[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي أعضاء وزوار المنتدى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد :

.. في حديث خاص : ( أم تتحدث عن أولادها الخمسة ) ..[/align]



[align=justify]مررت بطريق كثيراً ما أتردد معه ، وبسبب ذلك حفظته عن ظهر قلب ، لكن في أحد الأيام استوقفني منظر لم أعتد على رؤيته ، منزل مفتوح على غير عادته ، إنه .. منزل تلك الأم التي لديها خمسة أولاد ، وكم يحب الجميع تلك الأم فقد كانت أماً لكل أهل ذلك الحيّ ، قلت : ربما هناك أمر مريب ، أو أنه يكمن سر عجيب ، دخلت بعدما قرعت الباب ، فإذا بي أسمع صوت بكاء وأنين ، نظرت يمنة ويسرة لا أرى أحداً ، هممت بالرجوع ( فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) ، إذ بصوت يدخل الأذن بلا إذن ، تعال يا بُني رجعت مهرولاً وبسرعة ، دقات وخفقان قلبي تسابق خطوات قدمي ، يا له من مشهد .. إنها تلك الأم جالسة لوحدها ، تبكي وقد طأطأة رأسها ، سلمت عليها فردت ، سألتها عن حالها فأجهشت ، أخبريني أيتها الأم : مالقصة ؟ هل تشكين من علل وأمراض ؟ سأجلب لك الطبيب في اللحظة ، قالت بعد سكوت قاتل : لا هذا ولا غيره لا تذهب بعيداً ، علّتي في أولادي ، وسقمي من أبنائي ، لي معهم شأن وأمور ، تكررت مأساتي في كل العصور ، لا تتحد طباعهم ، و تختلف أخلاقهم ، مع أنهم شربوا من لبن واحد ، وعاشوا في كنف بيت واحد ، ألهتهم الدنيا عن تفقد حاجتي ، مع أنهم هم المحتاجون إليّ ، وشغلتهم الدنيا عن خدمتي ، مع أني خيرَ معين لهم ، فأما الابن الأول : فهو أحسنهم يأتيني كل يوم ويرتدد عليّ ويجلس معي .. فكم هو ابن بار ، وأما الابن الثاني : فلا يأتيني إلا من فترة لفترة ويقدم الاعتذار الحار ويطلب مني العفو والصفح .. وتعرف قلب الأم ، وأما الابن الثالث : فإنه يزورني في أغلب الأحوال لكنه دائماً شارد الذهن يدخل ويخرج من عندي وهو مازال في سرحانه .. جسد بلا روح ، وأما الابن الرابع : فإنه يأتي مستعجلاً يسلم عليّ ويخرج بسرعة لدرجة أني لا أقدر أن أميّز ملامح وجهه .. وكأن أحداً يطارده ، وأما الابن الخامس : فمنذ أن تزوج لم أعد أراه لم يكلف نفسه يوماً من الأيام أن يأتي لزيارتي فلست أدري أيّ سماء تظله وأيّ أرض تقلّه ، يا له من عقوق .. نعم .. إنها الأم وأعني بها ( الصـــــــــلاة ) بجامع الرحمة بينهما فالأم ترحم صغارها وتعطف عليهم والصلاة كذلك هي رحمة للمؤمنين أو لسنا حين ندخل المسجد نقول ( اللهم افتح لي أبواب رحمتك ) ، وذلك البيت إنه ( المسجـــــــــــد ) ، وأما خبر هؤلاء الأبناء فالأول : هو من يحافظ على الصلاة في وقتها جماعة مع المسلمين ، وأما الثاني : فهو من يصلي فرضاً ويترك فروضاً ويحافظ على الصلاة يوماً ويتركها أياماً ، وأما الثالث : فهو الذي يأتي للصلاة لكنه في واد وصلاته في واد سارح الفكر شارد الذهن حتى لو سهى الإمام لم يشعر بذلك ، وأما الرابع : فهو المسئ في صلاته ينقرها نقر الغراب فلا خشوع ولا طمأنينة ، وأما الخامس : فهو الذي لم يأت للمسجد مطلقاً ولم يصلِ لربه أبداً .. فيا أيها الصديق أيّ هؤلاء الأبناء أنت .. [/align]