



-
ربيع الحرف
الحكم الفاشي ضد حميدان التركي
د. نورة خالد السعد
وصدر الحكم الجائر من محكمة أمريكية على المبتعث السعودي حميدان التركي بالسجن ثمانية وعشرين عاماً وبعدها إذا لم يعترف بذنبه فيحكم بالسجن مدى الحياة!!
عمر حميدان الآن (37 عاماً) والاتهامات كاذبة وحتى لو حدثت من قبل أي شخص غير أمريكي يعيش في أمريكا فإننا نتوقع أن العقوبة لن ترقى لهذا المستوى من الظلم.. والمضحك أن من تدعي العدالة والانصاف للخادمة تمارس من خلال جنودها في أفغانستان والعراق وبسلاحها في فلسطين ولبنان أقبح وأسوأ أنواع الجرم الفاشي الحقيقي!!
صورة هذه الدولة في العالم ولله الحمد أصبحت تماثل البشاعة والاجرام وصور رئيسها بوش في معظم المظاهرات التي نددت بالحرب في العراق أو الهجوم على لبنان أو فلسطين تصوره (نازياً)!!
ومعه كونداليزا رايس ورامسفيلد.. الأوروبيون هم من وصفه بهذا وليس نحن الذين نعيش في ظل اتهامه لكل مسلم أنه إرهابي والآن التهمة أن هناك فاشية إسلامية!!
ترى لو أن أمريكياً ارتكب جريمة قتل في مجتمعاتنا هل سيقتل أو يحكم عليه بالسجن المؤبد؟؟ لو أن هذا حدث فإننا نتوقع الآلة الإعلامية الأمريكية تشعل قنواتها وكتابها وتابعيها في كل مجتمع عربي!! أن يفتحوا النار على هذا الحكم الجائر ضد الحمل الوديع، هذا الأمريكي المتحضر!! ولنا نموذج في الهجوم على الفلبين قبل أعوام عندما حكمت على شاب أمريكي عاث فساداً هناك!!
إن ما حدث للمبتعث السعودي من اتهامات كاذبة وضحها المبتعث شخصياً ونفاها وأنحى باللائمة (على التحيز ضد المسلمين) الذي اعتبره سبباً في ملاحقته ومقاضاته، هذه باختصار قضية حميدان ضحية العنصرية الأمريكية ضد المسلمين واتهامهم بالإرهاب والصاق جميع التهم بهم كي يبرروا هذا الاجرام الذي تمارسه الإدارة الأمريكية ضدهم..
يقوم بوش الآن بتحريض الرأي العام الأمريكي الذي بدأ يرفض استمرار الوجود الأمريكي في العراق، وتفتقت الذهنية الإجرامية في فريقه عن مصطلح (الفاشية الإسلامية)!! ولا نعرف ما القادم الذي سيظهر في هذا الهجوم السافر على الإسلام والمسلمين؟؟ وإلى متى سيستمر صبر المسلمين في عمومهم وليس القلة التي تقوم بما يطلق عليه (بوش) إرهاباً!؟ بينما يغض الطرف عن الإرهاب الدولي الحقيقي الذي تمارسه إسرائيل في فلسطين يومياً!! وفي لبنان على مدى 34 يوماً!!
إن ما جاء في كلمة الرياض يوم الخميس 7 شعبان خير وصف لما هي عليه الإدارة الأمريكية اليوم.. والسؤال.. إلى متى سيستمر هذا السيناريو القاتل والمرعب؟!
وفي جانب آخر.. ما المطلوب من المحامين السعوديين الآن والمسلمين أيضاً نصرة لحميدان التركي هذا البريء الذي ينضم إلى فريق الأبرياء المعذبين في جوانتاناموا؟! وأيضاً ما المطلوب من مجلس التعاون الخليجي لهذا المواطن الخليجي؟؟
ثم ما المطلوب من إدارة الابتعاث وخصوصاً أن هناك أعداداً هائلة من المبتعثين السعوديين من الجنسين صغار السن، لم يتم توعيتهم على هذا الانفتاح هناك، وعلى هذا النموذج من التعامل مع السعوديين على وجه الخصوص في مطارات أمريكا وفي مناخها العام؟! حدثتني إحدى الزميلات التي عاشت في أمريكا عشرين عاماً قبل عودتها للحياة هنا ولكنها تضطر للذهاب سنوياً لوضع ابنها الصحي ورغم أنها بعيدة كل البعد عن أي نشاط ثقافي سواء هنا، أو سابقاً هناك!! إلا أنها تعامل معاملة غريبة عند دخولها إلى المطار حيث تبقى هناك لمدة ست ساعات بعد اخضاعها للتفتيش الدقيق!! حتى إنهم في إحدى المرات حاولوا منعها من اصطحاب جهاز الكمبيوتر المحمول معها إلا بعد اجراء مسح لكل محتوياته!!
ورفضت بالطبع.. والسبب أنها التزمت بالحجاب!! إذاً هي قضايا مرتبطة بالدرجة الأولى بمحاربة كل ملتزم ومتدين واتهامه بالإرهاب أو البحث عن من يدبر له هذه القضايا.. كما حدث مع خادمة حميدان التي تم إغراؤها بالمال وتصريح الاقامة لتكذب وتزور!!
مطلبنا هو حماية حميدان التركي، فهو مواطن وبريء وحماية جميع من يتم ابتعاثه، أو حتى عدم ابتعاثهم إلى أمريكا إلا إذا التزمت بحسن التعامل معهم فهم ليسوا شحاذين جاءوا إليها، بل ذهبوا مبتعثين يدفعون رسوماً عالية تسدد النقص الذي حدث في ميزانية جامعاتها.. وكان الأولى أن نثري جامعاتنا هنا ونبقيهم هنا يدرسون بين أهلهم وذويهم ولا يتم الابتعاث إلا للدراسات العليا وإلى جامعات غير الجامعات الأمريكية.. فما يحدث الآن هو عملية اجرام في حقهم وحق وطنهم..
http://www.alriyadh.com/2006/09/03/article183632.html
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)