بسم الله الرحمن الرحيم
كتب الجاحظ كتابه الشهير أخبار الحمقى والمغفلين " بعد أن رأى أنهم ظاهرة تستحق الرصد... هل ضاقت بهم الطرق كما هم اليوم ... لا أعرف لأني ببساطة لم أكن هناك... إلا أنني هنا .. وقد رأيت الكثير منهم ... يأكلون كما نأكل ويتحدثون كما نتحدث ويلبسون كما نلبس .. إلا أنهم فيما عدا ذلك حمقى لا يلوون على شيء ... تعرفهم بسيماهم وفي لحن القول ... يخطئون وهم يظنون أنهم يحسنون عملا ... يتحدث أحدهم عن مشاكل الدنيا وما علم انه بذاته مشكلة من مشاكل الدنيا ... لهم صفات عجيبة غريبة .. ورأيت منهم أصنافا غريبة:
•رأيت منهم على قارعة الطريق من رفع لواء المجاهدين وهاجم العلماء العاملين ... وهو لم يتعدى بيته إلا لرحلة قنص أو سفر لراحة واستجمام
•ورأيت منهم من أصبح وجهه كخطة المنتخب السعودي فمرة 4-4-2 وأخرى 3-4-3 وهلم جرا، تجد صاحبنا أحيانا بشنب وأحيانا بدونه مع لحية قصيرة مرفقة بشوشة مجنون" المصطلح من اختيار أبو دغفق" ... وما يرفع ضغطي وينزل السكري أنه يتحدث عن الشخصية وعلق أبو دغفق قائلا:
شخصية " حذفت من الرقابة " وأنت تفدع بروحك كل يومين... أقل شي يا ملا " حذفت من الرقابة" علمنا وشتبي تعمل بوجهك عشان نعرفك يا جيت دوختنا الله " حذفت من الرقابة".
•ورأيت منهم عادى وحذر ثم عاد وصالح ثم رجع فحذر وكأننا أمام صبية لم يبلغوا الحلم قد اختلفوا على لعبة ...
•ورأيت منهم من جرب الأصناف كلها ولبس الأثواب كلها ولم يجد نفسه فيها كلها ولم يبقى له في ظني إلا ثوب حمار ينهق على قارعة الطريق
•ورأيت أحمقهم من جعل خصمه العلماء الذين أفنوا شبابهم خدمة لله ولرسوله فلا ادري كيف بهذا التعيس وخصومه يوم الدين الصائم والقائم والعابد وبقية ورثة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
•ورأيت فيمن أختصر الدين في باب ابن الوليد وترك باب معاذ وزيد وأبي ...ثم لم يدخل باب أبي سليمان بل وقف ينعق بما لايسمع ولا يعرف فلا هو دخل ولا هو سكت...
•ورأيت منهم جمع شواذ العلم وغريب الأقوال حتى أصبح مرتعا للشواذ ولا يعرف من العلم إلا ما خالف يظن أنه ابن جلا وطلاع الثنايا الثنايا وهو لايعدوا إلا أن يكون ذباب يبحث عن طعام ..
•ورأيت منهم من تحسن له الدهر كله حتى إذا قصرت يدك عن واحده صب عليك جام حقده وجعلك عدو لله ولرسوله... وما تعدوا أن تكون عاديت إلا أحمقا دلخا رعديدا مريدا غبيا مستطيرا ظن أن بعض شعرات على وجهه تجعله من أولياء الله من حاربهم فهو محارب لله وهو أبعد ما يكون عن ذلك فلا هو بصفات الإسلام اقتدى ولا بصفات العرب احتذى.
ومع هذا فما يجعلني استبشر واطمئن أن هؤلاء الحمقى أبعدني الله وإياكم عنهم هم فئة محدودة وإن كثرت أنواعهم واختلفت مشاربهم ومن فهم ثم عمل أكثر ممن لم يعمل يفهم ولم يعمل إلا أن النقطة السوداء في الصفحة البيضاء تتميز وتعرف يها تلك الصفحة.
أخيرا : قد يكون الكلام القاسي وسيلة للعلاج فمبضع الجراح مؤلمه إلا أنها ضرورية لإزالة الأذى وتطهير الجراح,,, وتقبلوا تحياتي
ولد الشايب
مواقع النشر (المفضلة)