[align=right]وفي الدنيا حياة واحدة ترسم لي السرمدية (الجزء الأول ) : أمتي ! أمل يقتله الواقع !
http://www.rafha.com/vb/showthread.p...922#post144922
أولا : أعتذر عن الإنقطاع .
ثانيا : أكمل معك أحبتي السلسلة .
وفي الدنيا حياة واحدة ترسم لي السرمدية (الجزء الثاني ) : العادة والأخسرون أعمالا !
نعيش حياة ذابت فيها أعمالنا بأوقاتنا ، وضاعت فيها أنفسنا بعاداتنا ، خلط سبّب سترا وغطاءً يحجب عنا سبيل الحق ، ورؤية الحياة المثالية التي يجب أن نعيشها ، ونقطع أعمارنا متحلين بكسائها ، وهو ( أي الخلط الذي ذكرته ) فوق أنه سبب سترا ؛ فإنه كذلك فَتْحٌ لِسُبُل شريرة وُجِدَ لها دعاة يدعون إليها ، يملكون من المغريات الملهيات مايَجِل عن الحسبان ، ويزيد عن العد ، ويفوق الوصف ، نعوذ بالله من جلد الفاجر وعجز المؤمن .
نعم ... فُتح لدعاة الشر الأبواب على مِصراعيها ، عَمرت أسواقهم وصارت دائرة ، في حين اندثرت أسواق الحق وأهله وصارت - مع بالغ الأسف - بائرة ، فحلت الغربة على أهل الإيمان ، وأصبحت الحياة مثل اللجة - كما يُقال - يعلو فيها الفارغ ويرتفع ، وينزل الممتليء إلى القاع ، فغرنا ارتفاع بعض الأمور التافهة أو حتى المحرمة ، ومارفعها والله إلا جَلد أربابها وعملهم من أجلها ؛ فانغمسنا فيها ، وانشغلنا بها ، لانبالي معها ماذا قِيل عنها من دعاة الحق ، وماذا ضاع منا بممارستها ، والمصيبة أن هذه الأمور - من التوافه والمحرمات - وُجد من يُقننها ، ويُضفي هالة حولها ، فيجعل من اللاشيء شيئا ، ومن التافه السّهل أمرا عاليا ، وقِمّة تشرئِبُّ لها الأعناق ، وتتعلق بها الأبصار ، وتتمنى أجيال أن تصل إليها ، وتكون من أسيادها ... وهي تافهة ! وقد تكون مُحرّمة .
لم يستطير هذا الشر ، ويشملنا هذا الضرر إلا بجلد أربابه ، وقوة شخصيتهم ، دعونا من رؤوسهم ، وأصل تلك الأسواق ومنشأها ، والداعمين لها ... إلخ إلخ ، وإنما نفتش حولنا ، وننظر كيف استحل البعض حُرُمَات ، وتساهلوا بمرور الأوقات مداهنة لأنفسهم الامارة بالسوء أولا ، وإعجاب بطريقة عيش فاتنة ثانيا ، وضعف أمام أناس ربما بلغوا مركزا معينا ، أو مرتبة عالية ( ولو في أمر ديني ) ، لهم من قوة الشخصية ، وشدّة الجُرأة ، مايقدرون عبرها على جذبك إلى جانب مظلم من حياتهم ، مخالف لشرع ربهم ... وأتحدى أن يُقطع حَديثهم بكلمة : مالذي يُحِل ذلك لكم ؟!!!
أقف متأملا ومتألما من سيرنا في هذه الحياة ، وافتتاننا بضياع أوقاتنا ، وإعراضنا عن النصيحة الحقيقية ، والتي تكون حقا مرآة تكشف لنا حقيقة الجانب المظلم من حياتنا ، وكيف أنه سيطر علينا حتى اعتدناه ، كنا يوما من الأيام نخفيه ، واليوم نُبديه ، وفي الحقيقة : أن ماكان البعض يوما يعدونه من ذنواب الخلوات ، صاروا يجاهرون به ... هذه هي الحقيقة ، إضافة إلى أن البعض لايبالون بالحق ، ربما لأنه جاء من ضعيف شخصية أو من أحمق أو من شخص يسهل الرد عليه بأنه يخطيء كذلك ... وتضيع النصيحة وتقبلها عمْدًا في زحام هذه الأعذار المُعلبة ، وليست المعاصي - أيها القاريء الكريم - هي الكبائر فقط ، نحن ضعنا ياقوم في مشاهدة الدشوش ، وسماع الغناء ، بل والسماع للنشيد بهدف الطرب ، وهجر القرآن ، ورؤية الصور المحرمة في الجرائد ، وإهانة اسم الله - عز وجل - ، والغيبة ، والحسد ، وقذف الناس ، واتهامهم .... إلخ إلخ إلخ ، محرمات يكتب لنا إن اقترفناها السيئات ، ثم نتبجح بكل برود بأن الله غفور رحيم ، وأن رحمته سبقت غضبه .
هل تأمنون مكر الله ؟!!
قال تعالى : ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )
وصلى الله على الحبيب وسلم .[/align]
مواقع النشر (المفضلة)