بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي أعضاء وزوار المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد :
.. لا شئ لا شئ .. طار كل شئ ..
شعور غريب ، وموقف رهيب ، عندما تمسك القلم ، وتريد أن تكتب عن موضوع ، يشغل بالك ويؤرق فكرك ، وتستعد لأجل ذلك بكل ما أؤتيت ، الحماس موجود ، والذهن في كامل صفاءه ، كأن العروق تضخ بدل الدم حبرا ومدادا ، فلما حان الوقت ، وتوفرت الإمكانات ، فجأة .. تبخرت المعلومات ، وغط الفكر في نوم عميق وسبات ، سقط في يدي وانكسر القلم ، لحظة أشبه ما تكون بالحلم ، تستنجد بعقلك ، وتخاطب قلبك ، وتسائل نفسك ! أين الكلمات والحروف ؟ وقد كانت فيما مضى تأتيني بالألوف ، أين المعلومة والفكرة ؟ وكأني في جنون وسكرة ، لا شئ لا شئ ، طار كل شئ ، فليس معي أي شئ ! كيف .. وقد كنت أكتب عن كل شئ ! حتى لو كان أبسط شئ ، ما هذا الشئ ؟؟ هل هو شئ ؟؟ أم أني قد جعلت من اللاشئ شئ !! أشياء كثيرة تجول في خاطري ، لكنها أجمعت على شئ واحد ، هو أني لا أحمل في ذهني أي شئ ، كيف يكون ذلك .. والقلم لي صديق ، كيف يحصل هذا .. والورق لي رفيق ، لا حس ولا شعور ، وقد كنت أرقم أعذب السطور ، صبرت أياما .. قلت : لعلها سحابة صيف ستنقشع ، وهموم وأشغال عما قريب ستنقلع ، استمر النشاط المفعم يخبو ، والسيف الصقيل ينبو ، ترى ما السبب ، هذا امر يدعو للعجب ، سألت بعض الكتاب ، هل هذه حالة اكتئاب ؟ فكان الجواب ، أمرك والله عجب عجاب ، فزادت حيرتي والاستغراب ، حتى ظننت أني لن أكتب ولو شاب الغراب ، سئمت ومللت ، والله إني أعشق سلّ القلم وإراقة الحبر على الورق ، يا إلهي .. ما هذا الأرق ، من جنى علي ومن لفكري سرق ، بكيت وبكيت ، ولسوء حالي رثيت ، قطعت السكك والفجاج ، أبحث عن الدواء والعلاج ، ولم أصل إلى بغيتي ومرادي ، فجاء هذا المقال .. يرسم حجم معاناتي ، أبث فيه شكواي لمن يهوى ودادي ، كتبته دون تحفظ لأني لا املك سوى هذه العبارات ، ومعها زفرات وعبرات وتنهدات وحسرات ، والحمد لله رب الأرض والسماوات ..
مواقع النشر (المفضلة)