13. الأقارب :


ولعل هذا من أهم العوائق التي تقف حائلاً دون الالتزام و الهداية فنجد كثيراً من أبناء المسلمين يرغبون في التحول عن أوضاعهم والتخلص من واقعهم لكن تقف عقبة الأقارب دون ذلك فقد يكون الواحد معروفاً عند أقاربه وهو غير ملتزم ولهم حوله ملاحظات ولذا يصعب عليه التخلص منهم بل قد تجدهم يتضايقون عندما يرون عليه آثار التوجه نحو الدين والعياذ بالله ، فأهل الصدق وهم كثير _ ولله الحمد ـ استطاعوا أن يتخلصوا من هذا العائق فلا يكونوا أسبق منك إلى الجنة ، قال تعالى { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات و الأرض أعدت للمتقين } .


14. البيئة :


لا شك أن البيئة السيئة لها أثر عظيم في عدم التوجه إلى الدين ، والبيئة تختلف من مكان لآخر فالمدرسة والعمل ومكان السكن كلها بيئة تؤثر في الإنسان فقد يُعرف عن إنسان مثلاً في أي من هذه البيئات الاستهتار وعدم المبالاة فيجد صعوبة في تغيير وضعه فعندما يفكر مثلاً في تقصير ثوبه تجد أصدقاءه في هذه البيئة ينفرون منه ويؤذنه ويتهمونه بالوسوسة والعياذ بالله ولذا يُحرج منهم ويعود إلى وضعه ، فعليه بالصبر والبحث عن الرفاق الصالحين والصدق مع الله قبل ذلك ، قال تعالى { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً } .


15. المال :


قال تعالى { زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب و الفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحيوة الدنيا والله عنده حسن المئاب } .
أن الآيات و الأحاديث كثيرة في بيان فتنة المال فكم أضل المال من الناس فحب المال وزيادته وكسبه تقف حائلاً عند بعض الناس عن الهداية فعلى من كان هذا حاله أن يلجأ إلى الله ويصدق معه ويخلص النية له وسوف يعينه الله سبحانه وتعالى على ذلك .


16. المنصب :


يمتلك بعض الناس طموحاً غريباً و إصراراً عجيباً من أجل الوصول لأعلى المراكز ويضحي من أجل الرئاسة بالكثير ومن ثم إذا دخل في هذا المضمار واستسلم لهذا المنصب وجد نفسه مجبراً على التنازل عن كثير من الأمور الشرعية ليحافظ على منصبه ويرضي رؤساءه فيكون المنصب بذلك عثرة في طريقه إلى الالتزام والهداية والله المستعان .


17. الجهل :


يعتبر هذا المعوق من أعظم المعوقات لأن العلم نور والجهل ظلام فكلما ابتعد الإنسان عن طريق العلم ابتعد عن طريق الهدى والنور فالجاهل يسهل اصطياده ولذا وجب على كل مسلم أن يتعلم من دينه ما يساعده على فهمه بالصورة المطلوبة ، فكم حمى العلم من زلات وهفوات بتوفيق الله ، وكم أسقط الجهل في الهوى والشبهات والشهوات .


18.عدم بذل الجهد في التوبة :


فهناك من يعلم أنه على معصية ولكن عزيمته ضعيفة في التخلص من هذه المعصية ولو بذل الجهد لما وقع في الزلل والحل لمثل هذا استحضار عظمة الله سبحانه وتعالى وتذكيره بيوم القيامة والحساب والجزاء ، وقد جاء عن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ أن ابنه عبدالله سأله : متى نرتاح يا أبي ؟ قال : عندما نضع أقدامنا في الجنة .فنسأل الله من فضله ، واعلم أن بذل الجهد لايستغرق إلا وقت قصير ثم تتعود النفس على ذلك ، فاصدق مع الله فسوف ترى منه الخير سبحانه .


19. حب النوم :


هناك من الناس من يحب النوم حتى أصبح مانعاً قوياً أمامهم من الالتزام فإذا فكر في أداء الصلاة في وقتها حال بينه وبينها النوم وعدم قدرته على مجاهدة نفسه ، و إذا أراد أن يقيم الليل في العبادة والذكر غلبه النوم وعند تفكيره في حضور المحاضرات أو قراءة الكتب أو حفظ القرآن كان له النوم بالمرصاد ، والحل هو أن يتعود على قلة ساعات النوم مستعيناً بالله وسوف يعينه الله على ذلك بإذن الله .


20. التعلق:


هناك من يرغب في الالتزام ولكن مشكلته أنه ربط مصيره بمصير محبوبه ومعشوقه فيقف هذا المحب عقبة في طريق الهداية والالتزام ، وهذا مانع يقف أمام بعض الرجال والنساء وعلى من ابتلي بهذا الأمر أن يعلم أن محبوبه لن ينفعه أمام الله فكيف تضحي برضى الله من أجل هذا ، فتب إلى الله وارجع إليه والتائب من الذنب كمن لا ذنب له .


21. إدمان الصحف والمجلات:


فبعضهم لايستطيع قراءة القرآن ولا كتاب مفيد فشهوة قراءة الصحف و المجلات تمنعه من ذلك ، ولا تطيق نفسه قراءة آية واحدة من القرآن أو كتاب صغير أو رسالة صغيرة ، وعلاج هؤلاء أن يستعينوا بالله وسوف يشرح الله صدورهم ويبدلهم خيراً من ذلك .


22. التهديد بآثار الماضي :


هناك من الشباب من يعاني من آثار سيئة في ماضيه حيث التقطت له صور مع عاهرات وساقطات أو في حفلات غنائية أو غير ذلك ، فعندما يفكر في الالتزام والتوبة يقف ماضيه عقبة في سبيله فقد يهدده أصدقاء الماضي بفضحه واتهامه بالنفاق وعندهم أدلة على ذلك فيستسلم خوفاً من الفضيحة في الدنيا وهذا العائق ليس عذراً ينفعك أمام الله و إذا حدث وقدر الله أن يفتضح أمرك فاعلم أن هذا ابتلاء من الله ليختبر مدى صدق توبتك وهدايتك ، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ... ) .


23. الشهرة :


ليعلم المسلم أن الشهرة مهما طالت فسوف تزول ، فالفنان عندما يكبر سنه سينساه الجمهور ، واللاعب أيضاً كذلك سوف ينسونه كما نسوا غيره لأن ماكان لغير الله فسوف يزول وينتهي ، فعلى من اشتهر وكانت شهرته في غير مرضاة الله أن يرجع إلى الله ويتوب إليه ويستغفره ويسلك الطريق الصحيح المستقيم إلى الله سبحانه وتعالى .


24 . الكمبيوتر :


وهو سلاح ذو حدين فمن استخدمه في الخير فهو خير ومن استخدمه في غير ذلك فعليه بتقوى الله وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) ، واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن المرء سيسأل يوم القيامة عن عمره وعن شبابه وماله وعلمه ، فبأي وجه ستلاقي ربك ؟ وما هو عذرك الذي سوف تحتج به عندما يسألك عن هذه الأوقات التي أضعتها ؟ قال تعالى : { وقفوهم إنهم مسئولون } .


هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .