الجزء الثاني


كتاب اليوم

محمد الرطيان
ورقة مُهربة من: "مذكرات داشر سابق"!! (2-2)

(9)
وخلال عام واحد:
كدنا أن نتبعثن (وذلك بعد سماعنا لخطاب مدوّ من الرئيس السوري) ثم، كدنا أن نتشيّع (وذلك بعد سماعنا لخطاب أكثر دوياً من السيّد حسن نصر الله) وأكثر فكرة سيطرت علينا خلال هذا العام هي أن نعبر الحدود إلى العراق، لننضم إلى إحدى الجماعات المقاتلة هناك (أي: كدنا أن "نتقعدن"!)... ولكن انتهى هذا المشروع بعد أن "كفشنا" والد أحد الرفاق (أو: الإخوة!).. وقام بتليين ظهورنا بـ"عقاله الملكي" حتى طارت الفكرة من رؤوسنا!


(10)
وفي ليلة ليلاء، غاب فيها القمر النجدي، وهبّت فيها رياح غربيّة غريبة.. اجتمعنا في إحدى الاستراحات ودون أن نشعر.. أصابتنا "الحساسية الجديدة".. ولفرط ما أصابنا من هذه " الحساسية " السياسية.. أخذنا نهرش ونهرش ونهرش.. حتى وصل الهرش إلى المخ.. فتفتق الذهن عن فكرة جديدة...
وفجأة: تلبرلنا!


(11)
ومنذ تلك اللحظة، تغيّرت علاقتنا مع العالم من حولنا..
فـ"كومار الهندي" البائع في بقالة الحارة، والذي كنّا نتسلى بضربه بالطماطم والبيض الفاسد..
يا ويلك ويا سواد ليلك إذا مديت يدك عليه.. فكومار (آخر) يجب أن نتعايش معه، ونحترمه ونحترم معتقداته... لهذا منحناه عضوية في الشلة تحت مسمى "خبير ليبرالي أجنبي"!
كما أننا قررنا إنشاء جمعية مدنية تهتم بحقوق الأقليات، واقترح "صويلح الأقرع "أن نسميها" نعم للحلوين.. لا للتماسيح".
وإذا غلط علينا واحد من " العيال اللي بالحارة " صرنا نفضّل الحوار معه بدلاً من "العجرا" التي كانت ترتطم بمؤخرة رأسه!


(12)
حتى "صويلح الأقرع".. تغيّرت علاقته بالمرأة بشكل ملحوظ، رغم أنه لا يعرف من النساء سوى والدته.. وهي - على العموم - لم تعد "امرأة" منذ سنوات!!

(13)
وحتى يتطابق الشكل مع المضمون الليبرالي..
صار الذي يرانا لا يفرّق بين "قرعة " صويلح ووجوهنا.. التي خلت من الشعر باستثناء الحواجب!


(14)
أنا " دحيّم"..
أصبحت وجهاً ليبرالياً سعودياً معروفاً..
ولي أتباع ومريدون، يقاتلون وبشراسة (خاصة عبر الإنترنت) للدفاع عني، ولترويج أفكاري.
وصارت القنوات الفضائية تتسابق لاستضافتي، ولسماع آرائي عند كل حدث.
وكل يوم " بوفيه مفتوح " في إحدى السفارات الأجنبية.
يقف على يميني المُنظّر العظيم " صويلح الأقرع ".. وعلى يساري " كومار"!
وما هذه الأوراق سوى مقدمة لكتابي "مذكرات داشر سابق" الذي سيصدر قريبا عن "رياض الريّس" و"الساقي" رغم أن إحداهما اقترحت تغيير العنوان إلى: مذكرات داشر "سعودي" سابق.. لأن هذا العنوان - كما يقول الناشر - سيجعله أكثر مبيعاً

(15)
أنا " دحيّم" ابن هذه المرحلة..
وقريبا : سيّد المرحلة.

http://www.alwatan.com.sa/news/write...d=984&Rname=80