[align=center] - ومما ينبغي أن تلاحظة من الاداب و انت تدعو الله عزوجل : اختبار الاسم الذي يليق بجلاله سبحانه وتعالى .. فتدعوه بما جاء في القرآن والسنة من أسمائه الحسنى تبارك وتعالى .. . ولا تتجاوز ذلك الى الاسماء التي لم ترد في القرآن والسنة او الاسماء التي ابتدعها المبتدعة وأهل الاهواء ..
قال تعالى (لله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) . الأعراف : 180 .
قال الامام القرطبي ( رحمة الله ) : " سمى الله سبحانه اسماءه بالحسنى ، لأنها حسنة في الأسماع والقلوب ، فإنها تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وافضاله ) .
13- الإكثار من النوافل بعد أداء الفرائض .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إن الله قال : من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب . وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب الى بالنوافل حتى احبة به فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به ، به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وان سالني لاعطينه ، ولئن استعاذني لاعيذنه ..)) ( رواه البخاري .. ) .
فلتكثر اخي من النوافل فإنها ترفع مقامك في الدنيا والآخرة اما في الدنيا : فبالفوز بمحبة الله تعالي .. وهي غاية الغايات . وإذا فزت بذلك أعانك الله تعالى على طاعته ومرضاته .. فلا تسمع الا ما يرضي الله . ولا تبصر الا ما يرضي الله ،ولا تنال بيدك الا ما يرضي الله . و لاتمشي برجلك الا في مرضاته تبارك وتعالى .. ويستجيب الله دعاءك … ويعيذك من كل شيء يؤذيك …
وأما في الآخرة : فبالفوز برضوان الله تعالى ونعيمة الباقي …
أخي : هذه الخيرات كلها تدركها بالاكثار من النوافل .
فان انت ضيعت فرصة كهذه فلتبك على عقلك البواكي .
14- التوسل الى الله بأعمالك الصالحة التي وفقك الله إليها ..
فالعمل الصالح نعم الشفيع لصاحبة في الدنيا والآخرة اذا كان صاحبة مخلصا فيه .
قال وهب بن منية ( رحمة الله ) : العمل الصالح يبلغ الدعاء ، ثم تلا قوه تعالى :
( اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) فاطر : 10 ) .
وقال بعضهم : يستحب لمن وقع في شدة ان يدعو بصالح عمله .
أخي : وخير واعظ لك في اثر التوسل بالأعمال الصالحة تلك القصة التي قصها النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابة رضي الله عنهم وهي :
قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فسدت باب الغار الذي كانوا فيه فتوسل كل واحد منهم بعمل صالح عمله ، فكشف الله عنهم الصخرة . ( والحديث رواه البخاري
برقم : 3465) مسلم برقم : 2743).
أخي المسلم :
التوسل بالاعمال الصالحة لا يتحقق الا أهل الطاعات … الذين اضاءت انوار الصالحات من صحائفهم . فاؤلئك هم الذين اذا توسلوا الى الله تعالى باعمالهم الصالحة قبل توسلهم وكان العمل الصالح خير شفيع لهم . .
قال وهب بن منبه : مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر .
15- ومن الامور التي تعينك في درب الدعاء المستجاب : ان تدعو الله تعالى باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب ….
سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو وهو يقول : اللهم اني اسالك باني اشهد انك انت الله لا اله إلا أنت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . فقال :
( والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى ))
( رواه داود والترمذي وابن ماجه / صحيح الترمذي : 3475) .
وسمع ايضا مرة رجلا يدعو :
اللهم اني اسالك بان لك الحمد لا اله الا انت ، بديع السماوات والارض ياذا الجلال والاكرام ، ياحي يا قيوم . فقال النبي صلى الله عليه :
( لقد دعا الله باسمة العظيم الذي اذا يدعي به اجاب واذا سئل به اجاب واذا سئل به اعطي )
رواه اصحاب السنن وغيرهم / صحيح ابي داود : 1495 ) .
16- الإلحاح عليه سبحانه فيه بتكرير ذكر ربوبيته، وهو أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء، فإن الإلحاح يدل على صدق الرغبة، والله تعالى يحب الملحين في الدعاء، ومن ذلك تكرير الدعاء، فعن ابن مسعود يصف دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((وكان إذا دَعا دعا ثلاثاً)) - أخرجه مسلم في الجهاد والهجرة (1794).
17- الجزم في الدعاء والعزم في المسألة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه)) - رواه البخاري في الدعوات: باب ليعزم المسألة (6339)، ومسلم في الذكر والدعاء: باب العزم بالدعاء (2679) واللفظ له.
قال الشيخ عبد الرحمن آل الشيخ: "بخلاف العبد؛ فإنه قد يعطي السائل مسألته لحاجته إليه، أو لخوفه أو رجائه، فيعطيه مسألته وهو كاره، فاللائق بالسائل للمخلوق أن يعلق حصول حاجته على مشيئة المسؤول، مخافة أن يعطيه وهو كاره، بخلاف رب العالمين؛ فإنه تعالى لا يليق به ذلك لكمال غناه عن جميع خلقه، وكمال جوده وكرمه، وكلهم فقير إليه، محتاج لا يستغني عن ربه طرفة عين، وعطاؤه كلام...فاللائق بمن سأل الله أن يعزم المسألة، فإنه لا يعطي عبده شيئاً عن كراهة، ولا عن عظم مسألة" - فتح المجيد (ص 471) بتصرف يسير.
18- الإكثار من دعاء الله تعالى في الرخاء، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة...)) - أخرجه أحمد (1/293)، والترمذي (2516)، وأبو يعلى (2556)، وقال الترمذي: "حسن صحيح" ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكُرب فليكثر من الدعاء في الرخاء)) - أخرجه الترمذي في الدعوات (3382)، والطبراني في الدعاء (44، 45)، وصححه الحاكم (1/544)، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6290).
قال المباركفوري: "لأن من شيمة المؤمن أن يُريِّش السهم قبل أن يرمي، ويلتجئ إلى الله قبل الاضطرار" - تحفة الأحوذي (9/229).
وقال سلمان الفارسي: إذا كان الرجل دعَّاء في السراء، فنزلت به ضراء، فدعا الله تعالى، قالت الملائكة: صوت معروف، فشفعوا له، وإذا كان ليس بدعَّاء في السراء، فنزلت به ضراء، فدعا الله تعالى، قالت الملائكة: صوت ليس بمعروف، فلا يشفعون له - جامع العلوم والحكم (1/475).
وقال الضحاك بن قيس: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، إن يونس عليه الصلاة والسلام كان يذكر الله تعالى، فلما وقع في بطن الحوت قال الله تعالى: {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبّحِينَ * لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات:143، 144]، وإن فرعون كان طاغياً ناسياً لذكر الله، فلما أدركه الغرق، قال: آمنت، فقال الله تعالى: {ءالئَـٰنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ} [يونس:91] - جامع العلوم والحكم (1/475).
19- أن يبدأ الداعي بنفسه، ثم يدعو لإخوانه المسلمين، وأن يخص الوالدين، وأهل الفضل من العلماء والصالحين، ومن في صلاحه صلاح المسلمين، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر أحداً فدعا له بدأ بنفسه)) - رواه الترمذي في الدعوات (3385)، وأبو داود في القراءات (3984)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4723).
وأرشد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال: {وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ} [محمد:19]، وقال تعالى عن دعاء نوح عليه السلام: {رَّبّ ٱغْفِرْ لِى وَلِوٰلِدَىَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ} [نوح:28]، وأثنى الله تعالى على قوم كان من دعائهم: {رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلإَيمَـٰنِ} [الحشر:10].
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة)) - قال في مجمع الزوائد (10/210): "رواه الطبراني وإسناده جيد"، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6026).
20- إخفاؤه والإسرار به، فذلك أعظم إيمانا، وأفضل أدبا وتعظيما، وأبلغ في التضرع والخشوع، وأشد إخلاصا، وأبلغ في جمعية القلب على الله في الدعاء، وأدل على قرب صاحبه من الله، وأدعى إلى دوام الطلب والسؤال، وأبعد عن القواطع والمشوشات والمضعفات، وأسلم من أذى الحاسدين - انظر: بدائع الفوائد (3/6-9).
قال الحسن: بين دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفا، ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يُسمع لهم صوت، إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم، وذلك أن الله يقول: {ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}، وإن الله ذكر عبدا صالحا ورضي بفعله فقال: {إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً} [مريم:3].
21- التواضع والتبذل في اللباس والهيئة، بالشعث والاغبرار، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رُبَّ أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره)) - أخرجه مسلم (2622)، وابن حبان (6483).
ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم للاستسقاء خرج متبذلاً متواضعاً متضرعاً.
22- التأمين بعده، فهو كالخاتم له.[/align]
مواقع النشر (المفضلة)