بعض الجمل المعلبة ، التي يتهيأ كل ذكي وغبي ، عالم وجاهل ، لإطلاقها في وجهك ، حين تبيين الحق له ، بالنصح باللين ، أو الرد بمقتضى الحال إن أصرّ على الخطأ ( سلاما ... إذا نطق السفيه فلا تجبه ... وأعرض عن الجاهلين ... يزيد سفاهة وأزيد حلما ... كثرة الحساد دليل النجاح ... القافلة تسير والكلاب تنبح .... إلخ إلخ ) طيب ياحبيبي إذا كانت هذه القافلة محملة بالقرف وقلة الأدب ، فهل الصيحة عليها من كلب - وانتم بكرامة - ، أم من عاقل ناصح ؟!!
هاكم الأخرى ( كثرة الحساد دليل النجاح ) يالها من حالة مستعصية حين يهب الناصحون يعظون أحمقا رأى أنه قد بلغ مبلغا من العلم ، فأخذ يبصق في أسماع البعض شيئا مزعجا يسميه ( فتوى ) وهي والله ( بلوى ) ، ثمّ تراه يبتسم في شبه اطمئنان ، وقد أحس بشيء من الحبور ، ولسان الحال ( كثرة الحساد دليل النجاح ) !!
ليس كل من استشهد بهذه المقاطع يعبر باستشهاده الواقع كما هو ، يقول لك أحدهم ( إذا نطق السفيه فلا تجبه ) وهو مغموس في مستنقع السفاهة ، وآخر يقول عن معارضيه - من العقلاء حقيقة - ( وأعرض عن الجاهلين ) والجهل برأسه متلبّس ، وبقلبه متأسّس .
الأحمق يبقى أحمقا ولو حشد الشواهد ، إن شاء الله بالسّند ، يبقى أحمقا ، ويبقى محبا للشهرة ، ومفتونا بحب الظهور ، ومصابا بجنون العظمة ، يحسب أنه يسير كما يسير العظماء ، وأن اخوانه الذين يعظونه وينبهونه ، وينصحونه إنما هم تلك الكلاب التى سمعها في ذلك المثل الذي سمعه يوما ( القافلة تسير والكلاب تنبح ) وماعلم المسكين أنه متجه إلى حفرة عميقة نهايتها مستنقع مميت ، وأن من يحسب أنهم كلاب تنبح إنما هم ينبهونه لئلا يقع ، فهلا انتبهت يالكع ؟
وصلى الله على الحبيب وسلم .
مواقع النشر (المفضلة)