[align=center]
كتاب اليوم

محمد الرطيان
ورقة مُهربة من : " مذكرات داشر سابق"!! (1-2)
أنا " دحيّم"..
شاب في بدايات العشرينات - هذه السنوات التي يصفونها بالروعة - ولا أدري وش مروعها؟!
(2)
لا يوجد لديّ أي شيء يميّزني عن بقية "العيال اللي بالحارة":
- أربع وعشرين ساعة لف بالشوارع.
- خلّصت الثانوية العامة بـ"الدف" و"البراشيم".. وفزعة أبو عابد الله يذكره بالخير!
- أقضي ساعة يومياً بتلميع "الجيب موديل 96"..
وهذه الهواية هي أحد الأسباب التي جعلت البعض يتهمني بأنني أتعاطى "الحبوب".. رغم أنني حلفت برأس "صويلح الأقرع" بأني عمري ما جرّبت "الحبوب" إلا مرة واحدة، أيام الاختبارات بالثاني
ثانوي، وذلك بعد أن نصحني بها أحد "الدشير"...
طبعاً دخلت الاختبار وأنا "أدودل" رأسي..
وخرجت وأنا "أدودل" رأسي..
و.. رسبت بالمادة!
(3)
يصفني العيال بأنني "مطنوخ" و"أنحط على اليمنى"..
وإذا حدثت مشاجرة "هوشة" خناقة.. "أطب الميدان" بعد أن أقوم بسحب "العجرا" من سيارتي من مكانها المُفضّل والأمين (تحت كرسي السواق).. أدخل المعركة.. وأخرج منها.. وأنا لا أعرف
من هم المتصارعون.. أو الحق مع من وضد من!
(4)
وكم من مرة يخرجني والدي من قسم الشرطة، بعد أن يصفقني (وفي رواية أخرى : يصكني) مخمّس على خدي الأيسر (هو الأقرب إلى يده اليمنى) ويُوصف هذا "المخمس" في قاموس ديرتنا بأنه:
"راشدي".. "محمودي".. معتبر، "يطشّر المخ تطشير".. ويجعلك ولمدة ثلاثة أيام متتالية تسمع طنين النحل في أذنك اليسرى.
وهذا "الطراق / المخمّس / المحمودي" هو ابتكار شمالي الأصل والمنشأ، ووحدهم شيبان الشمال هم الذين يمتلكون براءة اختراعه.
وقد تطوّر كثيرا على يد أبي (خاصة يده اليمنى!) وكان حقل التجارب المفضّل لديه هو خدي الأيسر.
ولكن... كله يهون من شان العيال اللي بالحارة.
(5)
مطربي المفضّل، أي مطرب شعبي يستطيع أن "يخرش" العود، ويقدّم تحاياه المجانيّة للمروّس..
"عاش المروّس"!... وعندما تطوّر ذوقي قليلاً، صرت أقتني أشرطة "خالد عبدالرحمن"، وأي شريط يتم تهريبه عبر الحدود، بعد أن يتم تسجيله في أحد مراقص بلاد الشام!
(6)
أنا "دحيّم"..
إلى عهد قريب لم أكن أعرف الفرق بين "الشيوعي" و"الشيعي"!..
وكنت أظن أن الفرق لم يكن سوى خطأ مطبعي.
(7)
..............................
...............................
............................. *
(8)
بعد أن هبّت على العالم رياح التغيير، وعصفت به الأحداث في السنوات الأخيرة، هبّت هذه الرياح على الشلة، وعصفت برؤوسنا الصغيرة، ولأنني الزعيم الواحد والوحيد للشلة (وبوجود ذراعي الأيمن "صويلح الأقرع" وهو منظّر الشلة) تغيّرت اهتماماتنا، وأصبحنا نتعاطى السياسة، وهجرنا قنوات الهشّك بشّك، وصارت "الجزيرة" هي قناتنا المفضلة.
* :
احتار الرواة، والمتابعون، والنقاد، وأهل الرأي في هذه الفقرة وفي الفترة الزمنية التي تمثلها في حياة الأستاذ "دحيّم" فهناك من يقول إنها تمثّل فترة الاعتقال، وهناك من يقول إنه قضاها في دورة مكثفة في أحد المعاهد في "واشنطن" بعنوان "كيف تصبح ليبراليا على سِنة ورمح"، وهناك من يقول بل قضاها في "أكاديمية تورا بورا" للفنون القتالية.. رغم أن بعض خصومه يلمحون لأشياء تتعلق بهذه الفترة ولا يليق نشرها.. والله أعلم!
الأكيد، أننا لا نعلم السبب الذي جعل الأستاذ دحيّم يتجاوز هذه الفقرة.


http://www.alwatan.com.sa/news/write...d=864&Rname=80

[/align]