قبل عشرين سنة كنت في رفحاء وأعرف اهلها كلهم والجيران بينهم من الحب الشيء الكثير واتذكر في حارتنا اللي بالسوق العراقيين يجون من العراق وينوخون بعارينهم وحميرهم قريبا من منزلنا ومعهم من الطعام وانواع الاكل ما لا نعرفه وكانوا يعطونا اشياء يازين طعمها ( او نلطش منهم بعض الاحيان) وكانت الحياة مع بساطتها الا انها مليئة بالحب والتقديرواذكر على سبيل المثال من المعروفين بالسوق من التجار(سليمان الحضرمي ـسويلم السكاكي ـ عبدالله الغامدي ـ سالم الزهراني ـ عبد العراقي ـ سويف العراقي ـ محسن عمارة العراقي ـ صالح الوشمي ـ عبدالله الجاسرـ حمد الخضيري ـ حمد الاحمد ـ ابراهيم الاحمد ـ السواجي ـ خلوفة الجنوبي ـ علي العلياني ـ محمد الجبلي ـ محمد العمري ـ محمد السويد ـ ومحمد المنديل ـ وابراهيم المنديل ـ وغيرهم )
والكثير من الاعيان في ذلك الوقت الذي قامت رفحاء على اكتافهم وانعشوها بالتجارة وكان لهم الفضل بعد الله في استقرار البادية ونزوحهم الى رفحاء
والان للأسف مريت رفحاء مرور كرام وما عرفت احد من اهلها العيال كبروا وصاروا بالوظائف الحكومية وتركوا التجارة والشيبان اكثرهم ماتوا رحمهم الله
ومع هذا اختفت كثير من المظاهر الجميلة التي كانت تتميز بها رفحاء مثل...
كان العيد في رفحاء يفرش بالشوارع وكل واحد يجيب العيد حقه وتجتمع الناس في محبة ووئام..والاطفال يذهبون الصباح الى البيوت المجاورة لطلب العيدية ويرجعون وقد ملأوا حقائبهم بحلاوة العيد
كانت مظاهر العيد ظاهرة من صوت المفرقعات النارية البدائية... والصور الفوتوغرافية السريعة ذكرى جميلة مع الاصدقاء قرب دلة او شجرة او سيارة جديدة
الجلسات العائلية تملؤها المحبة الصادقة وتبادل الاحاديث السطحية التي تضفي جمالا على صباحية العيد
صلاة العيد لا تفوت حتى الذين لا يحافظون على الصلوات المكتوبة بالثوب الجديد والغترة والنعال
وجميع الاطفال لا تخلو جيوبهم من بضع ريالات يرى انه ملك الدنيا بملكها بل يحاول ان يراه الجميع وفي جيبه الريالات اما اليوم الخمسين والمائة لا تكفي الصغار
ومن العادات المندثرة في رفحاء كان الشباب يذهبون ليسلموا على الكبار في منازلهم سيرا على الاقدام ليستمتعوا ببهجة العيد واليوم السيارات هي المطية التي لا يستغني عنها احد لتذهب بهجة العيد عند شبابيك مقفلة واغان صاخبة تتكلم عن لوعة الفراق وأسى البعاد
ايها الاحبة لنعيد للعيد بهجته من خلال...
اسعاد الاطفال.....دوي المفرقعات النارية....الصور الفوتغرافية الجميلة....الجلسات العائلية...ان يضع كل واحد منا سيارته جانبا ويسير على اقدامه يسلم على من رآه في الطريق ....نزور كبار السن والشيوخ والمسئولين....نترك العادة القبيحة من النوم نهار العيد......نعيد للشارع كرامته ليكون منزلا لكل الناس يتحابون فيه لا فرق بين مسلم وآخر....نحافظ على صلاة العيد مع المسلمين...نحيي حفلات الشواء والطبخ والحلوى...لنعيد الى انفسنا الفرحة بعد ما عركتنا الحياة بهموم لا تنتهي من مآسي للمسلمين هنا وهناك..وديون اثقلتنا...ومشكلات ارّقتنا...وذنوب كبلتنا...اقول يشرع لنا ان نفرح ولو في يومين في السنة ننسى فيهما كل ما يعكر علينا صفو هذين اليومين عيد الفطر والاضحى
مواقع النشر (المفضلة)