بسم الله الرحمن الرحيم
بعدما صلينا صلاة العصر من يوم أمس خرج المصلون جميعهم فرجعت للخلف وأسندت ظهري وإذا بطفل يتيم لم يخرج فرفع يديه يدعو فأحسست أن دعاءه نور متصل بعنان السماء فعلمت ما يقول فنادينه ولاطفته ثم قلت له ماذا قلت في دعائك ؟ فقال قلت اللهم ارحم والدي .
لا إله إلا الله...فقلت له من علمك هذا ؟ فقال: أنا أعرفه .
ثم أردف كلامه قائلاً : وأدعو أن يكون من أهل الجنة . فسيطرت على نفسي وقلت له: هو كذلك إن شاء الله لكن لا تدع الدعاء له وضربت مثالاً تقريبياً لذهن هذا الطفل فقلت له :
الآن في المدرسة يوجد عندنا طالبان كلاهما قد نجح ولكن أحدهما أخذ المركز الخامس والآخر أخذ المركز الرابع فالطالبان كلاهما قد نجح أليس كذلك قال: نعم, قلت: لكن أيهما أفضل! قال :الرابع قلت: كذلك دعاؤك لوالدك فهو من أهل الجنة _إن شاء الله_ لكن دعائك يرفعه على غيره ثم يرفعك الله معه يوم القيامة فتكون معه وشرحت له معنى آية الطور شرحا مبسطا يناسبه ثم خرج .
سبحان الله هنيئا لك أيها الأب بدعاء هؤلاء الأطفال الذين لم يتلطخوا بالذنوب .
وبعد فترة وإذا به يدخل علي في المسجد قائلا: هل تمكث طويلا قلت: لا سأخرج لكن ماذا تريد قال أردت أن أحضر لك شايا وقهوة!!!!! قلت لا جزاك الله خيرا.
رحم الله والده وأخلف أهله خيرا .
مواقع النشر (المفضلة)