منقول عن جريدة المدينة- يوم الاثنين
الشيخ سعد بن دبيجان الشمري من المكتب التعاوني النشط للدعوة وتوعية الجاليات في محافظة رفحاء، يتواصل معي دائماً بالمشاريع الدعوية الراقية التي يتبناها المكتب كمشروع الدعوة في القرى، ولا يوقفها في العادة إلا غياب المتبرعين الذين سخروا أموالهم لخدمة دين الله سبحانه وتعالى، وكان آخر ما أرسل لي رسالة جميلة مضمناً إياها بعض الأفكار الرمضانية المميزة، فقد تساءل في رسالته: لماذا نجد في أنفسنا نشاطاً خلال شهر رمضان للصيام والقيام وتلاوة القرآن والصدقات والعمرة، بل ونضبط أنفسنا فنتجنب الغيبة وشرب الدخان، وفي غير رمضان تنقلب أحوالنا، ويزول حماسنا ؟ فبعضنا لا يعرف القرآن إلا من رمضان إلى رمضان، وبعضنا منذ سنوات طويلة يتحدث عن صيام أيام البيض، وكلما أتى اليوم السابع عشر، عزف سيمفونيته الشهرية: الله المستعان، راحت علينا أيام البيض !!
يعزو -وفقه الله- هذه الظاهرة الواضحة إلى سببين:
الأول: هو ما أنعم الله به علينا من تصفيد للشياطين، وتحجيم لقدراتها، فلا تستطيع أن تخلص إلى ما كانت تخلص إليه في غير رمضان، بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وأغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين).
ومن ذلك نستنتج أن كيد الشيطان كان ضعيفاً، فعندما غاب عن الساحة قسرياً لم يستطع أن يقوم بشيء من مكره، بل احتاج إلى أحبابه شياطين الإنس، ليستمروا في حمل راية المشروع الافسادي القديم المتجدد، ولم يقصر شياطين الإنس في لعب أدوراهم المرسومة فقد قدموا ما يزيد على المائة مسلسل وبرنامج لا ليصرفوا قلوب الناس عن معاني الصيام، بل ليغرسوا فيها معان خاطئة، وأفكار سيئة عن المبدأ الحق !!
يقول الشيخ -وأنا معه- لماذا لا نستفيد من هذا الأمر في غير رمضان، ونصفد نحن شياطيننا، ونبعدها عن التأثير على قلوبنا، بالأذكار الشرعية، وبالانتباه إلى كيدها، ومعرفة ضعفها، وقلة تدبيرها.
هذا هو السبب الأول من السببين التي ذكرهما الشيخ في رسالته، أما السبب الثاني فسأذكره في وقت آخر بحول الله، وعلى ذلك نبصم دون أدنى مسؤولية على F...طار.
.
مواقع النشر (المفضلة)