تابع:
اختراع العصر يولد جرائمه:
كما كان اختراع الإنترنت خطورة جبارة في مسيرة تقدم البشرية دفع البعض إلى أن يعتبره أهم اختراع في القرن الأخير، فإن جرائم الإنترنت خطت هي الأخرى بعالم الجريمة إلى آفاق رحبة، فالسطو على بنك مثلاً لم يعد يتطلب تلك الإجراءات والاستعدادات التي تشاهد في أفلام الجريمة، ولم يعد الأمر بحاجة إلى عصابة كاملة، بل إلى فرد واحد قد لا يحتاج الأمر منه أن يغادر بيته. دراسة كندية أجرت مقارنة بين السطو المسلح والسطو الإلكتروني على البنوك؛ فاكتشفت أن معدل الخسارة الناجمة عن جريمة السطو المسلح على البنك يصل إلى 3200 دولار للحالة الواحدة، ترتفع إلى 22500 دولار في حالة السطو عبر الغش والخداع، وتقفز إلى 430 ألف دولار في حالة السطو الإلكتروني. ليس هذا فحسب بل تنخفض معدلات ضبط الجناة من 95% في حالة السطو المسلح إلى 5% في حالة السطو الإلكتروني. أما ملاحقة الجناة قضائيًا فلا تتجاوز 1% من حالات السطو الإلكتروني.
إذن نحن أمام ملامح جديدة لجرائم جديدة في عصر جديد، جرائم تختلف عما عهدناه من قبل، جرائم يسهل إخفاء معالمها بالقدر الذي يصعب تتبع مرتكبيها فهم يسبحون بين مليار مستخدم لشبكة الإنترنت لا تقف دونهم حدود دولية ولا يمنعهم بعد المكان ولا اختلاف المواقيت من ارتكاب جرائمهم، وهم ذوو حرفية عالية تمكنهم من التغلب على كل إجراءات الحماية الإلكترونية.
صمت مغتربه
مواقع النشر (المفضلة)