الساحة العربية : الساحات الساحة السياسية شاهد عيان على أحداث كلية اليمامة .. مدني .. الكرة في ملعبك الأن !!

أبو طارق 27-11-2006 23:49


كنت من ضمن الحاضرين للمسرحية المزعم إقامتها اليوم الأثنين في كلية اليمامة وهي تحمل عنوان (( وسطي بلا وسطية )) ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي التي تنضمه الكلية .

حضرت في تمام الساعة العاشرة .. ولكن تأخر العرض حوالي نصف ساعة ! ، جلست خلال هذه الدقائق أتأمل هذه القاعة التي أدخلها للمرة الأولى .

كانت قاعة فخمه ، النساء كن حاضرات ولكن ليس بجوار الرجال إنما فوقهم بطريقة دائرية ............................ !

فجأة !!

بدأ العرض المسرحي ولكن ما هي إلا ثواني إلا وقفز شاب وبدأ في تحطيم ديكور المسرحية ! وسط ذهول الحاضرين ، عندها تدخل رجال الأمن لإخراج هذا الشاب وإنهاء المشكلة ، ولكن ما حدث خلاف ذلك ، فقد تدافع عدد كبير من الشباب المتدينين نحوه لنصرت أخوهم وسط صيحات التكبير والتهليل ! .

بدأ الوضع يتوتر ويأخذ طابع الحده من قبل الطرفين ، الأول هم من أشغلوا فتيل المشكلة ، والثاني هو من يريد أن يعرض المسرحيه مهما حدث ، وفي وسط هذا الغليان ، خرج الممثل (( حبيب الحبيب )) في طريقة لا تنم عن وعية وقام بإستفزاز الحاضرين بطريقة لامه عليها جل الحاضرين ، مما ضاعف المشكلة التي كادت أن تنتهي عندما قال أحد المنظمين أن المسرحية قد لغيت بمكبر الصوت ، ولكن حركة الحبيب الغير مسؤولة زادت من حدت التصادم ، مما دفع رجال الأمن إلى إطلاق الرصاص في الهواء بغية فك هذا النزاع وعدم تفاقمه .

خرج هؤلاء الشباب وعلى محياهم فرحة النصر ، فقد تحقق ما كانوا يصبون إليه وهو إيقاف المسرحية ، ولكن ظلت ألسنتهم تكفر الحاضرين وتقول أيها الكفرة يا محلدين ، ولم تغب كلمة اليبرالية من كلماتهم ! ، بل قد قام أحد هؤلاء بفعل حركة وقحه وهي عبارة عن إشارة باليد يسميها العامة (( يصوبع )) .

لاذ هؤلاء الفتيه بالفرار في ظل العدد القليل من رجال الأمن ، ولكن استمرت المشكلة داخل القاعة ، حيث قفز شاب قيل - والله تعالى أعلم - أنه مخمور وطارد النساء وقام بتصويرهم ! ، مما دفع القائمين إلى محاصرته ومطالبته بالجوال ، ولم تسلم هذه المشاده من ضرب وركل .. ! .

في الخارج ....... خرج الناس خائفين على مركباتهم من التهشم والتحطيم ، ولكن الله سلم ! ، فلم يحدث شيء من هذا كله ، وفي هذا الأثناء تدافع رجال الأمن وطوقوا المخارج كلها ، ولكن هيهيات ! ، فقد وقع الفأس بالرأس ولم يتم القبض على أي شاب مما أحدثوا الشغب .

عدت إلى منزلي ، ولله الحمد والمنه ، فلم أصب بشيء بل حرصت على أن أكون خارج هذا العراك كله .

حول الحدث .................... !

إن ما حدث في محاضرة الدكتور الغذامي بالأمس و اليوم في مسرحية وسطي بلاوسطية وما حدث من قبل في محاضرة الدكتور المزيني في النادي الأدبي في الطائف ، لا هو أكبر دليل على الصراع الثقافي الفكري الذي تعيشه المملكة ، ففي ظل عدم تكافؤ الفرص والإنفراد بالإعلام ، وتغيب طرف وإحضار الطرف الآخر بالقوة ، فكانت هذه هي النتيجه الحتميه لهذا التصادم .

إن عدم وعي المسؤولين في الإعلام السعودي خطر ما يقومون به ، يزيد الوضع خطوره ، فالغليان الذي نراه في مظاهره و محافل كثيرة من البلد ، تجسيد حي لما قد يدفع الأمر إلى ما هو أكثر من ذلك ! .

فأني أعتقد أن العمليات الإرهابية والتخربية التي جرت في البلد قبل مده سوف تعود ، وهذه المرة بحجة العلمنة وانتشار المعاصي والفسق والفجور ! ، فلماذا تسعى وزارة الإعلام على بث هذه الروح الإعدائية وخلق جو يهدد المملكة من الداخل ؟ .

إن الإعلام وسيلة تغيير ، فمتى ما قذف الإعلام بثوابت المجتمع ولم يراعي نفسياته ، فهو يتصرف بلا تعقل ، فعلى القائمين على الإعلام إعادة النظر في كثير من طرحهم ، مع المحافظه على جودة ما يقدم والرقي بالفكر والثقافة .

إنه لمن المؤسف أن يتبادل أنباء البلد الواحد ، والملة الواحدة تهم تشق عصى البلاد والعباد ، فهل من منقذ لهذا الخطر المحدق ؟؟ .

ملاحظات

- الشباب هداهم الله وأصلحهم ، قاموا بتخريب المنظر العام لهذه التظاهرة ، وعكسوا صوره غير حضارية عن الإسلام لدى الحاضرين ، مما دفع بعض الجهلة بأن يسب هذا الدين ويلعنه !! فلا حول ولا قوة إلا بالله ! .

- تعجبت أن هؤلاء الشباب يعصون كلام عدد من المشايخ الكبار الذي كانوا برفقتهم ، فلم تكف ألسنتهم على ضرورة ضبط النفس والتوقف عن هذه الشغب ، ولكن العصيان كان ظاهر من هؤلاء الفتيه !! .

- لا شك أنهم كانوا منظمين ! ، وإلا من يفسر هذا التخطيط المدبر من قبلهم للفرار ؟؟ فلم يتمكن رجال الأمن إلا من القبض على أناس لا ناقة لهم في القضية ولا جمل سواء أنهم ملتحين ومقصري ثيابهم !! .

- إن التصرف الأعوج من قبل بعض الجمهور ، وطبلة كلية اليمامة تحديدا ً، بحيث أقدموا على التعارك مع هؤلاء ، فكأن من باب أولى أن يكونوا أكثر هدوء ورقي كما تعلمهم كليتهم ذلك !! .

- (( الله أكبر )) كم هي كلمة جميلة ، وتشعر المسلم بالعزة والمجد ، ولكن هل غاب هذا المعنى عن الحضور وهم يقابلون هذه الكلمة العظيمة بـ (( أأااااوووووووووووه )) !! .

- (( حبيب الحبيب )) مثال حي على سطحية فكر الممثل السعودي ! .

- تعجبت من تجاهل الكلية دعوة الإسلاميين لإحياء الندوات والمشاركة فيها ! ، فهل بعد هذا نسمي هذا الأسبوع بأسبوع الثقافة ؟؟ بل هو إقصاء واضح يزيد من مشاعر العداء بين ابناء المجتمع - مع الاسف ! - .

- هل أجد من قبل الدكتور إياد مدني أو المسؤولين في الإعلام تفسير لا يأجج المشاعر ، بحيث يخرج ويقول (( هذا عمل لا يقوم به إلا المتشددون )) !! ، فهل نسي الدكتور أنه بسياسته العامة قد خلق هذا التشدد وغذاه من خلال طمس كل من ينتقده ويعارضه ؟؟ أتمنى ألا يفعله ! أتمنى ... ! .

في الختام

هذا درس ولكن متى نفهمه ؟؟ متى نعي أننا ننزلق إلى الهاوية من خلال هذا الصراع الفكري والثقافي ؟؟ هل لا تسمى الثقافة ثقافة أو الفكر فكرا ً حتى نسخر من الآخر ونغيبه من خارطة المجتمع ونبدأ في نبذه كل هذا لأنه لا يوافق هوانا ؟؟.