ابدا مع تركي...



--------------------------------------------------------------------------------

شيء ما..
أديب التواضع



تركي الدخيل
رحل أحد الكبار بوفاة نجيب محفوظ رحمه الله.
وعند الحديث عن رحيل الكبار، لست من أنصار الرأي الذي يتحدث عن تناقص أعداد الكبار والعظماء، كلما انتقص الموت واحداً منهم، لأن الأمة التي أنجبتهم قادرة على إنجاب أمثالهم، وزيادة.

فقط علينا أن نراعي أن لكل جيل ثقافته وتفاصيله واهتماماته.

كان أميز ما في شخصية الراحل الكبير في تقديري بالإضافة إلى علو كعبه أدباً وفناً، وما تركه من رصيد ثري في القصة والرواية، ذلك التواضع العظيم الذي لازم شخصية نجيب محفوظ، فهو، رغم أن له القدح المعلى في الرواية في مصر، فناً وتجديداً، إلا أني لم أقف على تصريح مكتوب، أو منطوق له، وهو يمارس فيه غطرسة، أو تعالياً، على الناس، أو القراء، أو المتلقين.

لقد أدرك الراحل الكبير عليه رحمة الله، أن قيمته، كما قيمة كل كاتب، ليست، إلا بجمهور قرائه، ومجموع محبيه.

إن الناس هم القيمة الحقيقية، للأديب، والصحافي، والإعلامي، بل والمسؤول والسياسي، ورجل العلم، والدين.. ومجرد دخول أي أحد من هؤلاء في طريق التقليل من قيمة الناس... هذا الطريق المظلم، هو أول مسمار في نعش هذا الشخص، على صعيد قيمته المعنوية.

فرحم الله نجيب محفوظ الحائز على جائزة التواضع، قبل جائزة نوبل للآداب.


http://www.alriyadh.com/2006/09/02/article183598.html