[align=right]مع حبّي الشديد للشيخ سلمان العودة وفقه الله ، وقد دافعت عنه في عدة مقالات وبقوة ، إلا أنني لاحظت أنه ومجموعة من أهل الخير يستخدمون أسلوب التدريج مع الشعوب ، حالهم كحال الحكام مع شعوبهم ، طبعا لم ولن يلتفتوا إلى نصيحة ناصح ، أو هجوم ، فالنصيحة ( رأي ) و الهجوم يُسامح عليه ... مع الإستمرار على المنهج ، أقول هذا الكلام وقد جلست مع الشيخ عشرات المرّات وأسمع كلامه وأطمئن إلى كثير منه لكني لم أقتنع بالأسلوب الذي ينتهجه الشيخ مع المخالفين ، وتلك النرجسية العالية ، واللين المبالغ فيه حين الحكم عليهم أو على نتاجهم ، أحترم ذلك الرأي الذي يركز على وضع الامور في نصابها وحجمها المناسب ، لكن الذي أراه الآن وأعايشه أننا بالغنا في تهميش هذه الامور ( الصغيرة ) أو ( الهامشية ) كما يقال .
أحب أن أكون صريحا من الآن ، لاأستخدم أسلوب التدرج في الإنفتاح كما يعمله الشيخ سلمان العودة وغيره مع المتابعين لآرائهم وفتاويهم - باعترافهم - ، الشيخ منهجه الأساسي هو التركيز على الأمور المجمع عليها ، قال وفقه الله ذلك من البداية : ( فلدينا من أولويات العمل وضروريا ته ، ومساحة الدين العريضة المتفق عليها ما يستفرغ كل طاقاتنا ، ويستوعب كل جهودنا ) وأرى أن الشيخ بدأ يطبق هذا الامر فعليا وبشكل واضح وصريح خلال المدّة الماضية ، ولن يلتفت إلى الأصوات التي تدعوه إلى الدخول في الجهاد أو الحرب أو سموه ماشئتم ضد موجة التغريب والفساد وغيره الموجه إلى بلدنا ، لماذا ؟!! لأننا كحزمة من أذرعة النخل إن شد عليها تفرقت ، ذكر هذا في احدى جلساته وذكره في ذكرياته التي يكتبها في مجلة الإسلام اليوم ، وكلامه - وفقه الله - صحيح 100 % فأهل العلم هم الذين في الواجهة وإن حدث شيء لهم فإن الناس يتفرقون عنهم ، ولن يقدروا إلا على الدعاء .
أنا الذي أطمئن إليه أنه حين وجود المعصية فلا مداهنة ، ولايعني هذا سوء التعامل ؛ بل نتعامل باللين الذي لايشدنا إلى المعصية ، هل من المعقول أن يكون رد العودة وغيره على موضوع طاش ماطاش ، وأثناء الضجة الحاصلة ضد المسلسل هو : بأنه من المتابعين له ؟!!! كذا بكل بساطة !! العالم ليس بعلمه فقط ولابفكره ؛ بل بتقواه والحرص على عدم جرح مروءته ، ووضع الامور في نصابها ، وحتى لو كانت هذه الامور هامشية وليست من تلك المساحة الواسعة المتفق عليها ، بفصيح العبارة ( بعيدة عن وجع الرأس ) ... والمصيبة أنهم لم يتركوا من أظهروا الغيرة والإنكار ضد المسلسلات وشأنهم ، بل هاجموهم وتعاملوا معهم بتعال واضح ، طيب ياأخي اتركوهم ينكرون وبرؤون ذمتهم ، وبدلا من أن تولوا وجوهكم إليهم وتنتقدوهم ، ولوا وجوهكم إلى تلك المشاريع التي تجلب العزة والتمكين .
أخيرا كلامي ليس فيه تجريح للشيخ فأنا - يعلم الله - من المحبين له ، لاأقول هذا الكلام لإثبات شيء وإنما لكي لايفسر كلامي ويحمل على غير ماقصدت ، الذي أقصده أننا جميعا في طريق واحد ، وأعتقد أن الأمر الهامشي فعلا هو الرد على مجموعة من أهل الغيرة الذين هاجموا المسلسل ، اتركوهم وشانهم هم أحرار ينكرون ماهو منكر حقا .
مع كامل مودتي وتقديري لك أخي القنديل ، والإختلاف لايفسد للود قضية أبدًا بإذن الله ، وإن زللت في شيء فأستغفر الله العظيم وأتوب إليه .[/align]
مواقع النشر (المفضلة)