلاً في عصيبةٍ ورعب: لو سمحت صور عائلية أمي وزوجتي لو سمحت عيب يا أستاذي
اللص : اخرس وابلع لسانك
يقلب اللص الصور ثم تتسع عينيه في دهشةٍ وذهولٍ واستنكار أعقبها صفير طويل للغاية وشهقة عنيفة صرخ على إثرها اللص : أوب أوب أوب ، اخس اخس اخس اخس اخس
اخس واقطع يابن الكلب
يا وسخ يا قذر !!!
وعامل فيها مفكر ودكتور وأكاديمي ، وآخرتها صور إباحية شخصية ؟ .... لا وصورأطفال بعد؟
سود الله وجهك أيها الدكتور الإباحي
الدكتور في اضطرابٍ شديدٍ يمسح وجهه الذي تصفد عرقا وهو يشعر بالخزي والعار من هذه الفضيحة في هذا الوقت المتأخر من الليل
اللص يرمق الدكتور ويشيعه بنظرات الاحتقار والازرداء ، ثم يقول : ما أدري هل كل مفكري البلد على نفس شاكلتك هواة جمع الصور الإباحية الشخصية ؟
عز الله البلد راحت
قم قدامي يا حيوان ياخسيس ، ربما كنت أنا حرامي أموال أسطو على أموالكم الخاصة، لكنك حرامي أعراض ، وسطوك على الأعراض والفكر أقبح من أية عملية سطو
ثم قام بجره بقوةٍ من ياقة قميصه وهو يقول : إلى غرفتك الخاصة أيها الخسيس الإباحي
يتعثر الدكتور ويمشي الهوينا مكللاً بالخزي والعار ، ويدخل إلى غرفة المكتبة وفي أعقابه اللص مصوباً مسدسه إلى مؤخرة رأسه
في داخل المكتبة يصفعه اللص على قفاه صفعاتٍ عدة ويأمره أن يفتح أبواب الخزانات المغلقة
يقوم الدكتور بفتح الأبواب واللص يبعثر الأوراق والملفات في فوضى عارمة حتى وصل إلى الخزانة الفاخرة المصنوعة من خشب السنديان وأمره أن يفتحها ، وقعت عين اللص على الخزنة الحديدية وسأل الدكتور عن محتويات هذه الخزنة ؟
الدكتور : عقود وأوراق خاصة وبعضة أموال ومشروبات روحية
اللص : تقصد خمرة ؟؟
الدكتور : لا هي اسمها مشروبات روحية
اللص : اسمها خمرة يا حيوان ، والله حالتك حالة ، سكير ومنحرف أخلاقيا ومريض نفسيا ، افتح الخزنة يا إباحي وناولني مافيها من أموال
امتثل الدكتور لأوامر اللص صاغراً ففتح الخزنة وناوله تلك الأموال مطرقاً رأسه صامتا
يمم اللص وجهه إلى مكتب الدكتور وفتح الأدراج وبعثر الأوراق ثم وقع بصره على ثلاثة أشرطة فيديو وقال : أكيد أفلام من جنس الصور ؟
لم ينبس الدكتور ببنت شفه
وأثناء تقليب اللص للأدراج وقع بصره على البحث الذي أعده الدكتور كي يلقيه في المحاضرة التي ستقام على شرفه ، تناول اللص البحث من فوق المكتب وطواه ثم وضعه مع الأموال المسروقة
قال الدكتور مخاطباً اللص : مستقبلي على المحك ، غداً لا بد أن ألقي هذا البحث صباحا في ندوةٍ ثقافية يحضرها نخبة المجتمع
ضحك اللص ساخرا ثم قال : عسى مافيه تبادل صور في الندوة بين النخب الثقافية التي ستجتمع معها؟
البحث هذا سأتسلى به الليلة فأنا وإن كنت لص لكنني مثقف أهوى القراءة وأحب أن أشغل وقتي بها ولا أحب شغل وقتي بجمع الصور الإباحية مثل بعض الناس الأكاديميين
الدكتور : طيب يا أخي صورالبحث وخذ نسخة وعطني نسخة مستقبلي على المحك
اللص : لن أعطيك نسخةً من هذا البحث تقدر تقول نذالة ، وأنا أصلاً أبي أخرب بيتك يا منحرف السلوك
ثم قال للدكتور : سأخرج من هنا الآن لا تتحرك وسآخذ هذه الصور معي كي أبتزك بها مستقبلاً أو إذا حاولت أن تخاطب رجال الأمن أو تبلغ أحداً بهذه السرقة
غادر اللص مسرعاً الغرفة وتوراى عن الأنظار في خفةٍ مدهشة
بقي الدكتور واقفاً مكانه مندهشا مذهولاً يتصبب عرقاً من هذه الليلة الليلاء
علا صوت المؤذن فجأةً من مسجدٍ مجاور فانتفض الدكتور في رعبٍ شديد وأثناء انتفاضته خرج منه صوت منكر
قال مخاطباً نفسه: إيش التخلف هذا ما أدري متى تقوم الوزارة بمنع استعمال مكبرات الصوت في الدعوة إلى الصلاة؟؟
يعني لا زم مايكرفون ؟؟
إزعاج للناس وتخلف ورجعية كل هذا من تحت رأس ( الأغيلمةالسلفيين المأزومين )
سكت قليلا
وطال سكوته وتفكيره
وفجأةً ارتسمت على محياه أشلاء ابتسامة باهتةٍ ، مالبثت أن اتسعت قليلا ، فتح فمه في ذهولٍ مريب ، ثم انتفض صارخاً مبتهجا في جنون : وجدتها ، وجدتها ، وجدتها ، وجدتها ، وجدتها
ستكون محاضرتي غداً عن خطورة دور المساجد في تفريخ وإخراج ( الأغيلمة السلفيين المأزومين الإرهابيين وتأثير المساجد المباشر على مركزية الكون وحضارة البشر وأساسيات الحكم والنظام العالمي الجديد )
يمم وجهه شطر الخزانة الحديدية وتناول قنينية حمراء كرعها دفعةً واحدة
ثم قهقه بصوتٍ منكر
- - - - - - - - - - - -- - - - - - - - - - -- -- - - - - --
يقول إخواننا من أهل مصر الكنانة في مثلٍ مشهور( ذيل الكلب عمره ما يتعدل )
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم )............... يونس
مواقع النشر (المفضلة)