الدنيا كأمرأه بغى لا تثبت مع زوج إنما تخطب الأزواج ليستحسنوا عليها فلا ترضى بالدياثه
ميزت بين جمالها وفعالها * فإذا الملاحة بالقباحة لا تفى
حلفت لنا أن لا تخون عهودنا * فكأنها حلفت لنا أن لا تفى
السير في طلبها سير في أرض مسبعة والسباحة فيها سباحة في غدير التمساح المفروح به منها هو عين المحزون عليه آلامها متولدة من لذاتها وأحزانها من أفراحها.
مآرب كانت في الشباب لأهلها * ِعذاباً فصارت في المشيب عَذابا
طائر الطبع يرى الحبة وعين العقل ترى الشرك غير أن عين الهوى عميا .
وعين الرضا عن كل عيب كليلة * كما أن عين السخط تبدى المساويا
تزخرفت الشهوات لأعين الطباع فغض عنها الذين يؤمنون بالغيب ووقع تابعوها في بيداء الحسرات و( باؤلئك على هدى من ربهم واؤلئك هم المفلحون)،وهؤلاء يقال لهم ( كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون).

لما عرف الموفقون قدر الحياة الدنيا وقلة المقام فيها أماتوا فيها الهوى طلبا لحياة الأبد،و لما استيقظوا من نوم الغفلة استرجعوا بالجد ما انهبه العدو منهم في زمن البطالة فلما طالت عليهم الطريق تلمحوا المقصد فقرب عليهم البعيد وكلما أمرت لهم الحياة حلى لهم تذكر( هذا يومكم الذي كنتم توعدون).
وركب سرا الليل ملق رواقه * على كل مغبر المطالع قاتم حدوا عزمات ضاعت الأرض بينها * فصار سراهم في ظهور العزائم
تريهم نجوم الليل ما يتبعونه * على عاتق الشعرى وهام النعائم إذا اطردت في معرك الجد قصفوا * رماح العطايا في صدور المكارم