أخي القنديل .. شكرا لحسن ظنك ، وبالنسبة لتساؤلك فلا شك أن النصوص متظافرة في أن تكون الدعوة بالتي هي أحسن ، والنبي عليه الصلاة والسلام ما قابل خصومه وهم على الكفر بالغلظة أو حتى بمثل ما قابلوه به فقد كان خلقه القرآن ومدحه ربه بأنه على خلق عظيم ، لكن للأسف يخلط الكثير في الغيرة ويظن أنها لا بد أن تكون مصحوبة بالقسوة والكلام الفاحش وهنا تكمن المشكلة ، فالنظر في المصالح والمفاسد معتر في مثل هذه الأمور ولدينا من كتاب الله ما يثبت ذلك ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) ، والرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه ، بل حتى النبي عليه السلام ضرب أروع الأمثلة في بعد النظر والتطلع الاستراتيجي حين قفل راجعا من الطائف بعد أن رفض أهلها دعوته فقال له ملك الجبال : إن شئت أطبقت عليهم الأشخبين فقال : لا ، عل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا ، وللأسف حين غابت القدوة المتمثلة في شخص الرسول الكريم وطغيان العاطفة على العقل وفقدان الموجه والمربي تظهر الممارسات الخاطئة التي نقول في أولها أنه نابع من الغيرة والحرقة للدين لكن في نهايتها قد تجر لأمور قد تضر ولا تنفع ويصبح الحال فيها كما قال الأول : بنيت قصرا ، وهدمت مصرا .