قليل من المواضيع التي تستهوي القارئ لكي يشارك فيها ، فبعضها ، لا يرد عليها من سخفها وسخف كاتبيها ، وبعضها جميل إلا أنه لا يستحق عناء الدخول والتسجيل وفتح صفحة حتى تقول له سلمت يداك او عافاك الله ، حتى يستزيد الراد من عدد المشاركات فيهتم بكمها لا كيفها .

إلا ان الفاضل : قولف استريم من الذين تقرأ له لتستفيد وتستمتع ، سواء وافقته أو لم توافقه في تفاصيل المقال .


ولي مع أخي بعض التعقيبات على موضوعه الجميل .


عقد الفاضل مقارنة بين القبيلة المستقرة في القرى أو القبائل المتحضرة ، وبين قبائل البدو الرحل ـ والتي اخالفه في وجودها في هذا العصر ـ وأظهر تفوق الأولى على الثانية في أمور :

فالنموذج الاول قبيلة مستقرة مكانياً وهي التي توظف مجمل إمكانيتها لإعمار الارض التي تقيم عليها فعلاقتها بالأرض وما تحتها وما فوقها علاقة تقوم على الحب ... الحب لكل ما هو جميل فيها
وأقول لأخي الفاضل لكل قبائل البدو الرحل أوطان تنسب إليهم وإن رحلوا عنها طلباً للغيث أو الربيع ، وأوطانهم هذه سالت دونها دماؤهم وملئت دوواين الشعراء في قصائد الحنين إلى ملاعب الصبا ، وأرض الأجداد ، وتجدهم ـ ـوإن تركوا الترحال في عصر المدنية الحديثة ـ يستوطنون في مفالي إبلهم ومراتع أنعامهم .


ويقول أخي الفاضل في القبائل المتحضرة :
وهكذا العلاقة بين القاطنين عليها من قبيل تأسيس مناشط جماعية وتنمية روح عامة داخل القبيلة ... ! وصناعة هوية خاصة وتأكيد المصالح المشتركة وتوفر فرص متكافئة لأفراد القبيلة لاشعار الجميع بالمسئولية والاحساس بضرورة الحفاظ على المصالح العامة...!
ثم قال عن قبائل البوادي :
النموذج الاخر هو القبيلة الغير مستقرة وأقصد هنا مكانيا أو بمعنى أخر المترحلة فأول فاقة يعاني منها أفراد القبيلة المترحلة هي الانخلاع من الجذور وتلاشي المعاني الكبيرة الثقافية والنفسية والاجتماعية الناشئة عن الروابط بأشكالها المختلفة ولعل أهم رابطة هي تلك المنعقدة مع الارض كونها الحاضنة لمجمل الروابط الاخرى .... علاقة القبيلة المترحلة بالارض شديدة التنافر بل هي علاقة قائمة على الاستغلال والافقار والاستثنائية المتصلة بحدود الافادة من خيرات الارض وانضابها وليس تثميرها لغرض الاعمار والانماء حتى يصل الأمر إلى تبديد خيراتها إلى القبائل الاخرى

وأخالف أخي الفاضل في هذه النقطة أيضاً ، فالعلاقات الاجتماعية بين أفراد قبائل البدو الرحل لا يمكن مقارنتها بالحواضر ، فيكيفهم أن حلهم وترحالهم على شكل مجموعات ، بل ولا يشك أخي الفاضل ، أن معاني الكرم والنخوة والخوة وغيرها من شيم العرب ، اشتهرت عند البوادي أكثر منها عند الحواضر ، وفي كل خير .

وأستغرب من أخي الفاضل ، الذي جعل معقد التميز حب هذه الأرض وإعمارها ، مع أن من يحرث الأرض لينال الزرع والحب ، لا يختلف عمن يرعى الأنعام ، لينال الدر والنسل ،فهو عندي إختلاف تنوع لا يجعل لأحد منهم فضلاً على الآخر ! كما بين ذلك في قوله :
فليس ثمة روح عامة يراد إشاعتها بين أفراد هذه القبيلة مع الارض .... بل ليس هناك أرض بكامل حمولتها بهوائها ومائها وطيرها ونباتها يراد لها أن تدخل في التكوين النفسي والثقافي والاجتماعي لهذه القبيلة بل الارض بالنسبة لها هي مشروع غنيمة مندرج تحت بند الاستغلال أو مرشحة للاندراج ضمن عمليات النهب المنظم ...
؟؟؟؟!!!!!!!


ثم اتهم البادية بـــقوله :
إذ ليس هناك ما يمكن وصفه بروح جماعية تسري بين افراد القبيلة ولا مسئولية تلزمهم بالعمل الجماعي أو بالدفاع ، وصيانة المحارم بالمعنى الجغرافي وايضا الثقافي ....
البادية ليس بينهم روح جماعية ؟؟!!ولا عمل جماعي ؟؟ولا يحمون محارمهم ويصونونها على شكل جماعات ، أعذرني اخي فلا أستطيع الرد على عباراتك هذه ، فلعلك تعيد قراءتها مرة ثاني وتتأملها أخرى لتجد أنها شتائم غير صحيحة وإن غلفت غلافاً ثقافياً .


ثم ينسب العنف والسرقة والغزو للبدو الرحل فقط :
نزعة العدوانية والانقضاض على ممتلكات الاخر تكون غالباً صفة ملازمة لافراد القبيلة الغير مستقرة أو المترحلة بل هي حاضرة على الدوام في تفكيرهم ولذلك فكل ما هو داخل اطار القبيلة يصنف باعتبارة ساحة مواجهه مفتوحة ارضاً كانت أم ناساً ام ثروات هذا التميز بين نموذجين قبليين يلفت انتباهنا إلى العلاقة القائمة
وأنا أوافقك في جزئية أن ما ذكرت يزيد عند البادية بنسبة معينة إلا أنه لا يسلم منه الحواضر على مر التاريخ ، فحكره على البوادي دون غيرهم فيه ما فيه .




أما ما ختمت به موضوعك :
فالعلاقة التي تربط شيوخ وأعيان القبيلة المترحلة بالأرض علاقة ابتزازية نفعية انتهازية تعكس ذلك مصادرة اراضي الغير وهذا الغير ليس سوى فرد أو أفراد يفترض انضواؤهم ضمن مضلة الحماية التي توفرها القبيلة واهلاك الثروة الطبيعية لجهة إنشاء مساحات أرضية لمشاريع تجارية يراد إنشاؤها لصالح هذا الشيخ أو ذاك فعمليات دفن البحر وتخريب الزراعة وتسوير الاراضي المشاعة أو المصادرة ونصب قوارم ومفردها قارمه تحمل إسم هذا أو ذاك ليست سوى تعبيرات علنية على العلاقة غير السوية مع الارض هذه العلاقة الناشزة تترجم نفسها في التعامل المختل مع المال العام وفي إنهيار الخدمات العامة المقدمة لافراد القبيلة من طبابة وكتاتيب وتنمية حقيقية وتوفير الفرص الوظيفية وكذلك الانتهاكات الفاضحة في الرشاوي ونهب المال العام وفي صناعة الخصوم ...!
ويشعر المراقب بأن العلاقة مع الارض والسكان علاقة مؤقته ولذلك لا يهم بالنسبة لها تخريب الارض أو مصادرة الثروات الطبيعية ولا يعني لها كثيراً رضا الناس وتنمية مشاعر الحب فهم يبحثون عن من يخافهم لا من يحبهم فهكذا تفكر القبيلة الغير المستقرة أو المترحلة.....
......

فينطبق على كبريات الدول المتحضرة والتي بلغت من المدنية ما لم تبلغة القبائل غير المرتحلة كما يحلو لفاضلنا تسميتهم .



أخي قولف استريم : من باب حسن الظن بالمسلم غضيت النظر والبصر والفكر عن بعض ما في المقال من مخالفات محتملة بنسبة 60% لاصول كثيرة تجمعنا بك تجعلني أبعد هذه الاحتمالات عن تفكيري .




محبك
كاتب