



-
عضو فعّـال
بسم الله الرحمن الرحيم
((اخي القارء اقرء وتمعن بارك الله فيك))
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين..
أما بعد
فيا أيها الناس أتقوا الله تعالى وأدوا الأمانة التي حملكم الله إياها فيمن ولاكم الله عليه من النساء لأن الله الذي حملكم إياها سوف يسألكم عنها وهو أعلم بما تبدون وما تكتمون فأدوا الأمانة فيهن لا تتحكموا في مصيرهن لا تتحكموا في مصيرهن ومستقبلهن لا تجعلوهن بينكم بمنزلة السلع إن أعطيتم بها ثمناً يرضيكم بعتموها وإلا أمسكتموها إن أمانة النساء أيها المسلمون إن أمانة النساء فيكم وإن مستقبلهن في دينهن ودنياهن أعظم وأجل من أن تنظروا فيهن إلى المال وإلى لعاعة من العيش تتمتعون بها على حساب أمانتكم إن الواجب عليكم أيها المسلمون أن تنظروا إلى ما فيه خير المرأة وسعادتها في دينها ودنياها في نفسها وفي أولادها إن الواجب عليكم أن تختاروا لها في النكاح كل ذي خلقٍ فاضلٍ ودينٍ مستقيم وأن لا تمنعوا خاطبها إذا كان كفواًً في دينه ورضيته من النكاح بها فإن ذلك تضيع للأمانة ووقوع في المعصية ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير) إن في الحديث توجيهاً
وإرشاداً إلى أن ينظر إلى الخاطب من ناحيتين فقط لا ثالث لهما هما الدين والخلق لأن الدين والخلق هما الأساس الذي به صلاح الدين وسعادة الحياة فصاحب الدين صالحٌ لنفسه مصلحٌ لمن يتصل به اتصال المرأة به خيرٌ وفلاح إن أمسكها أمسكها بمعروف وإن فارقها فارقها بإحسان لأن عنده من الدين والتقوى ما يمنعه من ظلم المرأة والمطل بحقها وصاحب الخلق مستقيمٌ في أخلاقه مقومٌ لغيره يتلقى أهله بالبشر وطلاقة الوجه ويعودهم بأقواله وحاله على مكارم الأخلاق ومعاني الآداب أيها المسلمون إن بعض النساء يشكون من أوليائهن لأنهم يريدون أن يزوجهن من لا يرضى في دينه وخلقه من أجل لعاعة من العيش إن بعض النساء يشتكي أيضاً من أن أولياءهن يمنعهن من الزواج بمن يريدهن من أصحاب الخلق والدين وكلا الأمرين حرامٌ على الأولياء إنهم مسؤولون عن ذلك يوم لا ينفعهم مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم إنه ليس لهم أن يزوجوا النساء بمن لا يردنه وليس لهم أن يمنعوا النساء مما يردنه اللهم إلا أن يردن سيئاً في خلقه ودينه فإن لأوليائهن المنع من ذلك أيها المسلمون إن أهم ما تجب العناية به والنظر إليه في الخاطب هو سلامة الدين والخلق سلامة العقيدة وإقامة الصلاة فأما سلامة العقيدة فأن يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله لم يذكر عنه ما يدل على شكه وأن يكون معظماً لله ورسوله ودينه لم يذكر عنه ما يدل على استهزائه بالله أو بدين الله أو برسول الله فإن من شك في وجود الله أو شك في كون الله وحده هو الخالق أو هو المعبود فهو كافر ومن شك في كون محمدٍ صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى الناس كافة إلى يوم القيامة فهو كافر ومن استهزأ بالله أو رسوله أو دينه فهو كافر يقول الله تعالى ) قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ)(التوبة: من الآية65) )لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )(التوبة: من الآية66) ومن زعم أن دين اليهود والنصارى مساوٍ لدين الإسلام فهو كافر ومن زعم أن اليهود والنصارى على حقٍ ودينٍ مقبولٍ عند الله فهو كافر أما إقامة الصلاة فأن يأتي الرجل بالصلوات الخمسة في أوقاتها بأدنى ما يجب فيها معتقداً فريضتها فمن أنكر فرضيتها الصلوات الخمس أو بعضها فهو كافر لأنه مكذبٌ لله ورسوله وإجماع المسلمين إلا أن يكون ممن أسلم قريباً ولا يدري عن فرائض الدين فيعلّم ومن أنكر الفرضية فهو كافرٌ وإن صلى وزكى وصام وحج ومن ترك الصلاة تهاوناً فهو كافر وإن كان يقر بأنها فريضة )فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ)(التوبة: من الآية11) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة) ولقوله صلى الله عليه وسلم (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) وقال عبد الله بن شقيقٍ رحمه الله كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفرٌ غير الصلاة وهذا الكفر الذي جاء في من ترك الصلاة تهاوناً في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضي الله عنهم هو الكفر الأكبر المخرج عن الإسلام الموجب للقتل في الدنيا والخلود في الآخرة في النار لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الأئمة هل يقاتلون أم لا؟ فقال لا تقاتلوهن ما صلوا فمنع من قتالهم إذا صلوا وهذا يدل على جواز قتالهم إذا تركوا الصلاة ولا يجوز قتال الأئمة إلا إذا كفروا لقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحاً عندكم فيه من الله برهان وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا حظ في الإٍسلام لمن ترك الصلاة فلا يجوز تزويج من لا يؤمن بالله ورسوله بمسلمة ولا يجوز تزويج من يستهزئ بالله أو رسوله أو كتابه أو دينه بمسلمة ولا يجوز تزويج من لا يصلي بمسلمة لأن هؤلاء كفارٌ والكفار لا يحل أن يزوجوا بمسلمات قال الله تعالى في المهاجرات ) فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ )(الممتحنة: من الآية10) فمن زوّج مسلمة بكافر فالنكاح باطل لا تحل به الزوجة بل هي أجنبيةٌ ممن عقد له عليها فوطئه إياها محرم واستمتاعه بها محرم وكشفها وجهها له محرم وجميع ما يستبيحه الرجل من امرأته بالنسبة لهذا محرم فبقاءها عنده محرمة وخلوته بها محرمة كل ما يترتب على هذا العقد لو كان صحيحاً فهو محرم فيا عباد الله هذه كلمة ألقيها في أعناقكم فمن كان لا يصلي فلا يحل لكم أن تزوجوه حتى يرجع إلى الإسلام فيصلي لا تقولوا هذا قريب لا تقولوا هذا غني لا تقولوا هذا ابن حموله لا تقولوا هذا فيه كذا وكذا من المعلومات التي يعلمها كل إنسانٍ لا يصلي فإنه لا يحل عقد النكاح له على امرأة مسلمة فاتقوا الله أيها المسلمون واختاروا لبناتكم وابحثوا عن دين الخاطب قبل قبوله ولا تجعلوا همكم المال فإن المال يجيء ويذهب فكم من غني صار فقيراً وكم من فقيرٍ صار غنياً ودققوا في البحث ولا تعتمدوا على قول من تتهمونه بمحاباة الخاطب فإن بعض الناس صار والعياذ بالله تأخذه العاطفة فيثني على الخاطب خيراً وهو شر لكن من أجل العاطفة له يثني عليه خيراً ليزوج وهذا خيانةٌ للأمانة أني أقول وأكرر عليكم بالتحري عليكم بالتحري الكامل فإن الناس أصبح كثيرٌ منهم لا يدل ظاهره على باطنه ولا حرج عليكم إذا قبلتم خطبة خاطب ثم تبين لكم أنه على غير الوجه المرضي لا حرج عليكم أن تردوا خطبته بعد قبولها لأن هذا أهون من معالجة الأمر بعد عقد النكاح أيها الناس إن بعض الأولياء يتحكمون في بناتهم ومن تحت ولايتهم وهذا حرامٌ عليهم كما ذكرنا عباد الله اتقوا الله تعالى ولا تزوجوا النساء من غير أكفائهن ولا تمنعوهن من نكاح أكفائهن ولا تجبروهن على نكاح من لا يرغبن نكاحه ولا يكن همكم المال والدنيا فإن ذلك من السخف من السخف أن ينزل الرجل بنفسه فيزوج من أجل المال ويرد من أجل المال فترى حتى إنه ليقبل الخاطب وترضى المرأة وأهلها به فإذا أرسل الجهاز وكان قاصراً عما يريدون ردوه وتركوه تزويج هذا الخاطب بعد قبوله كأنما المقصود المال وكأن المرأة سلعةٌ تباع وتشتري وشأن النكاح أعظم مما يريد به هؤلاء السخفاء فإنه قصيم القرابة في الصلة بين الناس كما قال الله تعالى )وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً) (الفرقان:54) اللهم وفقنا يا رب العالمين لأداء الأمانة اللهم وفقنا لأداء الأمانة وجنبا الغش والخيانة وبارك لنا في أعمالنا وأعمارنا وأجعل حياتنا زيادةً لنا في كل خيرٍ يا رب العالمين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم..
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)