[align=center]
إذا ذكرت اللغة العربية فلا يمكن أن ننسى العملاق الدكتور/عبدالرحمن العشماوي الكاتب الراقي الرائع المنافح عن اللغة العربية ...

=====================================


دفق قلم
هذا حال التعليم العالي مع اللغة


عبد الرحمن بن صالح العشماوي

معلمون ومعلِّمات، طلاَّب وطالبات، يتفقون مع كثيرٍ من المقالات التي نُشرت في هذه الجريدة وغيرها عن مشكلة لغتنا العربية معنا، ويأملون أنْ يكون هنالك حَلٌّ عمليٌّ ملموس، وألاَّ تُعامل هذه المشكلة بالتجاهل من الجهات المسؤولة عن التعليم في بلادنا، وكلُّهم - خاصة مَنْ كان منهم جامعياً - يؤكدون أنَّ المشكلة موجودة بصورة أكبر في الجامعات، وأن وزارة التعليم العالي تشارك بصورة واضحة في هذه المشكلة،

وقد لفَتَ نظري فيما وصلني من رسائل واتصالات بعد مقالي عن وزارة التربية واللغة أنَّ المسألة لم تعد مضايقة للغتنا العربية من قبل العاميات واللغات الأجنبية، بل تجاوزت ذلك لتصبح تنحيةً للُّغة بصورة لم تعد تخفى على أحد، كما استوقفتني صرخةٌ في رسالة من طالبة لغة عربية في إحدى جامعات المملكة تقول فيها، لقد أصبحنا في غُرْبة لغوية، كثير من أساتذتنا وأستاذاتنا يعلنون عدم معرفتهم بلغة القرآن، وبعضهم يقول استقامة اللغة والإعراب ليست مهمة، المهم أن توصل المعلومة إلى الآخرين، فنحن في عصر التكنولوجيا والحكومات الإلكترونية ولسنا في عصر اللغة والنحو، وتقول الطالبة: إن أستاذتها قالت حينما قرأت المقال الذي أشرت إليه: صدق فأنا أنهل من الأجنبي أضعاف ما أنهل من العربي، ثم تقول الطالبة أنا أدرس في جامعة الملك عبد العزيز وهي - مثلاً - في مجال تحضير الدراسات تشترط شهادة اجتياز اللغة الأجنبية ونحن في قسم اللغة العربية فلماذا يحدث هذا، هل يشترط أي قسم من الأقسام العلمية في جامعاتنا السعودية أو العربية أن تحصل الطالبة على شهادة اجتياز في اللغة العربية، ثم تقول هذه الطالبة: كما أن اللغة العربية تنادي وزارة التربية والتعليم، فهي تستصرخ وزارة التعليم العالي.

إنها مشكلة قائمة، وهي تائهة بين مَنْ يشعرون بخطورتها على شخصية الإنسان العربي المسلم، وشخصية مجتمعه وأمته، وبين مَنْ لا يُعيرونها اهتماماً، ولا يلتفتون إليها، وفي المجتمع أسرٌ كثيرةٌ تجاوزتْ هذا الموضوع كثيراً، فألحقت أبناءها وبناتها بمدارس أجنبية داخل البلد، وخارجه منذ الروضة أو الابتدائي، غير عابئةٍ بالتغريب الفكري، والروحي الذي حدث لهم، وقد التقيت بشابٍ دون الخامسة والعشرين في إحدى دوراتي من أسرة عربية سعودية يعاني من تكسير في لغته، وصعوبة في نطق بعض الكلمات والمصطلحات العربية لأنه من ضحايا التعليم الأجنبي منذ صغره، وقال لي: سامح الله أبي فقد دفع بي إلى المدارس الأجنبية، وأرسلني إلى بريطانيا سنوات عديدة وكان يقول لي: أتقن لغة الخواجات فهم أهل العلم في هذا العصر، وكان هذا الشاب أنموذجاً جميلاً للشاب العربي المسلم الذي شعر بالمشكلة فبدأَ هو بنفسه يعالجها باجتهاد بعد أن أوقعه فيها والده، وقد علمت أنَّ هنالك جيلاً جديداً يتجوَّل في ميادين الطفولة بلباس غربي، وقصَّاتِ شعرٍ غربية، وعبارات ومصطلحات غربية (إنجليزية وغيرها) لأن أسرهم - هداها الله - تدفعهم إلى ذلك مع سبق الإصرار.نعم إنه شأن الأمم الضعيفة التي ابتعدت كثيراً عن قيمها ومبادئها، وركضت مغمضة العينين وراءَ أعدائها، ولكنَّ هذا الضعف مَرَضٌ وما من إنسان راشد في الدنيا يرضى بالمرض ولا يسعى إلى معالجته.

إشارة:

وسؤالي مَرارةٌ في لساني

ما لقومي لا يعرفون سبيلي

www.awfaz.com






[/align]