[ALIGN=CENTER]أصبح أمر تذمر طلبة وطالبات السنة الثالثة الثانوية من اختبار الرياضيات أمرا معتاداً كل عام بعد انتهاء اختبار هذه المادة فوراً. حيث اعتادت الصحف منذ سنوات على نقل شكاوى الطلبة من صعوبة أسئلة هذه المادة كأمر بدهي.
وفي الواقع أن منهج المادة نفسه - وليس الاختبار فحسب - هو الصعب، فالطلبة يشكون من هذا المقرر منذ الدراسة، وأصبحت الشكوى من كتاب المادة ذاته أمرا متكررا طوال العام الدراسي، لأن هناك بالفعل تعقيدا في المقرر، قد يتجاوز القدرات الذهنية للطلبة إلى المستوى الجامعي، حتى إن غالبية - إن لم نقل جميع أولياء الأمور - أصبحوا يستعينون بالمدرسين الخصوصيين لمساعدة أبنائهم، إدراكاً منهم لمأزق أبنائهم مهما ارتفعت قدرات هؤلاء الأبناء، ووصل تفوقهم إلى أعلى المراتب.
وهذا يستدعي حلاً من خطوتين، الأولى أن يتم إعادة النظر في مقرر المادة في هذه المرحلة بكاملها؛ وحتى يتم ذلك لابد من مراعاة هذه المشكلة ومراعاة الطلبة عند وضع أسئلة الاختبار، أو عند تصحيح الإجابات.
إن معالجة منهج الرياضيات في الثانوية العامة أمر ينبغي النظر فيه بجدية على المستويات كافة، لأن مستواها أضحى يتسبب في الإحباط لأبنائنا الذين يتطلعون إلى دخول الجامعات بدرجات معقولة تناسب قدراتهم الذهنية، وتؤهلهم إلى استكمال تعليمهم الجامعي العالي. ولم يعد أحد بمنجاة - إلا من رحم ربي - من حفرة هذه المادة وتقليلها لمعدلاتهم النهائية.


مقال / سليمان العقيلي كاتب سعودي
[/ALIGN]